الرادار اليابانى فى مقبرة توت عنخ أمون اتضحت الحقائق كاملة بعد المسح الراداري الأخير لمقبرة توت عنخ آمون، وصدقت توقعات وتحذيرات «آخر ساعة» التي أطلقتها مراراً وتكراراً وأثبت الرادار الياباني أنه مجرد «كذبة» واكتشافاته كلها «فشنك». كانت «آخر ساعة»، قد قادت حملات مكثفة لوقف العبث بآثارنا بحجة استكشاف غرفة الملكة نفرتيتي داخل مقبرة توت، التي أعلن عنها الخبير ريفز، بريطاني الجنسية، الذي يهوي الشهرة، والذي سار علي نهجه واقتنع بفكرته بنسبة 90% ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، رغم استنكار واستغراب جميع علماء الآثار المصريين. كل أحلام الدماطي تحطمت ودفنت في مقابر وادي الملوك عندما أعلن الدكتور خالد العناني الوزير الجديد، أن الرادار لم يكتشف أي غرف داخل مقبرة توت عنخ آمون، ليخرج بعد المؤتمر الأثري الكبير زاهي حواس عن صمته، ويتحدث ل«آخر ساعة» ويطالب بمحاكمة الدماطي. كانت البداية عندما انتهي فريق العمل المصري الأمريكي من أعمال المسح الراداري الرقمي بمقبرة الملك توت عنخ آمون بالأقصر، والتي استمرت علي مدار أكثر من عشر ساعات، لفريق يضم الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق، والدكتور محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية، والمهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، والدكتور ياسر الشايب أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور عباس محمد عضو مركز البحوث الجيوفيزيقية، إضافة إلي Eric Berkenpas وAlan Turchik ، خبراء الرادار بناشيونال جيوجرافيك. وأكد الفريق أن النتائج الأولية التي حصل عليها لا تتعارض مع نتائج المسح الراداري السابق ولكن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت للخروج بالنتائج النهائية، وقال خبراء الرادار إنه تم عمل 40 عملية مسح راداري بارتفاعات مختلفة لجدران المقبرة تصل إلي 5 مستويات باستخدام جهازي رادار أحدهما بتردد 400 ميجا هيرتز والثاني بتردد 900 ميجا هيرتز، لافتين إلي أنه سيتم الإعلان عن النتائج خلال أسبوع. وعقب الإعلان الأخير عن الكشف، صرخ زاهي حواس مطالباً بوقف المهزلة التي تحدث لمقبرة توت عنخ آمون، وسألته «آخر ساعة» ما سر غضبك والموضوع مستمر منذ ما يقرب من عام؟، فرد غاضباً «المفروض ألا نثق في هؤلاء، ففي عام 2009 الرادار كان موجودا وقرأ بيانات وجدناها شروخا موجودة في المقبرة». أضاف زاهي: «الدكتور عباس محمود أحد المتخصصين الأقوياء في مجال الرادار أكد لي أن الرادار لم يأت بنتائج صحيحة وأن الرادار الياباني لا يمكن قراءته إلا في اليابان يعني إحنا انضحك علينا من اليابانيين». وطلب زاهي حواس من الدكتور خالد عناني وزير الآثار وقف هذه المهزلة تماماً، خصوصا أن العالم كله ينظر إلينا بعد أن ضحك علينا الدماطي، وأضحك العالم كله علينا، حينما قال إن هناك احتمالا 90% بأن مقبرة نفرتيتي موجودة داخل مقبرة توت، وأكد زاهي أن وزير الآثار الجديد قال إنه لا توجد أي دلائل تشير لوجود غرف خلف الرادار وهذا كلام يؤكد أن ريفز البريطاني باع لنا الهوا. سألناه، تعني من كلامك أن نفرتيتي ليست مدفونة في وادي الملوك عموما؟ - يرد: «الملكة نفرتيتي لم تدفن في وادي الملوك مع إخناتون، لأنها كانت تعبد الإله آتون، ولا يمكن لكهنة آمون أن يدفنوا نفرتيتي مع آتون أو في وادي الملوك عموماً. ويحكي زاهي، أنه منذ عشر سنوات جاء عالم فرنسي ليكتشف مقبرة كان علي جدارها فتحة ووجد غرفة فارغة، ووراء البحث اتضح أن المصري القديم عندما يحدث موت مفاجئ لأي ملك أو ملكة يضعونه في هذه الغرفة لحين الانتهاء من غرفة دفنه، وأنا أعتقد أن هذا ما حدث لتوت غنخ آمون، خصوصاً أن لدينا كل الأدلة التي تؤكد أن توت عنخ آمون مات فجأة في حادث، وهذا دليل علي أن الملك «آيا» تولي بعده الحكم، وهناك دليل آخر علي صحة كلامي وهو تشابه مقبرة توت عنخ آمون والملك آيا، الذي أعطي أوامره لبناء جدار داخل المقبرة ليتم تصغيرها حتي تحتوي علي القطع الأثرية لتوت عنخ آمون. ويؤكد زاهي، أن كارتر الذي اكتشف المقبرة عمل فيها لمدة عشر سنوات، واكتشف كل شيء ولو كان هناك غرفة أخري لكان اكتشفها كارتر، لكن ريفز أراد أن يضحك علينا فأطلق اسم نفرتيتي، وبالتالي استطاع خداع الدماطي وزير الآثار السابق، واستطاع في نفس الوقت أن ينال شهرة وهمية علي حس الرادار الياباني. أضاف «لو من البداية هناك شخص موجود بيفهم كان أخذ الرادار الياباني لمقبرة رمسيس الثاني خصوصاً أن بها حجرات كثيرة ليتأكدوا من قراءات الرادار الياباني، وأيضاً كان المفترض ألا نعتمد علي رادار واحد، ويكون هناك أكثر من رادار، وأن تكون هناك لجنة علمية علي أعلي مستوي هي التي تقرر ماذا اكتشف الرادار». سألناه: لكن خالد العناني الوزير الجديد أكد أنه في نهاية هذا الشهر سيستعين برادار رأسي لمسح مقبرة توت عنخ آمون؟ - يرد حواس: «الرادار الرأسي خطأ كبير، وقد عملنا تجربة الرادار الرأسي عام 2009 و 2010 حيث قمنا بعمل مسح للمنطقة ولم يتم الكشف عن شيء، فموضوع المسح الرأسي بالرادار كله شغل خزعبلات، وأنا أطالب الدكتور خالد عناني بأن يوقف هذا العبث نهائياً». من جانبه، قال الدكتور عباس محمد عضو مركز البحوث الجيوفيزيقية، أنه يمثل نافذة علمية في مصر اسمها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، مؤكداً أن هذه النافذة لا ينقصها الخبرات ولا تقوم بالاستعانة بالأجانب فجميع أعضائها لديهم وطنية وكفاءة عالية، وشدد عباس علي أن الرادار لا يعرف المادة العضوية من غير العضوية ومن الصعب أن يحددها وربما يكون مستحيلا، وأنا أعتقد أن الدكتور خالد العناني لا يريد أن ينتقد عمل الوزير الذي سبقه أو يقول إن عمله كله كان خطأ لكن بالعلم أيضا سوف نرد عليهم بهدوء، مضيفاً: «نحن لا نزال منتظرين النتائج لكي نحللها ولكن بعد عودتها من أمريكا». «آخر ساعة»، تواصلت مع الدكتور خالد العناني وزير الآثار، لدي عودته للقاهرة بعد مؤتمره الصحفي، وانتهاء جولته في معبد الكرنك، فقال: «نحن ننتظر النتائج وسيتم عمل مسح راداري آخر في نهاية شهر أبريل من أعلي المقبرة من الخارج، علي أن يتم عرض النتائج خلال مؤتمر صحفي مايو المقبل بالمتحف المصري الكبير تحت عنوان «مؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون». في النهاية، تبقي الإشارة إلي تصريحات العالم الأثري الكبير، الدكتور عبد الحليم نورالدين، التي أدلي بها ل«آخر ساعة» في بداية حملتها لوقف العبث الذي يحدث في مقبرة توت عنخ آمون واستكشاف الهرم، حيث قال: «مع كامل احترامي للأجهزة اليابانية إلا أنهم جدد في عالم الآثار، أما «يوسي مورا» الياباني فهذا الرجل له شبه سيطرة علي الآثار المصرية، وأيضا ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق زار اليابان أكثر من ثلاث مرات في أقل من عام». عبد الحليم، قال أيضاً ل«آخر ساعة» إن اليابان تلعب دور الوسيط بين مصر ودولة أخري غير معلومة، مؤكداً أنهم يعملون في مناطق أثرية كثيرة ولا أحد يعرف ما هي مبررات هذا الأمر، وتساءل وقتها «لماذا منحت مصر اليابان معرضا أثريا يعرض في ثماني مدن يابانية؟، ولماذا منحت لهم عملية نقل الآثار من مدينة لمدينة وهو أمر في غاية الخطورة، وكل ذلك بمقابل مادي 20 مليون دولار فقط؟».