الرئيس أثناء مشاركته فى اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من زعماء القارة السمراء في أعمال قمة الاتحاد الأفريقي السادسة والعشرين في أديس أبابا علي مدي يومي 30 و31 من يناير والتي حملت عنوان "2016 عام حقوق الإنسان مع التركيز علي المرأة"، وخلال مشاركته في أعمال الجلسة المغلقة أكد الرئيس السيسي علي أهمية بحث سبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الأفريقية الطموحة التي أقرتها القمم الأفريقية السابقة.. وأكد السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية علي أن الرئيس شدد علي ضرورة تعزيز مساهمة الدول الأعضاء في تمويل أنشطة الاتحاد بشكل تدريجي التزاما بمسئولية أبناء القارة أنفسهم عن مستقبلهم. وطالب الرئيس أيضاً بضرورة مراعاة المرونة اللازمة في هذا الشأن. وعشية افتتاح القمة الأفريقية في أديس أبابا شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع لجنة السلم والأمن الأفريقية الذي تركز علي مناقشة قضية الإرهاب والتعاون الأفريقي في مواجهة هذا الخطر، كما تناول الاجتماع الوضع في جنوب السودان وسبل تجاوز العقبات التي تهدد اتفاق السلام الموقع بين الرئيس سيلفا كير ونائبه رياك مشار. وفي كلمته أمام مجلس السلم والأمن الأفريقي أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية تعزيز الجهود الأفريقية لمواجهة خطر تلك الآفة التي تمتد عبر الحدود والقارات وهو ما سبق لمصر التحذير منه في العديد من المناسبات ونوه الرئيس إلي تطور أساليب عمل الجماعات الإرهابية وتشابكها مما يحتم علي دول القارة حشد الموارد والقدرات اللازمة لتعزيز جهودها في هذا المجال لاسيما في ضوء ما يشكله الإرهاب وتداعياته من عقبة أمام جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء أفريقيا. وأكد الرئيس ضرورة الوقوف بقوة بجانب الدول التي تواجه الإرهاب وتوفير الدعم اللازم لها بالنظر إلي ما قد يسببه سقوط تلك الدول من تداعيات خطيرة علي أمن واستقرار جميع الدول. وأكد الرئيس في كلمته أهمية الحيلولة دون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ومن بينها الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لمنعها من نشر أفكارها المتطرفة والهدامة وجذب عناصر جديدة لصفوفها. كما شدد الرئيس السيسي في كلمته علي أهمية إيجاد استراتيجية شاملة للتعامل مع خطر الإرهاب لا تقتصر فقط علي الجانب العسكري والأمني بل تشمل العمل علي زيادة التوعية والارتقاء بالتعليم وتصويب الخطاب الديني والتعريف بجوهر المبادئ الدينية السمحة. وعن الوضع في جنوب السودان تحدث الرئيس في مداخلة له مؤكداً أن مصر تولي اهتماماً كبيراً بمتابعة تطورات الوضع في دولة جنوب السودان الشقيقة التي تربطها بمصر علاقات خاصة وتاريخ مشترك وأكد الرئيس السيسي دعم مصر لاتفاق التسوية السلمية الذي تم توقيعه في أغسطس 2015 وأشاد بجهود الاتحاد الأفريقي بتسوية الأزمة مشدداً علي استمرار دعم مصر في جهود إعادة البناء في جنوب السودان فضلاً عن دعم الجهود التنموية المختلفة لاسيما في مجالات الصحة والتعليم.. وأن مصر ستواصل جهودها في دعم حكومة جنوب السودان من أجل تدشين الحكومة الانتقالية في أقرب فرصة بما يعلي المصلحة الوطنية لجنوب السودان ويعيد الأمن والاستقرار إليها. مبادرتان لتغير المناخ وفي إطار اليوم الثاني للقمة الأفريقية في أديس أبابا تم عقد جلسة مغلقة تحدث خلالها ستة من الزعماء الأفارقة لمناقشة عدد من الموضوعات والقضايا الهامة وقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسي أول المتحدثين في الجلسة، حيث قام بعرض تقرير علي القمة بصفته رئيساً للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ حيث استعرض خلاله نتائج قمة باريس لتغير المناخ التي عقدت في ديسمبر الماضي والجهود التي بذلتها مصر في إطار قيامها بالتفاوض نيابة عن أفريقيا في هذه القمة. ومن الجدير بالذكر فإن مصر قد طرحت بالنيابة عن القارة الأفريقية مبادرتين في شأن تغير المناخ تتعلقان بدعم الطاقة الجديدة والمتجددة والتكيف مع التغيرات المناخية ومسؤولية الدول الصناعية الكبري عن ذلك وتحمل الأعباء، حيث حرصت القمة الأفريقية علي إقرار هذه المبادرات المصرية المتعلقة بهذا الشأن. وقد أكد الرئيس السيسي خلال طرحه المبادرة الشاملة حول الطاقة المتحددة في أفريقيا ضرورة وضع الآليات اللازمة للنهوض الفعلي بالقدرات التثقيفية والتكنولوجية في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا وذلك من خلال الدعم اللازم من الشركاء من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية والاقليمية والقطاع الخاص الدولي. مياه النيل شريان الحياة وعلي هامش أعمال القمة السادسة والعشرين في إديس أبابا عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من اللقاءات الهامة مع عدد من زعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية وجاء في مقدمتها لقاءان هامان مع كل من هيلي ميريام ديسالين رئيس الوزراء الأثيوبي والرئيس السوداني عمر البشير. وصرح سامح شكري وزير الخارجية بأن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس الوزراء الأثيوبي ركز علي العلاقات الثنائية وتفعيل أعمال اللجنة العليا الثنائية المشتركة وزيادة الاستثمارات المصرية في أثيوبيا كما بحث قيادتا البلدين التحديات الإقليمية الكبري التي تواجه البلدين والمنطقة وعلي رأسها خطر الإرهاب. وأضاف شكري أن الجانبين بحثا أيضاً ملف مياه النيل والتزام الطرفين بالبرنامج الإطاري لإعلان الخرطوم وأهمية تنفيذه بالكامل وبحس نية والعمل علي تخطي أي عقبات قد تطرأ علي هذا المسار المتصل بالتعاون بين البلدين. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه مع ديسالين حرص مصر علي تطوير علاقاتها مع أثيوبيا التي تقوم علي التعاون والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة للشعبين مشيرا إلي أن ما يجمعهما من نهر واحد يمثل شريان الحياة بالنسبة لمصر.. وأوضح سامح شكري وزير الخارجية أن ديسالين أكد تفهمه الكامل لما تمثله مياه النيل من أهمية بالغة بالنسبة للمصريين في الوقت الذي أكد فيه الرئيس السيسي من جانبه تفهمه الكامل لحق أثيوبيا في التنمية. وقال شكري إن ديسالين وصف نهر النيل بكونه "الحبل السري" الذي يربط بين البلدين والشعبين في علاقة تاريخية مستمرة لا انفصام فيها.. وأكد شكري أنه تم خلال اللقاء الاتفاق علي تفعيل اللجنة العليا الثلاثية المشتركة بين مصر وأثيوبيا والسودان وهناك تشاور بين الأطراف الثلاثية لتحديد موعد ومكان انعقادها. دفع وتطوير العلاقات ومن أهم اللقاءات التي عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش أعمال قمة أديس أبابا جاء لقاؤه مع الرئيس السوداني عمر البشير، حيث أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمعها بالسودان مشدداً علي أهمية الارتقاء بمختلف مجالات التعاون بما يعود بالنفع علي شعبي البلدين. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة بأن الرئيس أشار خلال لقائه بالبشير علي أهمية الإعداد الجيد لعقد اللجنة العليا المشتركة علي مستوي القمة من أجل تحقيق النتائج المرجوة التي يتطلع إليها الشعبان. وأشار الرئيس السيسي كذلك لأهمية العمل علي دفع وتطوير العلاقات التجارية بين مصر والسودان وتحقيق نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي بما يتناسب مع الإمكانات الضخمة التي يتمتع بها البلدان وما يجمعهما من تقارب ثقافي حضاري. ومن جانبه أكد الرئيس السوداني عمر البشير عمق علاقات الأخوة والمودة التي تجمع بين شعبي وادي النيل.. مشيراً إلي حرص السودان علي تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات فضلاً عن دعم التنسيق المشترك بينهما علي مختلف الأصعدة العربية والأفريقية.. كما أكد الزعيمان مساندتهما لحكومة الوفاق الوطني والمجلس الرئاسي الليبي المنبثقين عن اتفاق الصخيرات الذي يعد خطوة مهمة علي طريق استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا ومساندتهما للجهود الرامية لتلبية تطلعات الشعب الليبي في تحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ علي وحدة أراضي ليبيا وسيادتها وسلامتها الإقليمية. وقد تضمنت القمة الأفريقية في أديس أبابا اجتماعاً لتجمع دول الساحل والصحراء وهو الاجتماع الذي اكتسب أهمية خاصة بالنسبة لمصر علي حد تصريحات السفير أبوبكر الحفني سفير مصر لدي أثيوبيا حيث ستستضيف مصر خلال شهر مارس المقبل مجلس وزراء دفاع هذه الدول لاسيما أن هذا التجمع لم يعد يكتفي فقط بالشق الاقتصادي لكنه أصبح يولي أهمية خاصة بالشقين الأمني والعسكري.. وأضاف السفير أبوبكر في تصريحاته أن مصر تتولي قيادة ملف القوة العسكرية في شمال أفريقيا في إطار الجهود الرامية لإنشاء قوة عسكرية أفريقية مشتركة للحفاظ علي السلم والأمن في أفريقيا. وبعد.. فإن مشاركة الرئيس السيسي في القمة الأفريقية بأديس أبابا جاءت لتؤكد عودة مصر القوية لممارسة دورها الريادي في القارة السمراء وهو الدور الذي تقدره وترحب به الدول الأفريقية التي أعربت خلال اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي مع زعماء القارة علي هامش القمة عن سعادتها لعودة مصر لممارسة دورها الطبيعي بالقارة.