الدماطي: * ريفز سيرته الأثرية حسنة.. وتواصلنا معه للتأكد من جدية نظريته * العالم البريطاني متخصص وكان لابد من وضع بحثه في الاعتبار * لم نتخذ أي خطوة دون التأكد من سلامتها وعدم إضرارها بالمقبرة يعقد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار صباح اليوم، الخميس، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن نتائج المسح الراداري الأولي لمقبرة الملك توت عنخ آمون والذي قام به الفريق الياباني برئاسة الدكتور "واتنابي" خبير الرادار الياباني في شهر نوفمبر الماضي. وقال وزير الآثار، إن المؤتمر من منطلق حرص الوزارة على إطلاع الرأي العام الداخلي والخارجي على نتائج أعمال البحث والاستكشافات داخل مقبرة الفرعون الذهبي أول بأول، وذلك بعد ما أثاره عالم الآثار البريطاني "نيكولاس ريفز" من وجود مقبرة الملكة "نفرتيتي" خلف أحد الجدران الخلفية لمقبرة الملك توت عنخ آمون. ويرصد موقع "صدي البلد"، قصة نظرية ريفز والتي بدأت في 19 أغسطس الماضي حينما أعلن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، أنه حرص على التواصل مع عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز لمناقشته في نظريته التي أعلنها وتضمنت اعتقاده في دفن الملكة نفرتيتي بإحدى الحجرات الخلفية لمقبرة الملك توت عنخ آمون. وأعلن الدماطي حينها أنه تم الاتفاق مع ريفز علي الحضور إلي مصر النصف الثاني من سبتمبر ليكون موعدا لحضور ريفز إلي الأراضي المصرية من أجل عرض نظريته بكامل تفاصيلها والتباحث في صحة ما استند إليه من دلائل لإثباتها، وذلك في إطار مناظرة تجمعه بعدد من خبراء علم المصريات العاملين بالوزارة. وبالفعل حضر ريفز إلي مصر وبدأ في 23 من سبتمبر استعراض محاور نظريته الأثرية المتعلقة بدفن الملكة نفرتيتي داخل إحدى الحجرات الخلفية لمقبرة الملك توت عنخ آمون، وقام بإجراء أعمال المعاينة الميدانية داخل المقبرة بوادي الملوك بمحافظة الأقصر في حضور نخبة من علماء المصريات التابعين لوزارة الآثار المصرية. وفي مطلع أكتوبر الماضي عقد وزير الأثار وريفز مؤتمرا صحفيا أعلنت خلاله نتائج المعاينة المبدئية التي أجريت داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون على مدار يومين,وصرح الدماطي في المؤتمر بأن ما تقدم به ريفز من أدلة وبراهين في نظريته قد يؤدي بنا إلى كشف أثري ضخم يضاهي الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون ذاتها،مما يجعل من هذا الفرعون الصغير رجل القرنين 20 و21,حيث باح بسر مقبرته للعالم البريطاني "هيوارد كارتر" في القرن 20,ليعود ويبوح بالمزيد من أسراره في القرن 21 وأشار الوزير أنه يتفق مع العالم "ريفز" في اعتقاده بوجود حجرات إضافية ربما تحوي مقبرة خاصة بإحدى سيدات القصر الملكي قد تكون "كيا" أم الملك "توت عنخ آمون" أو "مريت آتون" زوجة "سمنخ كارع" أخو الملك "إخناتون" وخليفته على العرش". كما أعرب الوزير عن تمنيه بقوه أن يكشف الجدار الخلفي لمقبرة الملك "توت عنخ آمون" عن مقبرة جميلة الجميلات الملكة" نفرتيتي" كما هو متوقع من العالم "ريفز"، مؤكدا أن وزارة الآثار تتعامل مع ما قدمه "ريفز" من دلائل بجدية تامة وتعمل على اتخاذ خطوات واسعة لسرعة انجاز هذه المهمة، لافتاً إلى أنه سيتم عرض هذا الملف في أولى جلسات اللجنة الدائمة للآثار المصرية القادمة وجاء من بين ما استعرضه "ريفز" من أدلة وجود ثقب بأذن القناع الذهبي للملك "توت عنخ آمون" الشهير والموجود بالمتحف المصري بالتحرير وهو ملمح غير معهود لملوك الفراعنة بل كان مخصصاً للنساء دون غيرهم، الأمر الذي يدفه للاعتقاد بأن القناع يخص الملكة "نفرتيتي"، هذا بالإضافة إلى امتلاك "نفرتيتي" 80% من الأثاث الجنائزي لمقبرة الملك "توت". وبالفعل أعلن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار،موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية في جلسها المنعقدة بتاريخ 21 أكتوبر الماضي على المقترح المقدم من ريفز بشأن الاستعانة بعدد من الأجهزة الرادارية في عمليات اختبار الجدران الداخلية لمقبرة الملك توت عنخ آمون، للتأكد مما إذا كانت المقبرة لا تزال تحوي المزيد من الحجرات الخلفية غير المكتشفة من عدمه,وذلك دون المساس بالمقبرة. وعلي مدار يومي 5 و6 نوفمبر الماضي,أجرت وزارة الآثار بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بباريس-فرنسا التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء لجدران مقبرة توت عنخ آمون,وذلك في المواضع التي كان محتملا أن يوجد بها فتحات بناءً على فرضيات الأثري البروفيسير "نيكولاس ريفز". ولأنه لم يتم التوصل إلي نتائج فعليه مثبتة لما إفترضه ريفز, فقد شن كثيرون من المتخصصين في الآثار والتاريخ هجوما كبيرا عليه وإتهموه بأنه مدعٍ والوزارة سارت وراءه دون وعي, إلا أن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الأثار دافع عنه, مؤكدا أن ريفز سيرته الذاتية جيدة,وهو متخصص في وادي الملوك والدكتوراه الخاصة به حول آثار ومقابر الوادي,خاصة توت عنخ أمون,كما أنه كان علي رأس بعثة أثرية عملت طويلا في وادي الملوك,أي أنه متخصص وكان لابد من وضع بحثه في الاعتبار وتواصنا معه. وأضاف قائلا: "لم نكن نتخذ أي خطوة دون التأكد من سلامتها وعدم إضرارها بالمقبرة في أي شيء خاصة أنني رئيس فريق العمل,وقد بدأنا بحثنا بعد الحصول علي موافقة اللجنة الدائمة والموافقات الأمنية اللازمة علي الأجهزة المستخدمة في البحث,والرادار الذي استخدمناه في مقبرة توت عنخ أمون لم يحتك بجدار المقبرة أبدا,حيث كان بينه وبين الجدار 7 سم ".