الرئيس راهن علي الشباب .. وكسب الرهان

حفر قناة السويس الجديدة عمل قومي التف حوله الشعب المصري لتنفيذه.. بفكرة مصرية مبتكرة .. وكان الحفر بأيادٍ مصرية.. واصلت الليل بالنهار لإنجاز هذا المشروع القومي خلال عام واحد... والتمويل أيضا كان مصريا خالصا من جيوب وميزانية الأسرة البسيطة والقادرة والمتوسطة في ملحمة شعبية لامثيل لها .. ثم بدأت مرحلة الحفر للقناة.. وشارك فيها العديد من شباب مصر من رجال القوات المسلحة والمهندسين والفنيين ..لتبدأ مرحلة العبور من النفق الضيق وعنق الزجاجة.
لم تدخر وزارة الشباب والرياضة في تلك الملحمة التاريخية جهدا أو وقتا أو مالا لدعم ومؤازرة هذا العمل التاريخي..وكم كنت في قمة سعادتي حين احتفلنا يوم 24 مارس بيوم الفتاة علي ضفاف قناة السويس الجديدة وسط وفد يضم 1200 من الفتيات المصريات من مختلف الأعمار.. يمثلن الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا وأسقفية الشباب وفتيات النوبة وجوالات مراكز الشباب بالإضافة إلي بطلات الأولمبياد الخاص وعضوات أندية التطوع ..وشاهدن بأعينهن التاريخ يكتب والحفر يتم وتتحول الرمال إلي شلال من قناة الخير والعائد الذي سيرفع شأن الاقتصاد المصري. . وكان هدفنا من هذه الزيارة وغيرها من الزيارات التي نظمناها إلي مشروع الأمل والخير والمستقبل بقناة السويس الجديدة هو تشجيع للفتيات ودفعهن للمشاركة في مختلف الأنشطة التي تنظمها الوزارة بالجامعات ومراكز الشباب ودعم قيم الانتماء والولاء.. لأن هؤلاء الفتيات سيكن أمهات المستقبل ومربيات الأجيال وسينقلن تاريخ حفر قناة السويس الجديدة لأبنائهن والأجيال القادمة خاصة أن تلك الرحلة كانت أكبر تجمع نسائي يزور قناة السويس الجديدة وتم عرض فيلم وثائقي عن القناة من جانب هيئة قناة السويس والقيام برحلة بحرية في القناة..وكان في استقبالنا كل من اللواء كامل الوزير رئيس أركان الهيئة الهندسية والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس وكذلك اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية.
بصراحة شديدة لم أكن أتوقع حجم الإنجاز الذي تحقق في عدد من الأشهر وقدرة الشباب المصري من العمال علي هذا العمل الضخم فالوضع الآن وبعد الانتهاء من المشروع أعاد إلي ذهني ..حين قمت بزيارة في بداية العمل في 5 أغسطس الماضي أن فترة عام واحد هل ستكون كافية لإتمام العمل؟ وبهذه الروعة والإبهار والتطور والدقة ..ولكن لم تكن ثقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائد حملة إعادة مصر لمكانتها الطبيعية علي خريطة العالم ..تأتي من فراغ لأنه راهن علي الشباب المصري القادر علي صنع المستحيل وقهر الصعاب وتحطيم القيود بفضل عشقه وإخلاصه لهذا البلد ..وكسب الرئيس الرهان وبجدارة ونجح الرجال في إنجاز ماوعدوا به وأبهروا العالم كله ..والجميع يعلم أن القناة الجديدة سيكون لها دور كبير في إعادة التوازن والانضباط للاقتصاد المصري ..كما أن قناة السويس الجديدة تفتح الأبواب علي مصراعيها أمام الشباب المصري للعمل في كافة المشاريع التي تقام علي الضفاف .. وجاء دور الشباب الجاد ليقبل علي مصرنا الجديدة ويشارك بالعمل بدلا من العزوف والرفض وانتظار الوظيفة التي رسمها لنفسه.. وينتظر أن تأتي له وهو في منزله ..ولنأخذ العبرة من الرجال الذين حفروا القناة.. العظة والعبرة والقدوة في الانتماء والتضحية والطموح أيضا.
الوزارة حاليا تعمل علي التنسيق مع الهيئة الهندسية لدعم مشروع الإسماعيلية الجديدة، التي ستكون المدينة الأولي في مصر التي ترعي احتياجات ذوي الإعاقة ويدمج فيها الملاعب والساحات والأنشطة الشبابية داخل نمط الحياة .