واهم من يتحدث عن موجة ثورية ثالثة قادمة، والوهم دائماً لا يستند إلي الواقع، فالواقع كما يعيشه العقلاء يؤكد أنه لن يكون هناك ثورة ثالثة في مصر، في المدي القريب ولسنوات قادمة ليست بالقليلة، فالثورات ليست موجودة في أدراج المكاتب، نستدعيها وقتما نشاء، حتي يستغلها أي حزب أو فصيل سياسي، كما أن المعايشة اليومية لعموم المصريين تؤكد أنه لا يوجد تراكم كمي من المشاكل والأزمات تحتم الخروج في ثورة جديدة، المصريون عندما ثاروا علي نظام مبارك كانت لهم أسبابهم الموضوعية، فقد عانوا لسنوات طويلة فساداً وظلماً وتقهقراً في التعليم والصحة وكثيرٍ من المجالات الحيوية والحياتية، وعندما ثاروا ضد المعزول وجماعته ثاروا عليهم لأنهم أغرقونا بالبرامج والأرقام، وبلغة أهل البلد «عملولنا البحر طحينة» ولم نحصد من ورائهم شيئاً، وعود بمواجهة المشاكل في مائة يوم، ومشروعات نهضة، وأموال ستتدفق من هنا وهناك، وكل ذلك لم يكن إلا وهماً ودخاناً في الهواء، فما هي الأسباب التي تدعو المصريين الآن لأن يقوموا بثورة ثالثة؟ لا توجد أسباب جوهرية أو موضوعية، المصريون عندما اختاروا الرئيس السيسي، اختاروا زعيمًا يستفز ملكاتهم ليخرج أفضل ماعندهم، زعيماً يقود سفينتهم وهي تبحر متحدية العواصف والأمواج الهادرة التي تواجههم، فهم يؤمنون أن مواجهة هياج البحر يولد قدرات الإبداع والإصرار في أعماق أي إنسان، وهم يعرفون أنهم عند المواجهة يظهرون لأنفسهم وللعالم طاقات مارد جبار، عمره سبعة آلاف سنة تحضرٍ وإبداع، وهذا ما فعلوه عندما طلب منهم تمويل القناة، في زمن قياسي كان المبلغ المطلوب للحفر في البنوك، وماذا كانت النتيجة، رئيس يوفي بما وعد، ويتم الحفر وافتتاح القناة في وقت قياسي أذهل العالم، والبقية تأتي، ولذلك فالمصريون سيقفون وراءه، المصريون مستعدون للعيش عيشة الكفاف، يضحون بأرواحهم، فداءً لزعيم يحنو عليهم ويباهي بهم الأمم، حتي وإن أخطأ، وللشعوب حكمها الخاص في القضايا الهامة التي تمثل علامات بارزة في تاريخها، والقرار قرار الشعوب، وليس قرار مجرد حفنة من الأفراد تدعي أن لها مواقفها المختلفة.