أعلن الدكتور زاهي حواس أمين المجلس الأعلي للآثار، عن توصله لاتفاق مع السلطات الأمريكية، سيتم بمقتضاه استعادة إحدي أشهر المخطوطات، التي تثير الجدل في التاريخ القبطي، وهي المخطوطة المعروفة باسم إنجيل يهوذا الأسخربوطي. انجيل يهوذا، واحد من عدة مخطوطات أثرية تقدم تاريخا مختلفا بل ومناقضا تماما لتاريخ المسيحية، وهي أيضا مخطوطات ترفضها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وطالما بادر رجالها بالرد عليها وتفنيد ماجاء فيها. لهذه المخطوطات، قصص غريبة، حيث إنه تم العثور عليها بطريق الصدفة البحتة، عن طريق الفلاحين والبدو، وبيعت لتجار الآثار، وتم تهريبها خارج البلاد، ومن ثم عكف علي قراءتها وترجمتها مجموعة من الباحثين والمتخصصين، ليعلنوا عن اكتشافات أثارت ومازالت تثير الجدل. تمتليء المكتبة الكنسية الأرثوذكسية، وغيرها، بعشرات الكتب، للرد علي هذه المخطوطات، وماجاء فيها من أفكار وآراء تخالف صلب العقيدة المسيحية، كما تؤكد الكنيسة. السؤال.. أو الأسئلة، التي تطرحها هذه المخطوطات الأثرية هي : هل هناك تاريخان للكنيسة الشرقية، أحدهما رسمي تعتمده الكنيسة وباباواتها علي مر العصور، والآخر غير رسمي، ويقدم وجوها مختلفة للتاريخ الذي نعرفه؟ ولماذا تبادر الكنيسة دائما، برفض كل ماجاء في تلك المخطوطات، وتؤكد علي أنها تخالف العقيدة، والتاريخ، والوقائع الثابتة وماذا لو أن ماجاء في تلك المخطوطات، يحمل قدرا من الحقيقة؟ وهل نحتاج إلي إعادة قراءة وكتابة تاريخ الكنيسة الشرقية، باعتباره جزءا لايتجزأ من التاريخ المصري، ولماذا تظهر للعلن هذه المخطوطات، في هذا الوقت بالذات، رغم أن اكتشافها يرجع لسنوات طويلة مضت؟ بدون شك ، ستفجر عودة هذه المخطوطات المزيد من الجدل المثار أصلا، منذ سنوات، وتعيد الأضواء لتتسلط من جديد، علي وقائع أحداث تاريخية لم تحسم حتي الآن، وهو في كل الأحوال، جدل مفيد، لأنه سيفتح حوارات عديدة، حول تاريخ الكنيسة المصرية، ويدعو المؤرخين والمتخصصين للمشاركة فيه. »آخر ساعة« في هذا العدد، تفتح الملف الشائك الخاص بالوثائق المسيحية الأثرية، من إنجيل »برنابا« و»يهوذا« إلي وثائق نجع حمادي، ووثائق البحر الميت، وتحكي قصص اكتشافها، ورحلة هذه الوثائق من الكهوف وجرار الفخار، مرورا بتجار الآثار والمهربين، وصولا إلي محطتها النهائية، بين أيدي المحققين والخبراء.