أعمال استخراج الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة تقرير خطير نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، كشف معلومات مُثيرة عن أسباب سقوط الطائرة الروسية المنكوبة شمال سيناء، أشار إلي أن الشركة الروسية المالكة للطائرة "بريسكو"، هي السبب الرئيسي في سقوطها، وأن الجهات الأمنية في روسيا قامت بالفعل بمداهمة مقر الشركة، والاطلاع علي وثائق وبرامج رحلات سابقة للشركة، كما فحصت عينات وقود تستخدم في الرحلات، وتمت مصادرتها جميعاً. وعقب مُداهمة مقر الشركة المالكة للطائرة، وشركة السياحة المنظمة للرحلة، وجهت التحقيقات اتهاماً أولياً للشركة ينص علي قيام الشركة المالكة للطائرة بتقديم خدمات سياحية لا تلتزم بمعايير الحد الأدني من السلامة المطلوبة، ووفقاً للتقرير، فإنه بعد التحقيق مع صاحب الشركة المالكة للطائرة، تبين أن شركة الطيران "ميتروجات"، وشركة السياحة "بريسكو"، يمتلكها مواطن روسي، يُدعي "فيشكان تابولاييف"، والمفاجأة أن هذا الشخص تدور حوله الشكوك من حيث عدم شرعية أعماله، وأشارت السلطات إلي أن هذا الشخص عبارة عن واجهة لتسيير أعمال رجال آخرين في بلاد أخري. السلطات الروسية، بحسب التحقيقات، تبين لها حقيقة إهمال شركة الطيران، وعدم شرعية صاحبها في تسيير الأعمال، وهي أول الأسباب في سقوط الطائرة، حيث أكدت مصادر بأن قائد الطائرة قد اشتكي أكثر من مرة وقبل سقوطها من الأعطال الفنية في الطائرة، والشركة لم تتخذ موقفاً تجاه ذلك، وأضافت مصادر في الشركة أن قائد الطائرة أرسل إليهم ليبلغهم بأن محركات الطائرة لا تستجيب خاصة عند الإقلاع، واستبعدت السلطات الروسية تماماً أن يكون للجهات الإرهابية يد في سقوط الطائرة بعد الاطلاع علي وثائق الشركة المالكة، والتأكد من أن الاتصال قطع مع الطائرة عندما كانت علي ارتفاع ثلاثين ألف قدم (9144 متراً)، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ. وأُقيمت بالفعل دعوي قضائية جنائية ضد الشركة المالكة للطائرة، وشركة السياحة تتهمهما بانتهاك قواعد الرحلات الجوية والاستعداد لها، بينما قالت متحدثة باسم الشركة المالكة للطائرة، إن الطائرة، التي دخلت الخدمة منذ 18 عاماً، كانت صالحة للطيران بالكامل وبنسبة 100%، مضيفة أن خبرة الطيار كانت 12 ألف ساعة من الطيران. وكشفت التحقيقات الروسية كذلك، عن أن طاقم الطائرة الروسية، خضعوا لفحوص طبية مؤخراً ولم يتم رصد أي مشكلات لهم، وأن الفريق خضع لفحص طبي قبل السفر إلي شرم الشيخ وأُعلن أنهم لائقون للطيران. يأتي ذلك بينما يتم تكثيف عمليات البحث عن حطام الطائرة وأشلاء الضحايا بموقع الحادث في سيناء، حيث وسعت فرق البحث عملياتها لتشمل مناطق جديدة في نطاق نحو 8 كيلو مترات. وحضر إلي موقع الحادث خبراء مصريون وآخرون روسيون وفرنسيون، تحت حراسة أمنية مشددة، لإجراء تحقيقات موسعة، وتعكف فرق التحقيقات علي فحص أشلاء ومتعلقات الركاب، ومحاولة البحث عن روايات لشهود عيان جديدة في المنطقة، وتكثيف التحريات الأمنية حول طبيعة المنطقة للوصول إلي نتائج جديدة وأدلة تبين حقيقة سقوط الطائرة. كما تم نقل أجزاء من الطائرة المنكوبة بواسطة شاحنات، وخلال عمليات النقل تم التحفظ علي أجزاء مُهمة من حطام الطائرة تُمثل جزءًا من أدلة التحقيقات. وتم استئناف عمليات البحث عن باقي حطام الطائرة الروسية في منطقة "أقرية" الجبلية بين مركزي الحسنة ونخل، كما تبحث الفرق عن أشلاء وحطام بين ممرات جبلية ضيقة ووديان يرجح أنها تناثرت بها. وكشف شهود عيان، عن أن حطام الطائرة كان متناثرًا علي مسافة تقارب الكيلو متر، وإن كابينة الطائرة متماسكة، والجزء الآخر من الطائرة حطام وتساقط في منطقة جبلية ووديان، كما شُهدت أشلاء وأجزاء مبتورة من جثث الضحايا متناثرة بالمنطقة، وتوزعت الأجزاء المتناثرة من الحطام والأشلاء بمسافات شاسعة علي امتداد 3 جبال تحيط بالمنطقة، واستعانت القوات بأبناء قبيلتي "التياها" و"الترابين" المتواجدين بالمنطقة، والذين ساعدوا في العثور علي أشلاء بأماكن جبلية تضاريسها بالغة الصعوبة. من جهة أخري، انتهت نيابة شمال سيناء من معاينة موقع حطام الطائرة الروسية برئاسة فريق النيابة المستشار عماد الدهشان المحامي العام لشمال سيناء، وذلك تحت حراسة أمنية مشددة. كان وزيرا النقل والطوارئ الروسيان، مكسيم سوكولوف، وفلاديمير بوتشكوف، قد حضرا إلي سيناء بصحبة محققين روس علي متن مروحية من القاهرة، وقال وزير النقل الروسي إن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة بحالة جيدة، وإن تعرضا لأضرار بسيطة. وأعلن سوكولوف، أن الجانب الروسي سيشارك بأكبر قدر من الفعالية في التحقيق الدولي حول أسباب الكارثة، وقال "نحن علي اتصال دائم بجميع المراقبين الجويين"، بينما دعا رئيس هيئة الطيران الروسية، ألكسندر نيرادكون إلي عدم استباق الأمور والخروج باستنتاجات خاطئة وترقب نتائج فحص الصندوقين الأسودين الذي سيتم في مصر، وهو ما أكد عليه أيضاً رئيس الوزراء، شريف إسماعيل. وأكدت رئاسة الوزراء المصرية، أن الطائرة كان علي متنها 224 شخصاً بينهم 138 سيدة، و62 رجلاً، و17 طفلاً، إضافة إلي طاقمها المكون من 7 أشخاص، وأن من بين الركاب 4 من أوكرانيا، وراكب واحد من بيلاروسيا. وبدأت عملية تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة، والمجلة ماثلة للطبع، من قبل لجنة تحليل الحوادث المركزية التي تم تشكيلها من وزارة الطيران المدني المصرية، وتضم اللجنة ممثلين عن لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي، وبعض ممثلي هيئة الطيران المدني الروسية. وقال وزير الطيران المدني، حسام كمال، إن الشركة المصنعة للطائرة ستشترك أيضاً في تفريغ وتحليل البيانات، مُشيراً إلي أن انتشال جثامين الضحايا من موقع سقوط الطائرة لا يزال مستمراً، وأن عناصر من الجيش الثالث الميداني تشارك في جهود انتشال الجثامين وحراسة موقع سقوط الطائرة، كما قرر النائب العام حظر وجود أي أشخاص في موقع حطام الطائرة باستثناء فرق التحقيق.