ذكرت مصادر عربية مطلعة بأن سلطنة عمان قد نجحت الأيام الماضية في ضم كافة أطراف الصراع السياسي في اليمن وأنه تم بلورة اتفاق سياسي يدور حول خروج الرئيس عبدربه منصور هادي المقيم حاليا بالرياض ورئيس وزرائه خالد بحاح ووزير الخارجية رياض ياسين من العملية السياسية.. وأن السعودية والإمارات العربية المتحدة قد تعهدتا للأمم المتحدة بتقديم 500 مليار دولار قيمة إعمار اليمن من جديد.. وأن هناك مشاورات يمينة برعاية دولية في العاصمة مسقط للحفاظ علي وحدة اليمن تحت نظام إقليمي إقليم شمالي وإقليم جنوبي لمدة عامين فقط.. بحيث تجري انتخابات رئاسية بعد وقف العمليات العسكرية في الأرض والجو وتسليم مؤسسات الدولة للقيادة الجديدة فورا.. كما رجحت المصادر أن وزارة الدفاع السعودية سوف تعلن إنهاء عملياتها العسكرية في اليمن قريبا جدا من جانبها سارعت الرئاسة اليمنية عقب تداول هذه المعلومات بساعات قليلة بإصدار بيان تعلن فيه عدم المشاركة في أي مفاوضات مع الميليشيات الحوثية قبل الاعتراف بالقرار الأممي رقم 2216 ونص البيان علي: «تقرر في اجتماع مشترك برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائب الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح عدم المشاركة في أي مفاوضات مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية قبل الاعتراف بالقرار الدولي رقم 2216.. كما أكد الاجتماع الذي ضم مستشاري رئيس الجمهورية عدم المشاركة في أي اجتماع حتي تعلن الميليشيات الانقلابية اعترافها بالقرار الدولي 2216 والقبول بتنفيذه بدون قيد أو شرط.. كما أقر الاجتماع رفضه تحديد مكان وزمان أي لقاء مع المتمردين الحوثيين وصالح حتي يعلنوا اعترافهم بقبول القرار الدولي والبدء بتنفيذه. وكانت الرئاسة اليمنية قبل أيام قد أعلنت عقد اجتماع لهيئة المستشارين السياسيين للرئيس اليمني وكذلك اللجنة السياسية في الحكومة وذلك برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي وبحضور نائب الرئيس اليمني ورئيس مجلس الوزراء خالد بحاح.. وقد أقر الاجتماع حينها الموافقة علي حضور المشاورات الهادفة إلي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 وطالب الاجتماع من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ بذل مساعيه للحصول علي التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ القرار الدولي. يذكر أن الوساطة العمانية والتي بدأت منذ أشهر قليلة بين السعودية والحوثيين قد فشلت في الخروج بمسودة اتفاق تقضي بهدنة طويلة الأمد حيث تمسكت السعودية بخروج الحوثيين من عدن في المقابل رفض الحوثيون الطلب السعودي وطالبوا بتعويضات. إلا أن سلطنة عمان التي تربطها حدود طويلة مع اليمن وتعد الدولة الخليجية الوحيدة التي لا تشارك في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن مازالت ترعي مشاورات لحل الأزمة اليمنية وهو ما أكده المتحدث باسم الحكومة اليمنية «راجح بادي» بأن هناك لقاءات بطلب من أمريكا بين قياديين من جماعة الحوثي مع مسئولين أمريكيين في العاصمة العمانيةمسقط بهدف دفع جهود حل الصراع باليمن.. وأضاف راجح أن طائرة أمريكية خاصة تنقل الحوثيين إلي مسقط حيث ذكر ساسة يمنيون اجتمعوا مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي اليمن إسماعيل ولد الشيخ أنه أبلغهم أن محادثات غير مباشرة تجري في مسقط بين وفد الحوثيين ومسئولين أمريكيين بوساطة عمانية. روسيا علي خط الأزمة علي جانب آخر تجري محادثات سعودية مع الجانب الروسي لإقناع إيران والحوثيين بوقف الحرب دون شروط.. إلا أن تحليلات المراقبين تري أن روسيا لن تفعل ذلك إلا بثمن وهو رفع أسعار النفط وإمضاء صفقة سلاح سبق إيقافها للسعودية سبق تجميدها ويعتبر المحللون أن المطلب الأصعب هو رفع أسعار النفط بتخفيص إنتاج السعودية الذي أدت زيادته في وقت سابق إلي إرغام إيران علي توقيع الاتفاق النووي وإرغام روسيا علي الخروج من أوكرانيا.. معللين ذلك بأن الاقتصاد السعودي لا يتحمل تخفيض الإنتاج. ويشهد اليمن فوضي أمنية وسياسية بعد سيطرة الحوثيين علي مناطق واسعة من البلاد وهو ما أجبر السلطات الشرعية علي الانتقال للرياض ودفع التحالف العربي لبدء غاراته علي اليمن.