أجمع خبراء السياحة في مصر علي ضرورة التحرك بسرعة في عدة اتجاهات لتعويض النقص في أعداد السياح لجذب السياح من الصين والهند ودول المغرب العربي بعد الهجمة الشرسة علي مصر من الدول الغربية ووقف رحلات السياح إلي المنتجعات السياحية والتي بدأتها انجلترا بإجلاء السياح الانجليز من شرم الشيخ، وتبعتها عدة دول أوروبية أخري إلي جانب إجلاء السياح الروس ووقف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا. في البداية أكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني أنه تم التنسيق بين وزارة الطيران المدني ممثلة في مصر للطيران ووزارة السياحة ممثلة في هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع عدد من الفنادق بمدينة شرم الشيخ علي وضع برامج سياحية متكاملة بأسعار مخفضة تشمل تذاكر الطيران والإقامة والانتقالات يتم الإعلان عن تفاصيلها هذا الأسبوع. وأعرب عن أمله في أن تؤدي البرامج الجديدة إلي تعويض نسبة امتلاء الفنادق بشرم الشيخ. وأضاف الوزير أنه بجانب تنشيط حركة السياحة الداخلية من القاهرة إلي شرم الشيخ تقوم شركة مصر للطيران بعمل عروض تنشيطية علي مستوي الشبكة خاصة من المنطقة العربية وأوروبا للرحلات المباشرة إلي شرم الشيخ أو عن طريق القاهرة، وأكد كمال علي أهمية التعاون والتنسيق التام بين وزارتي السياحة والطيران من أجل تقديم منتج سياحي يجذب شرائح مختلفة من العملاء. ومن ناحية أخري قال شريف فتحي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أن الشركة قررت تسيير ثلاث رحلات يومية مخفضة إلي مدينة شرم الشيخ في إطار دعم وتنشيط حركة السياحة والسفر إلي مدينة شرم الشيخ، حيث يتم تسيير رحلة يومية صباحية بسعر موحد 899 جنيها مصريا للذهاب والعودة شاملة جميع الرسوم والضرائب والتي تقلع يومياً من القاهرة إلي شرم الشيخ الساعة السابعة صباحاً فضلاً عن طرحها لرحلتين يوميتين بسعر موحد 999 جنيها للذهاب والعودة شاملة جميع الرسوم والضرائب. ويقول عادل عبد الرازق الخبير السياحي إن الأزمة تحتاج علاجا دقيقا لأنها قد تستمر لفترة طويلة تذكرنا بأحداث ما بعد ثورة يناير عندما توقفت السياحة إلي مصر لسنوات قبل أن تسترد عافيتها بتكثيف الحملات والترويج لحالة الاستقرار والأمان في مصر .. ولكن الأزمة هذه المرة تختلف لأن المؤامرة واضحة المعالم بعد الصفعة التي تلقاها الغرب وأمريكا في 30 يونيو وثورة الشعب لرفض الخطة الأمريكية للسيطرة علي مقدرات الأمة من خلال حكم استبدادي ديني.. لم ينس الغرب هذا الموقف وكان التربص لمصر في حادث الطائرة الروسية والتشكيك في الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية التي تتبع كافة المعايير الدولية لتأمين الطائرات والركاب. ويضيف عادل عبدالرازق أنه لابد أولا من تشجيع السياحة الداخلية لمجموعات المصريين والعائلات المصرية لزيارة كافة المناطق السياحية وليس شرم الشيخ فقط لأن الأزمة سوف تمتد الي هذه المناطق خلال الفترة المقبلة طبقا للشواهد بعد حظر بعض الدول سفر مواطنيها إلي مصر بما يعني تأثر المقاصد السياحية الأخري بالأزمة.. وثانيا تشجيع السياحة العربية ودعوة الأشقاء العرب لزيارة المنتجعات السياحية في مصر.. أما الحل الثالث فإنه يتركز في الاهتمام بالدول الأوروبية التي لم تنصع لقرارات أمريكا وأوروبا وفي مقدمتها بولندا والتشيك والهند والصين لتقديم عروض وبرامج سياحية لجذب السياح.. كما اقترح إنشاء شركة للرحلات منخفضة التكاليف تشارك فيها مختلف الجهات مثل الطيران المدني ووزارة السياحة ورجال الأعمال وأطراف أخري لشراء طائرات حديثة تقوم برحلات متواصلة لمختلف المناطق لنقل السياح إلي مصر. ويقول هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء إن الأزمة تحتاج حلا علي مستوي التحركات السياسية لأن الأزمة وإن كانت بسبب حادث طائرة إلا أنها في مضمونها أزمة سياسية بسبب المؤامرة التي خططت لها أمريكا وبريطانيا لحصار مصر اقتصاديا بعد أن بدأت الحركة السياحية تتعافي خلال الفترة الأخيرة، ولابد أن نضع في الحسبان أن انتعاش السياحة في مصر له تأثيراته العكسية علي دول أخري مثل تركيا واليونان وإسرائيل.. ومع احترامي لكل الآراء التي تدعم الحل لتنشيط السياحة الداخلية فإنها سياحة تقتصر علي المجموعات والأسر المصرية هدفها رفع نسبة إشغال الفنادق لكنها لا تدر العملة الصعبة أما السياحة العربية فإن مصر ترحب بالسياح العرب في أي وقت لكنها سياحة موسمية خلال فترة محددة وهي إجازة الصيف إذن السياحة الداخلية والسياحة العربية لا يجب أن نعول عليها كثيرا ولكن الحل الأمثل في تشجيع السياحة من دول المغرب العربي.