كنا نتمني جميعا أن تتوقف مشاكل الاتحاد المصري للمصارعة مع بعض لاعبيه وخصوصا أسطورة المصارعة الرومانية كرم جابر بعد اتهامه أثناء العودة من معسكر المجر الأخير إلي مصر بعدم الانضباط وانقلاب رئيس الاتحاد عليه وإشارته لهروبه إلي بيروت وإنفاقه ل 15 ألف يورو مخصصة لإجراء عملية جراحية دون وجه حق وتلاها خروج رئيس الاتحاد حسن الحداد بتصريحات صحفية بأن كرم جابر هارب ولا يستجيب لأمر الكشف الدوري الذي تجريه معه الوكالة الدولية للمنشطات «الوادا».. وبعدها استمر الحداد في إثارة شبهة المنشطات لغياب كرم جابر عن المعسكرات. والمثير أن هذه المشكلة انتهت بلقاء اللاعب مع وزير الرياضة المهندس خالد عبدالعزيز حيث تم إدراجه بمشروع التميز الأوليمبي وبدء استعداده لعمل معسكر للتأهيل لبطولة العالم واعتماد مشروع إعداده حتي انطلاق الأوليمبياد.. وكنا نتعشم سير كرم جابر علي الطريق المستقيم في مسار اللعبة خاصة أنه أحد وأبطالها علي مستوي العالم بجانب استكمال استعداده للمشاركة في أوليمبياد ريودي جانيرو وحصوله علي ذهبية ميداليتها الغالية إلا أن بشاير عام 6102 أعطت ظهرها لكرم جابر وصممت أن تضع نهاية حزينة لمشواره الرياضي علي بساط المصارعة داخل الملاعب نهائيا.. بعدما أيدت المحكمة الدولية قرار الاتحاد الدولي للعبة استمرار إيقاف كرم جابر لمدة عامين وتغريمه مبلغ 02 مليون فرنك لعدم انضباطه والتزامه في خضوعه لاختبار المنشطات الذي تهرب منه لدي لجنة مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي للمصارعة.. ويذكر أن معسكر المجر الأخير لمنتخب المصارعة فاتت الطائرة أثناء العودة إلي مصر المصارع جابر واثنين من الرياضيين بعدما ذهبوا إلي المطعم وسرعان ماحضروا ولكن بعد إغلاق باب الطائرة. ووصل اللاعبون الثلاثة إلي مصر في اليوم التالي بعدما دفعوا الفارق من جيوبهم علي حد قولهم ولم يتكلف الاتحاد شيئا وقام شوقي عمران رئيس الوفد بتقديم مذكرة إلي الاتحاد تفيد بأن المصارع كرم جابر غير منضبط.. ووقتها أشار كرم جابر إلي أنه كان مريضا جدا خلال المعسكر وكان يعاني من ألم الأسنان ولم يساعده أحد في تكاليف العلاج بالإضافة لوجود أزمة بالنسبة له في الفيتامينات والمكملات التي لم يمنحها له أحد خلال المعسكر ولذا انسحب من البطولة الدولية وهو ما تسبب في تفاقم الأزمات خاصة مع رئيس اتحاد المصارعة.. ويذكر أن كرم جابر ردد كثيرا بأنه كان من الداعمين لحسن الحداد في الانتخابات الأخيرة وبمجرد فوزه انقلب ضده وبدلا من أن يدعمه عقب فوزه بالميدالية الفضية في أوليمبياد لندن قام بإيقافه والتشهير بسمعته بادعاء أن كرم هرب إلي بيروت وأنفق 51 ألف يورو مخصصة لإجراء عملية جراحية وردد كرم أيضا أنه أثبت لوزارة الشباب والرياضة أنه أجري فحوصات وتلقي علاجا وتم تسوية الخلاف. وبالنسبة لحقيقة ملف المنشطات فقد سبق وأكد كرم جابر انتهاء المشكلة التي كانت تدور حول التحليل الدوري الذي تجريه معه الوكالة الدولية للمنشطات «الوادا» وأيضا الوكالة القومية «النادو» حيث تخلف عن المواعيد بسبب وجوده خارج مصر بالمعسكرات في أمريكا وأوكرانيا ووقتها خرج رئيس الاتحاد حسن الحداد بتصريحات نارية تفيد بأن كرم جابر هارب ولا يستجيب للأمر.. وقام كرم جابر برد عملي بالاستجابة لطلب وكالة تحليل المنشطات الدولية والقومية وجاءت النتيجة سلبية علي حد قول كرم وبعدها خرج حسن الحداد بقوله إن الاتحاد عفا عن لاعبه كرم جابر وألغي قرار إيقافه. وقامت وزارة الشباب والرياضة بمطالبة كرم جابر بسداد جميع المصروفات التي تم صرفها عليه بالاضافة لمبلغ 083 ألف جنيه أخري حصل عليها كرم من اتحاد المصارعة ضمن الاستعداد للدورة الأوليمبية بالبرازيل كما أرسل اتحاد المصارعة لأوليمبياد ريودي جانيرو 2016 بجانب مذكرة إلي النائب العام تشمل كل التفاصيل حول قضية المصارع كرم جابر واتهام اللاعب بإهدار المال العام. وبالطبع ماحدث يعتبر درسا قاسيا لابد من التعلم منه في الوسط الرياضي شاملا كل اللعبات.. بدليل أن كرم جابر الذي رفع علم مصر في سماء أثينا للمرة الأولي عندما اعتلي منصة التتويج حاملا الميدالية الذهبية لوزن 69 كيلو في المصارعة الرومانية بالدورة الأوليمبية الخامسة والعشرين عام 4002 وذهبية دورة الألعاب العربية في لبنان.. ولعل سيناريو النهاية الحزينة بكرم جابر سيجبر الاتحاد علي العمل بجد واجتهاد وأن يعد منتخبا قويا في المصارعة يكون قادرا علي التحدي وحصاد الذهبيات بعيدا عن التدليل والمجاملات.