تجني صناعة الدراما المصرية هذه الأيام عدة مكاسب مهمة، منها تخفيض أجور أغلب النجوم وخاصة الذين احتلوا القائمة السوداء عبر مواقفهم وإسقاط معظم النجوم والمؤكد أن سقوط البعض الآخر سيأتي نتيجة تحولات هائلة في ذوق الجمهور . وقد انعكست القائمة السوداء علي أعمال كان قد تم تحديد مواعيد عرضها وتم التأجيل نظرا لتوقع عدم الإقبال عليها منها فيلم "الفيل في المنديل " لطلعت زكريا. كانت شركات الإنتاج تسابقت للتعاقد مع الفنانين والمؤلفين الكبار قبل انتهاء شهر رمضان الماضي استعدادا لرمضان المقبل وأدت تلك المنافسة الشرسة بين المنتجين إلي ارتفاع أجور النجوم بشكل مبالغ فيه بشدة. ويأتي عادل إمام علي رأس قائمة الفنانين الذين قرروا تخفيض أجورهم، علي الرغم من تعاقده مع المنتج صفوت غطاس علي بطولة مسلسل "فرقة ناجي عطا الله"، بعد انتهاء شهر رمضان الماضي مباشرة، حيث تنازل عن 10 ملايين جنيه، ليصبح أجره عن المسلسل 20 مليوناً، وهو أعلي أجر في تاريخ الدراما المصرية كما قرر الفنان تامر حسني أن يسلك مسلك عادل إمام، حيث خفض أجره عن بطولة مسلسل "آدم" من 27 مليون جنيه إلي 15 مليوناً وخفض محمد هنيدي أجره عن بطولة مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" من 25 مليون جنيه إلي 19 مليوناً. وكانت إلهام شاهين علي رأس الفنانات اللواتي قررن تخفيض أجورهن، حيث انخفض من خمسة ملايين إلي ثلاثة ملايين فقط، وذلك عن بطولة مسلسلها الجديد "معالي الوزيرة"، وتوقف التصوير، لحين إجراء تعديلات علي السيناريو الذي كانت أحداثه تدور حول وزيرة متزوجة من رجل أعمال فاسد، يستخدم أمواله في الدخول إلي عالم السياسة، والفوز بعضوية البرلمان، وهي أحداث لا تتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية، حيث اندلعت الثورة، من أجل القضاء علي زواج السلطة بالرأسمال، وتم حل البرلمان. . ويلاحظ أن الفنانين الذين قرروا تخفيض أجورهم هم الذين كان لهم موقف معارض للثورة بشكل عنيف. أما يحيي الفخراني، فلم يخفض أجره عن بطولة مسلسل "بواقي صالح"، وقد يرجع السبب إلي أنه من الفنانين القلائل الذين لم يتخذوا موقفاً مناهضاً للثورة، وما زال يتمتع بجماهيرية واسعة. ويتوقع الناقد طارق الشناوي، انخفاض أجور جميع الفنانين الذين وقفوا ضد الثورة، بدرجة كبيرة، وتوقع سقوط نجمهم، وصعود أو تألق نجوم جدد، ممن وقفوا إلي جوار الثورة، وإنضموا إليها في ميدان التحرير. وينوه الشناوي بأن العام الحالي سيشهد انخفاضاً في المسلسلات بدرجة كبيرة، في ضوء انخفاض نسبة الإعلانات، بعد إصابة البلاد بحالة من الكساد الاقتصادي، وتوقف الإنتاج والتصدير. فيما يتوقع الكاتب يسري الجندي انخفاض المسلسلات التي ستدخل المنافسة في رمضان المقبل بنسبة 75٪ وأضاف أن حجم الإنتاج الدرامي المصري العام الماضي وصل إلي 63 مسلسلاً، وسينخفض إلي 15أو 17 عملاً علي الأكثر هذا العام، مشيراً إلي أن الفنان يعتبر دائماً نبض الشعب، ويتفاعل مع مشاكله، ولا يقف ضده. وتوقع الجندي أن يتغير الواقع في صناعة الدراما والسينما تماماً، فلن يقبل الجمهور تلك الأعمال التي تقدم له في السابق من أجل الترفيه وتعميته عن مشاكله وهمومه، ولن يرفع الجمهور أي فنان من أصحاب المواقف المزدوجة الذين يقولون ما لا يفعلون، مشيراً إلي أن الدراما تحتاج إلي أفكار جديدة غير التي كانت تطرح في السابق.