أعادتني مسرحية خالتي صفية والدير لذكريات قديمة فبطلها الفنان المبدع له حضور مسرحي طاغ في كل أدواره.. وهو تليفزيوني قدير صاحب أدوار كثيرة مختلفة ومتنوعة وإن غلب عليها طابع الشهامة والطيبة وهي صفات قريبة من صفاته الأصلية.. تخرج زميلي الفنان مميز الأداء صلاح رشوان في المعهد العالي للفنون المسرحية بمشهد ومنولوج »المركز صاد« في مسرحية مارا صاد وهي مسرحية صعبة ليؤديها طالب ولأنه يعرف تماما قدراته وإمكانياته أبدي استعداده للتصدي لتمثيلها ولمثل هذه النوعية الصعبة من الأدوار.. التي يختارها ليقدم من خلالها ملكاته التمثيلية بأسلوب متفرد امتاز به.. مثل صلاح أول أدواره التليفزيونية في مسلسل قبر بلا دموع وشارك بدايته بأفلام أهل القمة الصعود للهاوية قلب الليل وانصرف بعدها إلي المسلسلات التليفزيونية التي كانت تنتج بالخليج وقام ببطولة ثلاثين عملا بطولة مطلقة له لم يشاهدها للأسف الجمهور المصري باستثناء عدد قليل منها وبانتهاء هوجة مسلسلات الخليج عاد ومعه فنانون كثر يترقبون وينتظرون عرض أعمالهم لتنهال عليهم البطولات التليفزيونية والسينمائية لكن طال الانتظار حتي 5 سنوات لم يطلبه فيها أي من المخرجين.. وتوقف خلالها عن التمثيل تماما حتي تخيلت ومعي كثيرون أنه اعتزل المهنة وكان يري في هذا الموقف حتي هذه الأيام فزورة لا يجد لها تفسيرا.. عاد بعدها أكثر تألقا ونضجا يعني باختيار أدواره فالدور الجيد الذي يترك بصمة وأثرا ويكون له بعد إنساني هو الذي يحدث توازنا بنفسه.. تربطه علاقة طيبة بالفنانين يحب المسرح ولكنه لا يجد نفسه في مسرح القطاع الخاص ويهرع لمسرح الدولة ويتفرغ تماما لأداء الدور لأن الوقوف علي خشبة المسرح يحتاج إلي تحضير وتكثيف إحساس ومعايشة للشخصية وخاصة المسرحيات ذات المغزي أو المضمون أو ذات الأبعاد السياسية والنفسية وأهم مسرحياته البهلوان الناس اللي في الثالث امبراطور الأراضي البور، أدواره التليفزيونية تسمح له حين أدائها بمساحة إبداع وإمكانية تعبير مختلفة وهو يبتعد عن أدوار الشر لأن دوره في المال والبنون هو المسلسل الذي أعاده بقوة للساحة التليفزيونية وأهم أدواره حياة الجوهري امرأة من نار عزيز علي القلب الدالي علي نار هادئة ابن الأرندلي.. عاش صلاح حياته يحب الحرية كان شابا يسير في شوارع القاهرة ليلا ونهارا طالما هو لا يعمل يعشق السهر مع أصدقائه ويري أن الحرية والفن لا ينفصلان فالفن في المقام الأول حرية والحرية هي صدق التعبير وإذا لم توجد حرية الرأي والرؤية لا يكون هناك فن وإذا حجبت الحرية عن الفنان لا يقدم فنا.