انعقاد القمة المصرية السعودية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز له أهميته وآثاره الإيجابية في دفع الجهود الحثيثة لكل من الدولتين للعمل علي حل الأزمات المشتعلة في المنطقة باليمن وسوريا والعراق حيث إن جهود تسوية الأزمتين السورية واليمنية تحظي بمساندة الدولتين والتواصل والتشاور المستمر والمباشر يشكل أساسا صحيحا لبناء تضامن عربي علي أسس جديدة ومتينة لدحر قوي الشر والإرهاب التي تتربص بدول المنطقة ولا ننسي الدور الهام الذي تلعبه الدولتان في إطار التحالف الإسلامي المشترك والعمل علي تأسيس قوة عربية مشتركة في إطار الجامعة العربية لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي. المجلس التنسيقي المصري السعودي الذي عقد اجتماعاته في الرياض خلال الفترة الماضية كان من ضمن تكليفاته الإعداد الجيد لهذه الزيارة المرتقبة خلال الأيام القادمة وأوضح المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة تدشن لعصر جديد من علاقات التعاون بين السعودية وهي الدولة العضو بمجموعة الدول العشرين الأكبر اقتصادا بالعالم ومصر التي تحتل المركز ال 41 عالميا. ومن المتوقع أن يشهد كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان توقيع عدة اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين الجانبين خلال زيارة العاهل السعودي للقاهرة وكذلك إعطاء إشارة البدء في مشروعات استثمارية جديدة برءوس أموال تزيد علي 60 مليار جنيه مما يضع السعودية علي رأس الدول المستثمرة في مصر لتتجاوز ترتيب بريطانيا التي تعد حاليا أكبر مستثمر أجنبي بالسوق المصرية. وأشار المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة إلي أن مصر تنظر لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية ليس فقط من الناحية التجارية باعتبار السعودية أكبر سوق للصادرات المصرية علي مستوي العالم ولا علي مستوي الاستثمار حيث تعد المستثمر العربي الأول بالسوق المصرية وإنما تنظر إليها باعتبارها شريكا استراتيجيا علي جميع المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية. يذكر، أن هناك العديد من الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص بالبلدين لزيادة التعاون التجاري والاستثماري والخاصة بقطاع البتروكيماويات والصناعات الغذائية والمفروشات والأثاث والأجهزة الكهربائية ومواد البناء. وأشارت بيانات جهاز التمثيل التجاري برئاسة الوزير المفوض التجاري علي الليثي إلي ارتقاع حجم التجارة البينية بين مصر والسعودية خلال النصف الأول من 2015 إلي 3.2 مليار دولار ومن المتوقع أن يشهد عام 2016 عودة النمو المتسارع لحركة التبادل التجاري بين الدولتين في ضوء الاتفاقيات التي ستوقع خلال زيارة الملك سلمان خاصة اتفاق بدء عدد من المشاريع الاستثمارية بالسوق المصرية. وقبيل زيارة الملك سلمان للقاهرة انعقدت فاعليات ملتقي «يد واحدة مع السياحة المصرية» بمبادرة من الدكتور بندر بن فهد رئيس المنظمة العربية للسياحة بمبادرة من السعودية التي تستضيف مقر المنظمة. وأعلن الدكتور بندر بن فهد في بدء فاعليات الملتقي عن منح الرئيس عبدالفتاح السيسي قلادة المنظمة العربية للسياحة من الدرجة الأولي وأنه في انتظار تحديد موعد من الرئيس لإقامة احتفالية كبري بهذه المناسبة.، كما أعلن أيضا عن قرار المنظمة بفتح مقر إقليمي لها بمدينة شرم الشيخ رغبة من السعودية علي التأكيد بأن العرب يد واحدة مع الشقيقة مصر لمواجهة الحصار الأوروبي الذي تم فرضه علي مقاصدها السياحية، وأشار بندر إلي عزم المنظمة زيادة أعداد السياحة العربية لمصر لتعويض النقص الناتج عن تراجع أعداد السياحة الأوروبية. وعلي كافة الأحوال فإن القمة المصرية السعودية المرتقبة بالقاهرة هي قمة بين قطبين في منطقة الشرق الأوسط يشكلان حائط صد منيعا ضد أي محاولات خارجية أو داخلية للنيل من الأمن القومي العربي واستقرار المنطقة.