خيب وزير الآثار المصري الجديد خالد العناني، الجمعة، توقعات محبي مصر الفرعونية بإعلانه أنه يتعين الانتظار عدة أسابيع قبل معرفة ما إذا كانت مقبرة توت عنخ آمون تحوي غرفة سرية بداخلها مومياء نفرتيتي أم لا. وقال «العناني»، الجمعة، في مؤتمر صحفي عقده في الأقصر غداة المسح الراداري الثالث لجدران المقبرة الذي استغرق 11 ساعة، إن مسحا راداريا رابعا سيجرى بتكنولوجيا مختلفة «نهاية الشهر الجاري قبل عقد ندوة أو ورشة عمل دولية في 8 مايو المقبل في القاهرة» لدراسة نتائج هذه الابحاث. وكان «العناني» يتحدث في وادي الملوك بعد مسح بالرادار قام به خبراء أميركيون، مساء الخميس، في مقبرة توت عنخ آمون. والهدف هو التأكد من وجود غرفتين سريتين واختبار صحة افتراض عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز الذي يعتقد أن داخل إحدى هاتين الغرفتين توجد مقبرة نفرتيتي، الملكة التي يقال إنها كانت ذات جمال خلاب ولعبت دورا سياسيا ودينيا رئيسيا إلى جوار زوجها الفرعون إخناتون قبل 3300 عام. وعلى مدى عشر ساعات، قام الخبراء بمسح دقيق للجدران الأربعة للغرفة الجنائزية لتوت عنخ امون بواسطة علبة صغيرة حمراء تسجل موجات رادارية من شأنها تحديد أبعاد التجويفات المستترة خلف هذه الغرفة. وقال أريك بركنباس أحد مهندسي مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك التي تقوم بالمسح الراداري، لفرانس برس، «إننا نعمل على بعد ثلاثة سنتيمترات من الجدران» المغطاة بلوحات مهيبة تمثل توت عنخ آمون أثناء المراسم الجنائزية. وقال «ريفز»، الجمعة، «شاهدت 40 صورة مقطعية التقطت في أماكن مختلفة من المقبرة»، مضيفا «أعتقد أننا نستطيع القول إن لدينا اختبارات تفصيلية للغاية لم يجر مثلها من قبل داخل المقبرة». وأوضح محمد عباس علي، وهو خبير مصري يعمل في المشروع، أن المسح الذي أجري الخميس سيتيح التوصل إلى «صورة ثلاثية الأبعاد لأي شئ موجود خلف الجدران». غير أن «عناني» أوضح أن نتائج مسح الخميس لن تظهر قبل أسبوع متبنيا منهجا أكثر تحفظا من سلفه ممدوح الدماطي، الذي ترك منصبه قبل أسبوع في إطار تعديل وزاري. وأضاف الوزير الجديد «يتعين علينا أن نحاول مرة ونحاول من جديد ثم نراجع مواقفنا». وسبق أن حذر «العناني»، الخميس، من أن «لا شيء مؤكدا حتى الآن ونأمل أن نجد شيئا». وكان سلفه «الدماطي» أسال لعاب علماء المصريات والهواة عندما دعا الصحافة الدولية إلى مؤتمر صحفي أمام مقبرة توت عنخ أمون في الأقصر لاعلان نتائج مسح راداري ثالث للمقبرة. وقال الدماطي في منتصف ماس الماضي إنه واثق بنسبة «90%» من أنه توجد بالمقبرة غرفتان لم يكشف عنهما من قبل وتحويان «مواد معدنية وعضوية» بعد عمليتي مسح برادارات متطورة. ووعد «الدماطي» آنذاك بالإعلان في الأول من أبريل في الأقصر عن نتائج هذه الأبحاث التي قد تسفر عن «كشف القرن الحادي والعشرين» في مجال الآثار الفرعونية. وإذا كانت نفرتيتي زوجة إخناتون، فإنها لم تكن والدة توت عنخ آمون الذي تثير هويته الكثير من التساؤلات. ولكن لماذا يحتمل أن تكون هذه الملكة المتنفذة دفنت في غرفة مجاورة لمقبرة توت عنخ آمون؟ يقول «ريفز» إن اللغز يفسر بالموت المفاجئ للملك الطفل في العام 1324 قبل الميلاد وهو في ال19 من عمره بعد أن أمضى تسع سنوات فقط في الحكم. ويضيف أنه بسبب عدم وجود مقبرة لدفن توت عنخ آمون، فان الكهنة ربما قرروا إعادة فتح مقبرة نفرتيتي بعد عشر سنوات من موتها لدفن الفرعون في غرفة جنائزية لم تكن مخصصة في الأصل له. ولكن خبراء مصريين يرجحون أن تحوى الغرفة السرية مومياء كيا وهي زوجة أخرى لاخناتون، أو ابنة الفرعون أو أحد أفراد الأسرة الحاكمة. وخلافا لمقابر الفراعنة الآخرين التي تعرضت للنهب وتمت سرقة كل ما فيها تقريبا، فان مقبرة توت عنخ آمون التي اكتشفها العالم البريطاني هوارد كارتر عام 1922 كانت تحوي 5000 قطعة أثرية سليمة عمرها 3300 عام وتعد من أهم الكنوز الأثرية في العالم.