أكتوبر وانتصارنا العظيم فيها، وما ارتبط بها من أحداث سابقة أو لاحقة.. وقبلها ثورة يوليو 1952 انطلقت لتفجر في المجتمع المصري طاقات هائلة مبدعة كان للسينما قسط كبير من تناولها. وقد يكون لأفلام ثورة يوليو نصيب الأسد في الإنتاج السينمائي لها في هذه الفترة خاصة في الخمسينيات.. أما بالنسبة لسينما أكتوبر التي عاصرت مرحلتي النكسة والانتصار فلم يترك جيل المخرجين الذين عاصروا هذه الفترة سوي تقديم أفلام قليلة لاتتعدي أصابع اليد. تباينت أسباب إنتاجها مابين الحس الوطني أو استثمار النصر تجاريا في سوق السينما التي كانت تمر بحالة كساد رهيبة.. وبمرور الأحداث جاءت ثورة يناير وتغير معها سيناريوهات كثيرة انتهت بنجاح القائد عبدالفتاح السيسي الرجل الغيور علي وطنه في إزاحة حكم الإخوان.. وتلاها تأييد ملايين الملايين من شعب المحروسة، بل وكل المصريين أيضا في كل بقاع العالم بانتخابه رئيسا لمصر.. وبات هذا الشعب يفخر بالرئيس السيسي ويزهو بسياساته وإنجازاته ويتباهي بخطواته الواثقة التي حولت الأفكار الصعبة إلي حيز التنفيذ، خاصة أنهم يجنون ثمار مشروعات الخير بعد أن أصبحت مصر بدءا من الاحتفال بتدشين مشروع حفر محور قناة السويس الجديدة، ومراحل العمل فيها التي اختصرها رجال القوات المسلحة والسواعد المصرية قاهرو الجبال في سنة واحدة بدلا من ثلاث سنوات حتي الوصول لمحطة الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة - التي أكد من خلالها السيسي ورجال القوات المسلحة قدرتهم علي إكمال أهم الخطوات التي ترسم ملامح مصر المستقبل أمام العالم. وخلال فترات مراحل الحفر وتنفيذ المشروع العملاق لم يتوقف الأبطال عازفو سيمفونية الإبداع والوفاء داخل القلعة الكبري للقوات المسلحة الموجودون في قلب نسيج الالتزام والنظام في قلعة إدارة الشئون المعنوية برئاسة اللواء أركان حرب محسن عبدالنبي عن التنسيق مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بدعوات وفود الفنانين والأدباء والمثقفين والرياضيين لزيارة مشروع قناة السويس الجديدة والالتقاء بهم في مبني المحاكاة التابع لهيئة قناة السويس وذلك قبل توجههم إلي زيارة مشروع حفر القناة الجديدة لدعم المشروع والتعرف علي آخر المستجدات به. وخلال هذه الزيارات المتعددة قام الفريق مهاب مميش بشرح أهم محاور مشروع القناة الجديدة من خلال عرض تقديمي لأهم ما تم عمله خلال الفترة الماضية منذ بدء تدشين المشروع وحتي أوقات الزيارة - كما تم عرض ثلاثة أفلام وثائقية اثنان منها عن حفر القناة والثالث تحت عنوان «القناة والرئيس» ويتضمن الفيلم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروع قناة السويس في 5 أغسطس 2014. وأكدت الأفلام الوثائقية خلال شرح الفريق مهاب مميش علي أن القناة هي رمز الإرادة المصرية، حيث حفرت بسواعد مليون نسمة من المصريين واستشهد في الحفر 120 ألف مصري ليصنعوا منها شريانا للحياة، ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع مع إيضاح أن القناة يعمل بها نحو 25 ألف مصري ساعدوه في تحقيق أعلي معدلات دخل في تاريخ الهيئة وسط أصعب الظروف التي مرت بها البلاد بجانب إيضاح أن قناة السويس شهدت كل الحروب علي مدار التاريخ.. والآن تشهد معركة للتنمية التي ستؤثر في حجم التجارة العالمية بالعالم كله. كما أوضحت الأفلام الوثائقية كل الظروف التي مر بها مشروع قناة السويس خلال فترة رئاسة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ثم السادات حتي فترة تفعيل الإرادة ودخولها حيز التنفيذ علي يد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشارت الأفلام الوثائقية أيضا إلي ارتفاع معدلات الحفر وحماس العمال علي كراكات تابعة لتحالف التحدي لحظة بلحظة ليطمئن الجميع علي إنهاء المشروع في موعده علي يد اللواء أركان حرب كامل الوزير المشرف علي مشروع قناة السويس الذي كان يشغل منصب أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في تلك الفترة.. ويبدو أن مشروع قناة السويس الجديدة كان بمثابة وش الخير علي اللواء كامل الوزير حيث تولي بعدها منصب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. ومع تكرار حفل الإنجاز نفسه بحفل افتتاح قناة السويس الأسطوري الذي حضره ممثلو أكثر من 70 دولة علي رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند وأمير الكويت وملك البحرين ورئيس وزراء روسيا والرئيس السوداني وملك الأردن والرئيس اليمني وحاكم دبي وعدد آخر من رؤساء الدول الأفريقية لم تتوقف أيضا إبداعات الشئون المعنوية في عمل مجموعة من الأفلام التسجيلية لهذا الحفل الأسطوري الذي أظهر قناة السويس قطعة من نور.. ورصدهم فيها للصفارة البحرية لليخت الملكي المحروسة المتجه إلي المنصة بموقع الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة وذلك بعد جولة مع رؤساء وملوك الدول القادمين لحضور حفل افتتاح.. وقد حملت الأفلام رسائل عديدة للعالم أبرزها ما قاله الرئيس السيسي بأن التاريخ سيذكر لمصر أنها تصدت وجابهت أخطر فكر إرهابي.. لكن عزيمة هذا الشعب تؤكد قدرته في أي وقت علي ترويض الجغرافيا وتجميل وجه التاريخ بأعظم الإنجازات. وقد عبّر الكثير من المبدعين سواء من الأدباء أو الفنانين الذين سبق وشاركوا في صنع انتصارات أكتوبر بالتحديد عن ضرورة الإعلان بجدية عن جوائز كبري لأعمال روائية جديدة، والأهم أن تخصص الدولة اعتمادات مالية تكفي لإنتاج أعمال فنية متميزة ويفضل أن تكون عن بطولات رجال القوات المسلحة سواء في انتصارات أكتوبر وكذلك دورهم في إنجاح ثورتي يناير و30 يونية وإنجازات الجيش المصري في قناة السويس الجديدة.. وذلك حتي يكون هناك رد علي أن حرب أكتوبر مازالت ممنوعة من العبور إلي شاشة السينما.. خاصة أننا لم ننتج فيلما يليق بأكتوبر العظيم. ويذكر أن الفنان العظيم محمود ياسين.. أشار لجميع مبدعي مصر بأن يضعوا الجيش المصري في المقدمة ويقوموا بإنتاج أعمال فنية تليق بعظمة وقيمة الانتصارات والإنجازات التي حققها الجيش والشعب المصري.. بحيث تتعاون وزارة الثقافة والقوات المسلحة وتعمل الأخيرة علي عرض معداتها بمبالغ معقولة وليست كبيرة علي صناع الأفلام. كما طالب المخرج محمد فاضل بضرورة تقديم الشئون المعنوية للقوات المسلحة المعلومات في ثورة 25، 30 يونيو وحماية الوطن من جماعات الإخوان وغيرهم.. حيث هناك الكثير من الأعمال البطولية فيها وفي مشروع قناة السويس تصلح لأن تكون أعمالا عالمية. وأشارت الفنانة القديرة سميحة أيوب لأن إنتاج فيلم يليق بحرب أكتوبر أو إنجاز حفر قناة السويس يتطلب كاتبا مبدعا قادرا علي استنباط أحداث درامية تتضمن محاور تتناول هذه الإنجازات بشكل ثري وعلي الدولة أن تساند الجهة المنتجة بقوة ولابد أيضا من تعاون القوات المسلحة ووزارة الثقافة لأن مثل هذه الأعمال تحتاج إلي إمكانيات مادية وبشرية. ويشير النجم الكبير حسين فهمي لوجود مجموعة من الأفلام التسجيلية النادرة عن حرب أكتوبر.. وهناك أيضا قصص عن بطولات رجالات القوات المسلحة مرتبطة برجال الصاعقة وأخري من ملفات الجاسوسية وأخري عمن استشهدوا في الحرب ضد الإخوان.. وهناك أمهات وأبناء وزوجات تحملوا ألم الفراق ولكنها تحتاج لمبدع يقدم عملا مبهرا.. ولمنتج يقدم الأعمال الكبيرة ذات الميزانيات الضخمة التي من بينها الأفلام الحربية والتاريخية وهذا بدوره يحتاج لدعم الشئون المعنوية لإنتاج أعمال درامية وسينمائية في هذا الجانب. وفي هذا السياق يضيف الموسيقار الكبير عمر خيرت بأنه بعد أن شارك في الاحتفالية العالمية لقناة السويس الجديدة بتقديمه لمجموعة من مؤلفاته الموسيقية بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفوني هي «فيه حاجة حلوة حبها زي ماهية مصر يا أطهر قلب العاصفة طالب مسئولي الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بضرورة استثمار هذا الحدث العالمي في الترويج للسياحة المصرية والتأكيد علي أن مصر مستقرة وهي بلد الأمن والأمان.. وضرورة التعاون مع كبار الفنانين لعمل أفلام وثائقية بعدة لغات عالمية لتكون شاهدة علي هذا الإنجاز العملاق بجانب التركيز علي تقديم أعمال درامية تحاكي إنجاز القناة وفوائدها للاقتصاد المصري وحلم المشروعات الاستثمارية واللوجستية علي شط القناة الجديدة. ويضيف المخرج إبراهيم عفيفي: حقا إن مصر ولادة بالمبدعين في جميع المجالات الفنية.. ولذا أري أن هناك نصوصا جيدة وأعتقد أنها ستناسب العمل العظيم والانتصارات المصرية الكبيرة لكنها تنتظر من يفتش عنها سواء في مجموعة قصصية أو رسالة دكتوراه أو أعمال لأدباء مقاتلين تحتاج لاستثمارها دراميا عبر الإذاعة والتليفزيون أو السينما.. وأنا بعد متابعتي للفيلم الوثائقي الذي صاحب الاحتفال الأسطوري بافتتاح قناة السويس واعتمد علي مواد تصويرية تؤرخ لمراحل شق القناة مستخدما مقاطع صوتية للرئيس السيسي منذ بدء الإعلان عن تدشين القناة ومراحل الشق منذ اليوم الأول واستخداما من خلال لقطات بالطائرات خلال المراحل المختلفة بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة التي قامت بتوثيق صوتي ومرئي ليوميات شق القناة ومراحل التكريك والكلمة التاريخية التي ألقاها السيسي في الافتتاح.. وبالطبع من خلال رؤيتي لهذا الإبهار الفني أقول نحن في حاجة إلي عمل فني عالمي عن قناة السويس وأيضا نصر أكتوبر وثورات الشعب المصري.. ويتم الاستعانة فيه بما لدي القوات المسلحة من توثيق فيلمي مع الحكايات التي لا يعرفها الكثيرون عن ملاحم البطولات للجيش المصري في سجل هذه الإنجازات فهل من مجيب.