حملات موسعة بالمحافظات في الوقت الذي يحتفل فيه الشارع المصري بحلول الذكري الخامسة لثورة 25 يناير 2011يوم الاثنين المقبل، أعدت وزارة الداخلية خطة أمنية محكمة لتأمين البلاد، تشمل حزمة إجراءات أمنية مشددة، وشن حملات موسعة علي البؤر الإرهابية والإجرامية، ورفع حالة التأهب بين جميع القوات إلي الدرجة القصوي (ج) وإلغاء كل راحات وإجازات الضبَّاط والأفراد.. في السطور التالية تكشف قيادات وزارة الداخلية ل"آخرساعه" ملامح خطة تأمين البلاد. دعت الصفحات التابعة للجماعات الإرهابية علي مواقع التواصل الاجتماعي أنصارها إلي النزول إلي الميادين والتظاهر في الشوارع في 25 يناير الجاري لإحياء الذكري الخامسة للثورة مع البقاء في الشوارع وإثارة الفوضي، ما جعل قيادات الداخلية تحذر كل من يفكر في التعدي علي أي منشأة أو القيام بأعمال عنف بأنه سيتم التصدي له بكل قوة وحسم، وفقاً لما كفله القانون لهم للحفاظ علي هذه المنشآت من التعدي عليها ولحفظ الأمن في البلاد، وفي سابقة تحدث لأول مرة منذ يناير 2011 قامت وزارة الداخلية بتغيير الزي الأسود لرجال الأمن المركزي للتأكيد علي تغيير عقيدة رجال الشرطة. يؤكد مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأمن العام اللواء السيد جاد الحق أنه تم وضع خطة أمنية لتأمين احتفالات ذكري الثورة يشرف عليها وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار بنفسه، وتشمل تكثيف التواجد الأمني في الشوارع وتزويد أقسام الشرطة بأسلحة ثقيلة للتعامل مع أي محاولات اعتداء عليها، كاشفاً ل"آخرساعة" أنه تم البدء في تنفيذ الخطة بالفعل منذ أسبوعين وذلك بشن حملات موسعة علي البؤر الإرهابية والإجرامية لتوجيه ضربات استباقية للعناصر المتطرفة والخارجين عن القانون وإحباط مخططاتهم. ويشير اللواء جاد الحق إلي أن هناك تكثيفاً للحملات في محافظة شمال سيناء بالتنسيق مع القوات المسلحة، ويضيف: "ما يحدث في سيناء من عمليات إرهابية هي حوادث فردية جبانة تتم من حين إلي آخر من خلال زرع عبوات ناسفة علي بعض الطرق، نتيجة التضييق علي العناصر الإرهابية ونجاح قوات الأمن في اقتحام المناطق الجبلية والدروب الصحراوية الوعرة"، لافتاً إلي أن من أسباب استمرار هذه العمليات الفردية هو تخفي العناصر الإرهابية في المناطق المأهولة بالسكان، بما يحتم علي الأجهزة الأمنية التعامل بحذر حتي لا يتم إيذاء السكان وحفاظاً علي حياتهم. ويوضح اللواء جاد الحق أن نجاح سياسة وزير الداخلية في تحويل سياسة الوزارة من رد الفعل إلي المبادأة وراء تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، وهو ما تعكسه الضربات الاستباقية الناجحة والحملات الأمنية المستمرة علي البؤر الإرهابية والإجرامية التي من شأنها إحباط أي مخططات لزعزعة الأمن والاستقرار في الشارع، مشدداً علي أنه لن يتم السماح لأحد بترويع المواطنين. وأكد مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال أن هناك حالة استنفار بين جميع القوات بالمديرية، وتم تكثيف التواجد الأمني بميداني التحرير ورابعة العدوية لإحكام السيطرة علي مداخل ومخارج الميادين، موضحاً أنه سيتم أيضاً تكثيف تواجد القوات وتعزيز الخدمات الأمنية بمحيط المنشآت الهامة والحيوية مثل الوزارات والسفارات ومبني مجلس النواب وماسبيرو، وأنه سيتم إعادة فحص السكان وأصحاب المحلات المتواجدين بالقرب من هذه المنشآت . ويشير اللواء عبدالعال إلي أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية بوسائل النقل والمواصلات، ونشر العديد من التمركزات والأكمنة الثابتة والمتحركة، وستجوب الشوارع دوريات أمنية من القوات الخاصة وقوات التدخل السريع لبث الطمأنينة بين المواطنين، موضحاً أن الخطة تضمنت أيضاً عمل انتشار واسع لخبراء المفرقعات بجميع المحاور الرئيسية والميادين، إضافة إلي تعيين خدمات من رجال المفرقعات بمحيط المنشآت الحيوية والمواقع الشرطية والمراكز التجارية الشهيرة والمتنزهات العامة لتمشيطها بشكل دوري والتأكد من عدم وجود أي عبوات ناسفة أو مواد متفجرة. وطالب مدير أمن القاهرة المواطنين بسرعة الاتصال برجال الحماية المدنية علي رقم 180 في حالة الاشتباه في أي جسم غريب أو سيارة متروكة أو حقيبة مجهولة؛ ليتوجه فريق من خبراء المفرقعات لفحص البلاغ ومعرفة ما إذا كان إيجابياً أم سلبياً، مؤكداً أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بجدية، موجهاً بعض النصائح إلي المواطنين عند العثور علي أي من الأجسام الغريبة؛ تتمثل في ضرورة الابتعاد عن الجسم وعدم لمسه علي الإطلاق، وتغيير حركة سير المشاة والسيارات بعيداً عن المنطقة التي يوجد بهذا الجسم لحين وصول رجال المفرقعات والتعامل معه. وحذر مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار اللواء أحمد شاهين من الاقتراب من المنشآت السياحية والأثرية، لأن أي محاولة للتعدي علي هذه المنشآت سيتم التصدي لها بكل حسم،لأنه تم رفع وتحديث منظومة التسليح للقوات المكلفة بحراسة هذه المناطق، مشيراً إلي أنه تم وضع خطة جديدة لتأمين المنشآت السياحية والمناطق الأثرية تشمل إعادة فحص العاملين بها، كما تمت تغطية جميع الأماكن التي تقوم الإدارة بتأمينها بكاميرات مراقبة حديثة وأجهزة كشف عن المعادن والمفرقعات، فضلاً عن توفير كلاب بوليسية بأعداد كبيرة في جميع المناطق الأثرية خاصة الحيوية التي تشهد إقبالاً كبيراً من السياح. ويشير اللواء شاهين إلي أنه تم تكثيف حملات الإدارة لإبعاد الباعة الجائلين عن المناطق السياحية والأثرية، لأن بعضهم يمثل إزعاجاً ويضايق السائحين، ومهمتنا توفير حماية معنوية للأجانب قبل الحماية الجسدية، موضحاً أن شرطة السياحة والآثار تقوم بتأمين السائحين منذ وصولهم إلي المطار مروراً بتحركاتهم وأماكن إقامتهم والأماكن التي يقومون بزيارتها حتي مغادرة البلاد وذلك بالتنسيق مع مديريات الأمن، مؤكداً أن الأفواج السياحية ستتحرك بشكل طبيعي ولن تتوقف يوم 25 يناير. ويكشف مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة اللواء مجدي إسماعيل أنه سيتم تكثيف تواجد رجال المرور في الشوارع يوم 25 يناير الحالي لضبط أي مخالفات مرورية، موضحاً ل"آخرساعة" أن خطة الإدارة تتمثل في شن العديد من الحملات الانضباطية الموسعة في الشوارع لفحص رخص سائقي السيارات ومطابقة أرقام اللوحات بالأرقام المدونة في الرخص للتأكد من أن السيارة ليست مسروقة، وأيضاً ضبط الدراجات البخارية التي تسير بدون لوحات وتستخدم في الحوادث الإرهابية. وأوضح اللواء إسماعيل أن الكاميرات المرورية المتواجدة في الميادين والمحاور الرئيسية ستساهم بشكل كبير في متابعة الحالة الأمنية بالشوارع، مشيراً إلي ارتفاع الروح المعنوية بين جميع الضباط والأفراد بوزارة الداخلية نتيجة النجاحات الأمنية التي تم تحقيقها الشهور الماضية ومساندة ودعم الشعب للأجهزة الأمنية، إضافة إلي تأكيد وزير الداخلية دائماً علي تسهيل تقديم الخدمات الأمنية إلي المواطنين. في حين كشفت مصادر أمنية ل"آخرساعة" أنه تم وضع خطة محكمة لتأمين السجون علي مستوي الجمهورية بمشاركة القوات المسلحة التي ستشارك في عملية التأمين من الخارج، وأنه تم تزويد الخدمات المعينة لملاحظة الحالة داخل الأبراج المتواجدة علي أسوار السجون بأسلحة ثقيلة وأن التعليمات الصادرة لهم هي إطلاق الرصاص علي من يحاول اقتحام المبني وذلك وفقاً للقانون. وأكدت المصادر قيام مساعد وزير الداخلية مدير مصلحة السجون اللواء حسن السوهاجي بالمرور علي الخدمات الأمنية للتشديد علي أهمية اليقظة وسرعة التعامل مع أي مستجدات قد تطرأ، وذلك بالتزامن مع شن العديد من الحملات التفتيشية علي المسجونين لضبط أي ممنوعات معهم، سواء كانت مواد مخدرة أو هواتف محمولة، وأكدت المصادر أن تكرار سيناريو اقتحام السجون لن يحدث، لأن هناك خططاً وأخري بديلة للتعامل مع أي مواقف طارئة.