لم يكن محمود أبو رجيلة أحد نجوم الزمالك علي مدار تاريخه لاعبا وهدافا عاديا.. إنما كان لاعبا له مذاق خاص وطابع أداء لاينسي.. فهو أحد صناع تاريخ وجماهيرية القلعة البيضاء نظرا لوجوده ضمن أفراد الجيل الذي حقق إنجازات متميزة للنادي منها الفوز بدرع الدوري موسمي 63/64 - 64/65، وبطولة كأس مصر أعوام 60/1962وغنت له الجماهير في المدرجات إعجابا بفنونه علي البساط الأخضر.. وتقديرا لموهبته التي كان يغلفها التواضع والوفاء والإخلاص.. وبعد الاعتزال خاض مجال التدريب وكان له فيه صولات وجولات خلال فترة تدريبه بالخليج في الدوري السعودي والقطري والإماراتي واليمني والسوري.. وبفضل اجتهاده تحول إلي نجم لامع بعد توليه تدريب فريق الزمالك. يقال إن انضمامك للزمالك وراءه حكاية ماهي؟ - أنا من مواليد حي عابدين 9/9/1941 ولكني تربيت في حي الدرب الأحمر وكنت عاشقا للعب الكرة الشراب في الأحياء الشعبية لدرجة أني كنت أترك الدراسة بسببها وحدث خلال مشاركتي في دوري جريدة المساء الذي كان محاطا بجماهير غفيرة وبينهم مجموعة من الكشافين مكتشفي مواهب الكرة وهم الكباتن محمد الجندي ومحمد السيد من الحلمية والدرب الأحمر ومحمد عثمان وعزت أبوالجنود من دوري منطقة عابدين، وكنت بعمل كل حاجة في الكرة الشراب (هاوي) ولهذا ضمني الكابتن جندي لناشئ الزمالك.. ولعبت الصدفة دورها في ظل وجود دوري الشركات.. حيث كان يذهب المدربون للأندية لاختيار المواهب للعب في هذا الدوري ووقع اختيار الكابتن توفيق عبدالله علي مع اللاعبين سعيد تيتي محمد عثمان فرج صبري رياض والحارس ألدوستيلا نبيل نصير وللعلم كابتن توفيق عبدالله لاعب شهير جدا وسبق له الاحتراف في إنجلترا وشهرته كانت تماثل شهرة كابتن محمد لطيف ومحمد الجندي.. وبفضل تألقي كنت لاعبا أساسيا في دوري الشركات ولا أخفي أني خلال هذه الفترة وماقبلها فترة لعب الكرة الشراب كنت ألعب من أجل الحصول علي النقود بسبب ظروفي المادية الصعبة. وما سر تسميتك بلقب أبو رجيلة؟ - اسمي الحقيقي محمود عبدالمنعم محمود علي وبعد انضمامي لناشئي الزمالك وإعجاب الراحلين الكبيرين محمد حسن حلمي وحافظ زقلط بموهبتي وطريقة أدائي حتي في دوري الشركات كان لهما دور في سعي الكابتن توفيق عبدالله في التحدث مع عبد اللطيف بك أبو رجيلة رئيس نادي الزمالك في ذلك الوقت الذي وافق علي تعييني في شركة أتوبيسات النقل الضخمة التي يمتلكها وكان عشقي وحبي لهذا الرجل العظيم ونضوج موهبتي الكروية في الملعب سببا في تسميتي بأبورجيلة وأصبح في المجتمع فرع عبداللطيف أبو رجيلة الغني وأنا محمود أبو رجيلة ولكن الفرع الفقير. ولأي مدي استمر ارتباطك بالزمالك؟ - الزمالك هو بيتي والزوجة الثانية لي وبعدما توفيت زوجتي رفيقة عمري السيدة معالي محمد محمود نعمان شقيقة الفنانة دلال عبد العزيز صار النادي هو الزوجة الأولي خاصة أن رحلتي فيه بدأت عام 1956 عندما كان موقع النادي عند مسرح البالون وانتقلت بعدها معه لميت عقبة عام 1959 ولا أبالغ في القول بأني عندما أقوم بتشغيل موتور سيارتي في حي المقطم الذي أعيش فيه أجدها تذهب وحدها للنادي هي أيضا تعرف كل الشوارع المحيطة بنادي الزمالك. برجاء إلقاء الضوء علي رحلتك التدريبية؟ تركت الكرة بعد نكسة 67 - وحصلت علي دورات تدريبية مكثفة من خلال الدورات المتميزة التي كان يقيمها اتحاد الكرة ويحاضر فيها مدربون كبار أصحاب خبرات عالمية أمثال كرامر فاندلر وبالفعل استفدت كثيرا منهم وكان لمسئولي مجلس إدارة الزمالك وقتها برئاسة محمد حسن حلمي الفضل في إعطائي فرصة عمري لتولي تدريب فريق النادي وكان لي عظيم الشرف في تدريب نجوم كبار أمثال أحمد مصطفي وحمادة إمام ويكن رحمهم الله وأحمد رفعت وباقي نجوم هذا الزمن الجميل. ولماذا سافرت لإيران؟ - تلقي اتحاد الكرة المصري لكرة القدم دعوة من مثيله الإيراني بحضور منتخب مصر القومي للعب مع منتخب إيران مباراة ودية بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عاما علي جلوس شاه إيران علي العرش واعتذر الاتحاد المصري لعدم وجود دوري للفرق وتم اختيار الزمالك لأداء المهمة لكونه معروفا بقهره للفرق الأجنبية - وكنت مدربا للفريق واضطررت لإحضار ثلاثة من نجوم الزمالك الكبار الذين كانوا يلعبون في الكويت وقتها وهم حسن شحاتة طه بصري سمير محمد علي واستعنت بلاعبي الزمالك لبيب نصر عبد الكريم الجوهري عبدالخالق عفيفي محمود الخواجة فاروق جعفر من جيل الشباب واستعنت أيضا بالكابتن حسن الشاذلي رحمه الله وإبراهيم الخليل من الترسانة وهذا الحدث كان بدايتي الحقيقية في رحلتي مع التدريب. وماحقيقة وجود بصمات إبداعية في الكرة الخليجية؟ - هذا حقيقي فقد قمت بتدريب خمسة أندية سعودية هي الشباب والنصر السعودي وأحد بالمدينة المنورة والوحدة في مكة والرائد بالقصيم، وفزت ببطولة الدوري مع النصر السعودي وتألقت أيضا في التدريب مع أندية قطر والإمارات واليمن وسوريا والمثير أني كنت اضطر لتلبية طلب نادي الزمالك في تولي مهمة تدريب الفريق الأول عند نزولي في الإجازة وبالتحديد خلال مرور الزمالك بمشاكل في هذا الجانب وحدث ذلك مرتين وتوليت المهمة بعدها خمسة مواسم كاملة وحصلت معهم علي بطولات دوري موسم 84 - 85 ودوري أبطال أفريقيا في نفس الموسم وكأس مصر مرتين موسم 78 - 79 - 99 - 2000 وبطولة دورتين صيفيتين بالإسكندرية. ولي بصمات تدريبية أيضا مع أندية المريخ والمصري ببورسعيد وغزل المحلة وبلدية المحلة والمنصورة والألومنيوم وأسمنت السويس وللعلم فترة تدريبي بالخليج أتاحت لي فرص إبداع وتنفيذ خطط تكتيكية جديدة وهضم كل بنود الاحتراف في عالم التدريب. ماذا عن شهرتك بلعبة «الفرملة»؟ - صعدني الكابتن حنفي بسطان للعب مع الفريق الأول وجاءت أول مشاركة لي.. أمام فريق الترسانة وكنت سببا في تحقيق الفوز 5/2 لإيقافي زحف هجوم نجوم الترسانة بلعبة الفرملة.. ومن وقتها كان النقاد والجماهير يرددون في أي مباراة «زود ودوس ع الفرامل يا أبورجيلة» بقصد تحجيم أي هجوم علي فريق الزمالك. ما رأيك في سياسة الإدارة بالنادي؟ - ناجحة ومجلس الإدارة برئاسة المستشار مرتضي منصور نجح بروح التفاهم والانسجام في إعادة الانتصارات للنادي في كل الألعاب بعد فترة مرورها بالانهيار ومشهود لهم أتفاقهم علي أن تكون الأولوية لكرة القدم وبالفعل أحضروا صفقات سوبر للفريق كانت سببا في الفوز بدرع الدوري والكأس وكانوا الفريق الأقرب للفوز بالبطولة الأفريقية والسوبر. هل ورث أولادك موهبة الكرة؟ - أسرتي تتكون من نجلي رحاب وهو عضو مجلس إدارة النادي وكان لاعبا بالأشبال ولكن كثرة سفرياتي أبعدته عن الكرة ويمتلك الآن شركة مقاولات يعمل معه شقيق زوجتي وزوج ابنتي ريهام التي تعمل في مجال البترول ولي حفيدان هما ابناها محمود طالب بكلية الهندسة جامعة الشروق ومحمد بالمرحلة الإعدادية.