استطاعت بسمة الجابري الطالبة بالفرقة الثالثة تجارة إنجليزي، أن تحرك المياه الراكدة في عقول الكثير من المصريين الذين ينظرون للمرأة نظرة دونية، ويفرقون دائمًا بينها وبين الرجل في كافة الجوانب سواء الأحكام المُسبقة أو القُدرات البشرية أو الإمكانيات. خلقت بسمة لنفسها ولغيرها من الفتيات عالماً خاصاً بهن، استطاعت من خلاله التحرر من كافة القيود التي يفرضها المجتمع علي فتاة محجبة في مقتبل عمرها، الأمر الذي جعلها مُلهمة لكثير من الفتيات، خاصة أنها تعد الأولي في مجال ركوب ال"سكوتر" في مصر. العديد من الصعوبات واجهت بسمة، بداية من اتخاذها قرار ركوب ال"سكوتر" بدل المواصلات العامة، ثم إقناع أهلها بتلك الفكرة، خاصة أن بعض الأسر ترفض فكرة ركوب ال"سكوتر" مُطلقًا حتي للأولاد وليس البنات فقط، كونه يشكل خطورة كبيرة علي حياتهم، ويرفضون تمامًا حتي مجرد تعلم قيادته أو معرفة وسائل الأمان الخاصة لركوبه. "إحنا كمصريين بنحارب أي حاجة بتمشي علي عجلتين"، تلك الجملة الصادمة التي قالتها بسمة، لخصت بالفعل كل ما تواجهه الفتاة حين تقرر ركوب دراجة أو "سكوتر"، فنظرة المجتمع لها تختلف كثيرًا، وكذلك الأهل وفي بعض الأحيان الأصدقاء أيضًا، فتاة مُتحررة وبلا قيود هكذا تصبح صورتها في أذهان مُعظمهم. تعلم القيادة كان نقطة التحول في حياة الفتاة المتمردة علي قيود المجتمع المتخلفة، لم تجد الجابري مركزًا متخصصًا لتعليم ركوب ال"سكوتر"، وبعد أن اشترته بدأت تعليم نفسها بنفسها، ومن هنا كانت بداية عملها الخاص بتكوين مجموعة "girls go wheels". وتقول بسمة "أنا تعبت جدًا في تنفيذ الفكرة، وقضيت وقتا كبيرا ومجهودا أكبر في معرفة وتجميع المعلومات، وشعرت أنه وجب عليّ مساعدة أي بنت تفكر في الموضوع، وبدأ الموضوع بتعليم أخواتي البنات، ثم ساعدنا كل البنات التي كانت تسأل وأصبحنا نُعلمهن، وكمان أصبح معنا شباب من الأصدقاء مُقتنعين بالفكرة، ويساعدوننا كمان، وبدأت أقدم كورسات سواقة لأنني أصبحت في موقع مسئولية كبيرة". وعن تكلفة امتلاك "سكوتر" قالت "سكوتر بيوفر بنزين بصورة كبيرة جدًا، وكمان بيوفر مساحة في الشارع خاصة في الركنات بعكس السيارات التي تتسبب في الزحام والتكدس المروري، أما أسعاره فهي في متناول الجميع وتبدأ من 8000 جنيه وتصل إلي 50 ألف جنيه في بعض الأنواع المستوردة ذات الإمكانات عالية الجودة والتطور. الجابري قالت: "أنا كنت فاكرة إن الشارع المصري لن يتقبل الفكرة لكن بطريقة عجيبة وغير متوقعة الشارع تقبل فكرتنا وشجعنا، والستات الكبار اللي بيشوفونا بيشاوروا لنا وبيعدونا أمامهم، والأولاد مش بتعاكسنا، وكمان الأهالي أصبحت بتقتنع أسرع خصوصًا بسبب التحرش اللي كل بنت بتواجهه في المواصلات العامة عكس ال"سكوتر" اللي بتركبه البنت بمفردها، وبتوصل بصورة أسرع وفي منتهي الأمان".