دائما ما يتردد السؤال التقليدي في اليوم الأخير من كل عام .. هاتسهر فين النهاردة ؟ ويحتار الكثيرون في إجابة هذا السؤال الصعب ..بينما الغالبية العظمي من المصريين الذين يفضلون أن تكون السهرة في " بطانية بارتي " لا تصيبهم هذه الحيرة .. لأن الحيل مهدود من الوقوف في طابور العيش أو الجري طوال النهار للحصول علي القرض الذي أعلنته الحكومة .. وربما يكون الانشغال في تدبير فلوس الدروس الخصوصية .. وغيرها من المشاكل اليومية للموظف الغلبان أو غالبية الشعب المصري . . وعلي الجانب الآخر تمتلئ الفنادق وكذلك الملاهي الليلية بالعرب والمصريين ولابد بالطبع من الالتزام بالملابس الرسمية بالنسبة للرجال وقد تكون غير رسمية بالنسبة لغالبية السيدات والفتيات " لأن مفيش ملابس أصلا ".. ولكن المهم هو الحفاظ علي ارتداء الطرطور وبلاشك فإن الأب أو الزوج هو من يتولي الحفاظ علي النظام ويقوم بعملية توزيع الطراطير.. علي المدام طرطور وكل واحد من الأبناء طرطور وبالطبع هو طرطور . . وتزدحم صالات الرقص بالفنادق والملاهي بكل هذه الطراطير حتي يخيل اليك أنك في عالم الطراطير في المدينة المسحورة بينما تتعالي الصيحات علي أنغام الموسيقي الصاخبة والرقصات الخليعة ولا مانع لأن يرقص الزوج مع زوجة صاحبه بينما صاحبه يرقص مع ابنته أو زوجته "وهو كله ماشي " المهم أن يلتزم الجميع بارتداء الطرطور .. وهكذا تنقضي سهرات الاحتفال بالسنة الجديدة في هذا الجانب من الحياة بينما علي الجانب الآخر هناك آخرون ساهرون في سهرة اضطرارية قد يكون أبا يسهر بجوار زوجته أو ابنته المريضة بالمستشفي .. أو يكون طبيبا يقوم بعمله في متابعة مرضاه أو ضابط شرطة يجوب شوارع القاهرة للاطمئنان علي الأمن وحفظ الممتلكات والأرواح .. وغيرهم كثيرون لا تشغلهم مسألة الطراطير والهرج والمجون. قال رسول الله ([) : " من سهر في وقت الهرج في عبادة الله كان مثل الهجرة اليّ " .. ولذلك فانني قضيت ليلة السهر للاحتفال بالعام الجديد بصحبة الشيخ القدير محمد جبريل حيث صلي بنا عدة ركعات ختمها بالدعاء الذي تدمع له القلوب والعيون وكان يشاركنا جمع غفير ازدحمت بهم قاعة الصلاة من كافة الأعمار . وكل سنة وأنتم طيبون .. بدون طراطير .