نحن في أوقات ثورة.. ثورة علي الفساد!.. وفي الثورات دائما مايكون هناك غليان! وعندما يحدث الغليان.. تختلط الأمور كلها مع بعضها البعض.. تثور أفكارنا.. يدركها كثير من التشوش والتشويش.. اللي تحت يبقي فوق واللي فوق يبقي تحت والعكس بالعكس فالإناء كله يفور ولا يثبت علي حال! وهذا أصعب مافي الموضوع.. نحن في حالة فوران. في حالة غليان أفكارنا مشوشة عقولنا غير مبرمجة قد نتجه مع هذه الحالة إلي تحطيم كل شيء .. حتي لا يبقي لدينا شيء. لا علاج لنا إلا بالصبر.. والهدوء ثم التفكير باتزان ووضوح.. ربما يكون الله سبحانه وتعالي قد بعث إلينا بالمجلس العسكري الأعلي ليساعدنا علي الهدوء والتروّي والتفكير.. والله سبحانه وتعالي بشر الصابرين.. وليست هذه دعوة إلي التخاذل أو عدم إدراك حقيقة الأمور. ولكنها دعوة الي التروّي وإعمال الفكر السليم.. يجب أن نحمد الله علي ما وصلنا إليه.. نظام سقط وعمالقة وقعوا ولصوص انكشفت سرقاتهم بما تلوثت به أيديهم من مال حرام. ولهول ماوجدنا فإن البنيان كله قد اتهز!.. وهذا البنيان هو بنيان مصر.. هو قامة مصر هو عظمة مصر.. صحيح أن العالم كله قد أشاد بما صنعناه.. ولكن حتي لا يسكرنا خمر الانتصار ولا تأخذنا نشوة ماصنعناه بأيدينا، فلابد لنا من أن نتوقف دقيقة لنعرف حقيقة ماوصلنا إليه؟! انتصرنا نعم ولكن الوطن كله ينتظر الخطوة القادمة.. نعم الخطوة القادمة وليست الوقفة الطويلة الدائمة الحالية. إذا ما وقفنا فإن البلد كله سيقف.. عجلة الإنتاج تقف الخطوة القادمة تقف الحياة تقف أو تتوقف.. فيكون مصيرنا إلي زوال. وهذا والله ليس ماقصدنا إليه لا ولاهو الذي من أجله راح مئات الشهداء لا نريد أن يكون دمهم قد راح هباء ولكنهم ماتوا حتي تتقدم الأمة إلي الأمام أن تعود مصر دولة رائدة سباقة إلي الأمام!..