من يعتدي علي من؟.. المعلم يضرب الطالب أم العكس؟!.. إذا كنا في أي وضع طبيعي وأي دولة في العالم فمن المفترض أن المعلم هو من يعاقب الطالب ويقًوم سلوكه، أما في مصر فالوضع مختلف، فبحسب إحصائيات عن المركز القومي للطفولة والأمومة الذي يتلقي حالات الاعتداءات علي الأطفال داخل المدارس وكذلك النقابة المستقلة للمعلمين التي توثق لحالات الاعتداءات علي المعلمين فإن حالات الاعتداء علي المعلمين سواء من الطلاب أو أولياء أمورهم أكثر من حالات تعدي المعلمين علي الطلاب. "القومي للطفولة": الأطفال تعرضوا ل55 حالة عنف خلال الشهر الماضي النقابة المستقلة: حالات اعتداء علي المعلمين بالضرب والسحل والاغتصاب حسين إبراهيم: مذكرة عاجلة لرئيس الجمهورية لوقف العنف ضد المعلمين وبحسب الأرقام الرسمية للمركز القومي للطفولة والأمومة خلال الثلاث سنوات الأخيرة (2013 - 2014 -2015) فإن هناك 344 حالة عنف ضد الطلاب داخل المؤسسات التعليمية أما نقابة المعلمين المستقلة فأعلنت مؤخراً عن الحالات الموثقة للعنف ضد المعلمين وبلغت حوالي 1800 حالة اعتداء سواء في أيام الدراسة العادية أو أيام الامتحانات. وتشير أرقام المجلس القومي للطفولة والأمومة خلال عامي (2013 و2014) إلي وجود 289 حالة عنف ضد الأطفال داخل المؤسسة التعليمية منهم 156 حالة عنف وانتهاك لحقوق الأطفال كان المتسبب فيها المؤسسة التعليمية في عام 2013. ويؤكد المجلس القومي للطفولة والأمومة أن من أبرز البلاغات الواردة في 2013 تضمنت تعرض أكثر من طفل للعنف والانتهاك وحالات تسمم الأطفال نتيجة تناول الوجبة المدرسية، وحالات انهيار أجزاء من مباني بعض المدارس، فدائماً يكون الضحايا عددًا كبيرًا من الأطفال. وانقسمت البلاغات إلي 103 بلاغات عنف بدني وعدد 37 بلاغ عنف معنوي، وعدد 13 بلاغ عنف لفظي، وعدد 3 بلاغات عنف جنسي. وتصدر الذكور بلاغات العنف المدرسي بعدد 97 بلاغًا، بينما جاءت الإناث بعدد 60 بلاغًا، كما أن الأطفال المنتهك حقوقهم في الفئة العمرية من 7 إلي 12 عامًا، وتمثل المرحلة الابتدائية بلغ عدد بلاغاتهم 99 بلاغًا، بينما الأطفال في الفئة العمرية من 13 إلي 18 عامًا، وتمثل مرحلة التعليم الثانوي بلغ عدد بلاغاتهم 49 بلاغًا، بينما الأطفال في الفئة العمرية من 4 إلي 6 سنوات وهي مرحلة الحضانة فقد بلغ عدد بلاغاتهم 9 بلاغات فقط. وبالنسبة لعام 2014 رصد المجلس عدد 133 بلاغ عنف وانتهاك ضد الأطفال، كان المتسبب فيها المؤسسة التعليمية، منهم 77 بلاغاً من طلاب المرحلة الابتدائية وفي المرتبة الثانية كان الأطفال في مرحلة التعليم الثانوي بعدد 38 بلاغًا، وفي المرتبة الأخيرة كان الأطفال في مرحلة الحضانة بواقع عدد 18 بلاغًا. وتصدرت حالات العنف البدني داخل المدارس بينما جاء العنف المعنوي في المرتبة الثانية بعدد 51 بلاغًا، وفي المرتبة الثالثة كانت حالات العنف الجنسي بعدد 7 بلاغات، وفي المرتبة الأخيرة كانت بلاغات العنف اللفظي بعدد 2 بلاغ فقط. وفي 2015 وخلال الشهر الأول فقط العام الدراسي الحالي تلقي الخط الساخن التابع للمجلس 55 بلاغًا، يفيد تعرض الأطفال للعنف المدرسي، كانت آخرها إصابة طفلة بالغربية ب7 جروح قطعية، إثر سقوط لوح زجاجي عليها، بعد تعرضها للاعتداء علي يد أحد المدرسين. واحتلت محافظة القاهرة المرتبة الأولي في هذه البلاغات بعدد 13 بلاغًا، وفي المركز الثاني محافظة الجيزة ب 7 بلاغات، ويليها محافظة الغربية في المركز الثالث ب 6 بلاغات، ومحافظة الإسكندرية 5 بلاغات، و4 بلاغات لمحافظة البحيرة. وذكر المجلس في تقرير عن حالات العنف المدرسي أن خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة تلقي عددة بلاغات مؤخرا، منها تعرض الطفل (ج.) لضرب مبرح من إحدي المدرسات باستخدام العصا، وبلاغًا آخر عن قيام مدرسة بأخذ التليفون المحمول من أحد الطلاب ورفضها إعادته له، وقيام مدرسين بالتعدي بالضرب علي والدة الطفل وقامت الأم بتحرير محضر بالواقعة. وأشار إلي أنه بالإضافة لذلك فقد تلقي المجلس أيضا، بلاغا بإصابة الطفل (ز) بجرح فوق العين وتم إجراء عملية جراحية له بعد تعرضه للضرب من قبل مشرف التربية بالمدرسة، وبلاغًا آخر بإصابة طالب بكسر في العمود الفقري وشلل بالقدم اليمني نتيجة سقوط ( مقعد ) عليه ألقاه زميله من الطابق الرابع للمدرسة وتم نقلة للمستشفي. أما تقرير مرصد الحقوق والحريات التابع للنقابة المستقلة للمعلمين فأكد أنه علي مدار الثلاث سنوات المنقضية (2013 - 2014 - 2015) وقع حوالي 1800 اعتداء علي المعلمين تتنوع بين الاعتداء علي المعلمين سواء بالضرب أو السحل أو الاغتصاب، بالإضافة إلي رصد تجاهل الوزارة في إنقاذ هؤلاء المعلمين أو الطلاب واستخدام الأسلحة بين الطلاب في المدارس. الانفلات الأخلاقي من قبل الطلاب داخل المدرسة تمثل فيما شهدته إحدي مدارس مدينة المنصورة الأسبوع الماضي حينما أطلق طلاب النار من فرد خرطوش علي زملاء لهم بمدرسة الكامل الثانوية بنين بمدينة المنصورة، وذلك عقب نشوب مشاجرة بالمدرسة بسبب خلافات بينهم، ما أدي إلي إصابة 6 منهم بطلقات خرطوش، وتم نقلهم إلي مستشفي الطوارئ بالمنصورة لتلقي العلاج اللازم. فيما كان قرار حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، إيقاف محمود أبو المعاطي مدير المدرسة عن العمل للإهمال بسبب أحداث الشغب التي شهدتها المدرسة، وأدت إلي إصابة 6 طلاب بطلقات خرطوش. وقال أحمد فكري، وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية، إنه "تم إلقاء القبض علي ثلاثة طلاب متورطين في مشاجرة منطقة السلام بمدرسة الملك الكامل وسيتم فصلهم"، مشيرا إلي ان "التحقيق مازال جاريا لكشف ملابسات مشاجرة الطلاب في المدرسة". وفي حادثة أخري وقعت الأسبوع الماضي أيضا شهدت مدرسة النقراشي الاعدادية بنين بحدائق القبة واقعة أخري وقام الطالب الشهير بمكرونة بالتعدي علي معلمه وتمزيق ملابسه وتعديه باللفظ والسب علي المعلم وبعدها فوجئ المعلمين بهجوم أهل الطالب علي المدرسة للاعتداء علي المعلمون وتم الاتصال بالنجدة وتم اصطحاب المعلم والطالب لقسم حدائق القبة وتم اجبار المعلم علي التنازل علي المحضر وإلا يحال للنيابة مكبلا بالحديد في يده وانتهت الواقعة بخروج الجاني وعدم عقابه. أما الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، فلم يجد أمامه سوي إحالة جميع المسؤولين عن الوقائع للتحقيق مطالباً بسرعة انتهاء التحقيقات حتي يتم اتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة حيال المقصرين. ومن جانبه قال حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة إن المدرسة جزء أصيل من المجتمع وما يشهده المجتمع المصري من عنف انتقل إلي المدرسة وهو ما جعل شخصية المعلم تضعف أمام تزايد عنف الطلاب داخل المدارس مع عدم وجود قوانين رادعة لمن يخرج علي القانون حتي مع تطبيق لائحة الانضباط المدرسي العام الحالي وهي بمثابة حبر علي ورق داخل المدارس بانتظار المتابعة السليمة من الوزارة لتطبيقها. وأرجع إبراهيم تنامي العنف داخل المؤسسات التعليمية إلي ضعف رواتب المعلمين ولجوئهم إلي الدروس الخصوصية لتكون بديلاً عن المدرسة بالإضافة إلي استخدام أساليب تدريس عقيمة وقديمة للغاية لا تشجع الطالب علي احترام معلمه بالإضافة إلي عدم الاهتمام بالأنشطة وبكيان المدرسة ككل وفي تلك الحالة يصعب علي المعلم أن يشرح لتلاميذ لديهم رفض كبير للأجواء داخل المدرسة. واعتبر إبراهيم أن الدروس الخصوصية من أسباب زيادة العنف داخل المدرسة مشيراً إلي أن المعلم حينما يمد يده إلي ولي الأمر لكي يحصل علي ثمن مايعلمه لابنه يفقد 90% من هيبته أمام الطالب بالإضافة إلي شعور الطلاب بعدم الجدوي من التعليم فبعد أن يمر الطالب بجميع المراحل الدراسية ويتخرج إلي سوق العمل يجد أن طبيعته مختلفة تماماَ عما درسه من قبل وهو مايسبب له إحباطا كبيرا وهو ما ينتقل من جيل إلي آخر. وأشار إلي أن الثغرات الموجودة في قانون التعليم أحد أهم أسباب زيادة العنف داخل المدارس فحينما يقع العنف من الطالب علي المعلم يلجأ المعلم إلي مدير المدرسة ومن ثم مدير الإدارة ووصولاً إلي مدير المديرية للحصول علي حقه أما في حالة الاعتداء من المعلم علي الطالب فيستطيع ولي الأمر أن يحرر محضرا ضد المعلم وهو ما يتسبب في كثير من الأحيان إلي أن يبيت المعلم وسط المجرمين حتي العرض علي النيابة للتحقيق في البلاغ إلا أن المعلمين منعاً لذلك يلجأون إلي التصالح. وقال إبراهيم إن النقابة المستقلة للمعلمين بصدد التقدم بعدة مقترحات إلي رئيس الجمهورية لحماية المعلمين من حوادث البلطجة أهمها مطالبة الرئاسة بإصدار قرار جمهوري بعدم احتجاز أي معلم حتي انتهاء التحقيقات في حال كانت الشكوي واردة من ولي أمر أي أن المشكلة بينه وبين ولي طالب داخل المدرسة.