انفض غبار المعركة الانتخابية بعد أن كشفت عن إيجابيات وسلبيات. لكنها في كل الأحوال كانت خطوة مهمة علي طريق العمل السياسي. أضافت إلي التجربة الديمقراطية وطرحت دروسا يجب الاستفادة منها. وجاء خطاب الرئيس مبارك أمام مجلسي الشعب والشوري لينقل العمل الوطني خطوات واسعة علي طريق التعاون بين الحكومة والبرلمان لإنجاز التشريعات التي تحقق صالح المواطنين. كان أبرز ما في الخطاب ما تضمنه من اهتمامه بالمواطن الفقير. كرر الرئيس مرات ومرات أن كل السياسات والتشريعات والقوانين إنما تهدف إلي مساندة الفقراء في مواجهة مصاعب الحياة وارتفاع تكاليف العلاج وهم البحث عن فرصة عمل وغير ذلك مما تعانيه نسبة كبيرة من الشعب . كان موقف الرئيس منذ بداية توليه الرئاسة واضحا بانحيازه للبسطاء الذين ربما لا يجدون سندا غيره في زمن كان فيه التحول الاقتصادي الذي خلخل استقرار العديد من المواطنين الذين خرجوا إلي المعاش المبكر وهو ما لم يتعود عليه المصريون منذ عقود من الزمان . انحاز الرئيس للموظفين والعمال والفلاحين وانحاز لشباب الخريجين الذين لم يكونوا ليجدوا فرصة عمل . كان من أولويات البرنامج الانتخابي للرئيس، توفير فرص العمل للشباب. قال إن إصدار التشريعات التي تحقق رؤيته بشأن التنمية يحقق حوالي700 ألف فرصة عمل جديدة. وضع الرئيس علي رأس أولوياته البعد الاجتماعي، فدور الدولة كمنظم ومراقب للنشاط الاقتصادي وتشجيعها القطاع الخاص، يقابله دور أساسي وثابت في حماية الأقل حظا في مجتمعنا والوقوف إلي جانب الفقراء والأولي بالرعاية .أكد الرئيس أن هذا البعد الاجتماعي، مسئولية والتزام يتمسك بأولوياته ويواصل العمل من أجله مع نواب الشعب ومع الحكومة . نسعي لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، نجتهد لكي نخرج بالفقراء من دائرة الفقر، نولي الرعاية الواجبة للمناطق والقري والأسر الأكثر احتياجا. نبذل جهودنا للارتقاء بالخدمات والاستثمار في البشر، بتطوير التعليم والرعاية الصحية . ويظل الهدف، المواطن المصري، في رزقه ودخله، في حقوقه وكرامته. نجتهد لتخفيف أعباء المعيشة عنه وندعم ثقته في مستقبله ومستقبل أسرته . كلف الرئيس الحكومة بإعداد مشروعات القوانين التي تحقق رؤيته في تحقيق العدالة الاجتماعية، وطلب من البرلمان إقرار هذه التشريعات خلال هذه الدورة. قال الرئيس إن مشروع قانون التأمين الصحي يأتي علي رأس أولويات الأجندة التشريعية للدورة الحالية، فهو يستهدف توسيع مظلة التأمين الصحي لتغطي ملايين الأسر المصرية غير المشمولة بالتأمين حتي الآن وتطوير ما يقدم للمواطنين من خدمات الرعاية الصحية، يتحمل القادرون تكاليفه بحسب دخولهم وتتحمل الدولة الأعباء عن غير القادرين . هدفنا أن نرفع عن كاهل الأسرة المصرية هواجس القلق من المستقبل والتخوف من أن يطيح المرض ونفقات العلاج بمدخراتها فينتقل بها من حياة كريمة إلي الحاجة والفقر. وقال الرئيس " ده علشان الفقراء .. باين عليكو صدقتوا الإشاعة بتاعة تحويل 70 مستشفي من بتوع الجامعات للحكومة .. ده تأليف وتلحين ..ومنبقاش بالبساطة دي ..نصدق كل إشاعة بتطلع ..ياما إشاعات بتطلع " . وكان أحد النواب قال للرئيس : " أنت راعي الفقراء " . فرد الرئيس : " كلنا كنا فقرا يا أخي". هذا ما كلف به الرئيس الحكومة للعمل من أجله مع البرلمان .