لوحاتومنحوتات التعبير عن مشاعر الأمومة مهما بلغت مهارة الفنان في تصويره لتلك المشاعر الأمومية ستظل قاصرة وناقصة، فاللوحات تعبر عن المعني لكن تظل المشاعر ذاتها والحب الفياض أكثر بكثير من مجرد لوحة لأم تحتضن رضيعها أو طفلها، فالتعبير عن مادة الحضن ونبضاته وطاقة الحب الموصولة من الأم لطفلها صعب الوصول إليه لكن ما نراه هو الشكل، وإن شبهنا ماهية هذا الحضن وهيئة ودلالة احتوائه للرضيع ربما ندركه كالصدفة البحرية التي تحمي لؤلؤتها حتي تكتمل. أما الإحساس بحضن الأم نفسه فكلنا خبرناه واستمتعنا بها وبأنفاسها ودفء حضنها لكن صعب وصفه كأنه حالة من الأثير متطايرة لا يمكن الإمساك به بل نحاول إعادة تخيل معايشته كما أحسسنا به، لذلك حب الأم هو الحب المستحيل تكراره أو تعويضه في أي إنسان آخر لما به من زخم وعطاء فياض لنعيش ونبلغ ما نبلغ من العمر لكننا نظل نعيش في ظله، كأن الزمن يمتد بنا ونتحمل ما نتحمل من الحياة ولا يُعيننا إلا وجود أمهاتنا وما يبعثه فينا من حس بالأمان، ومن فقدها أيضاً تمتد به الحياة علي ذكراها وإستحضار دفء وجودها. وفي لوحات الأمومة أمامنا يعبر الرسم عن الهيئة أكثر منه تقليدا لمشاعر أم محتضنة طفلها، فالأمومة في اللوحات تأتي درامية الإحساس فالشحنة التعبيرية عادة فيها مكثفة ونلاحظ أن الخطوط رغم تعدد المدارس الفنية تميل جميعها للنعومة والانسيابية والاحتواء كأن الخط يعرف طريقه مسبقاً وقد سخر لاحتواء الرضيع أو الصغير ليشكل بحركة جسدي الأم وطفلها معني الحاوية والمحتوي. وأشهر صور الأمومة في اللوحات هي أمومة الأم السيدة العذراء لوليدها السيد المسيح عليه السلام التي صورها كل فناني عصر النهضة وما بعدها واستمرت بتعبيرات عديدة لفناني الغرب، وعلي مدي تاريخ الفن احتفظت لوحات الأمومة بمكانها في أهم اللوحات تصور الأم في حالات عديدة مع رضيعها كما في اللوحات أمامنا أثناء حمامه اليومي أو وقت نومه أو ملاعبته أو أثناء مرضه أو رضاعته. وفي مصر عبر كثير من الفنانين عن عاطفة الأمومة مثل الفنانين: جاذبية سري، وأنور عبدالمولي وحسن خليفة وجورج صباغ وعبدالمسيح حبيب ولبيب تادرس ومحمد مصطفي وزينب السجيني، ومن أشهر العالميين الفنان الإسباني بابلو بيكاسو ، والأمريكية ماري كاسات والبريطاني هنري مور.