الصوم يرتقي بالنفس عن الشهوات فهو ترويض للبدن للبعد عن المحرمات، وللصوم فوائد جمة لاتعد ولاتحصي بعضها روحاني والآخر بدني.. وقد أثبت الطب الحديث أن الصوم ظاهرة طبيعية يجب علي الجسم أداؤها بانتظام حتي يتمكن من أدائها وظائفه الحيوية بفاعلية وكفاءة، وأنه ضروري لصحة الإنسان كباقي الوظائف الفسيولوجية الأخري كالتنفس والنوم من أجل تجديد خلايا الجسم وتحفيزها علي النشاط. يشكل الصيام عبادة روحانية سامية، ويساعد علي توقد الذهن واستنباط الأفكار الجديدة، وفي الوقت ذاته يساهم في تحريك الأعضاء الداخلية للجسم لاستهلاك الخلايا التالفة وتجديد أنسجة الجسم مما يساعد الصائم علي استراداد حيويته ونشاطه. الدكتور عاطف النقيب، استشاري الأمراض الباطنة ورئيس وحدة الكلي بمستشفي شبين الكوم، أشار إلي أن الصيام يعد ذا فوائد جمة علي جسد وعقل الصائم في آن واحد فهو ينقي الجسم من السموم بصفة عامة سواء كان من آثار الأدوية أو من آثار الطعام وخاصة أيونات الصوديم الزائدة أو الأملاح التي نجدها في الوجبات الدسمة، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يوجد لديهم نسبة أملاح عالية داخل الجسم سواء كانوا من مرضي القلب أو مرضي الكلي لديهم فرصة كبيرة في الشهر الفضيل لتحسين نسبتها في الجسم من خلال الصيام نتيجة خروجها من الجسم عند التعرق وعدم تعويضها مباشرة عبر تناول الطعام والشراب طوال مدة الصوم، ما يساعد في تصفية السموم التي تتركز في منطقة القولون والكبد بشكل طبيعي. وقال: فوائد الصيام تمتد إلي الجهاز العصبي للإنسان، فالصائم لديه فرصة أكبر للهدوء الذهني والشفافية أكثر من الشخص الذي يأكل ثلاث وجبات، نظراَ لأن هضم الطعام يتطلب سحب كمية كبيرة من الدماء التي تغذي شرايين المخ إلي الجهاز الهضمي لمساعدته في عملية هضم تلك الوجبات لذلك فنحن نقول إن الصيام من الناحية الروحية يجعل الصائم صافي الذهن ويساعده علي التأمل في معاني الشهر الفضيل، وكذلك يجعله أكثر قابلية للقيام بالعمليات التي تتطلب مجهوداَ ذهنياَ مثل المذاكرة أو تحصيل العلوم المختلفة خاصة إذا ما كان طالبا، وذلك علي عكس مايشاع بأن الصيام يجعل الشخص غير قادر علي التركيز. ويشير عاطف إلي أن مرضي الكلي ينقسمون إلي مجموعتين من حيث قدرتهم علي الصوم من عدمه، فهناك مجموعة من المرضي الذين يوجد لديهم مشاكل طبية مثل حصوات الكلي أو قصور وظائف الكلي بشكل عام أو الذين يعانون من وجود أملاح زائدة في مجري البول، وهؤلاء لاننصحهم بالصيام بشكل عام لأن عدم وجود المياه في جسمهم بكمية كافية يساعد علي تفاقم مشاكلهم الصحية وخاصة ما إذا كان الصيام في فصل الصيف، أما إذا كان جسم مريض الكلي نفسه يجمع مياها زائدة، أو يعاني من بعض أمراض مناعية داخل وظائف الكلي ساعتها يكون الصيام مفيدا لهم في التخلص من نسب الأملاح المختلفة من خلايا الدم. كما يري أن الشخص الصائم يستطيع المحافظة علي أداء الكلي وتحسين وظائفها في شهر رمضان عبر استغلال فترة الإفطار في شرب كميات من المياه بطريقة منتظمة عبر شرب كوب مملوء كل ساعتين مع تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي علي الكثير من الملح أو شرب المياه الغازية خلال فترة السحور لأنها تزيد من شعور الصائم بالعطش فيما بعد. الدكتور علي حمودة إخصائي الحالات الحرجة بمستشفي أحمد ماهر التعليمي أوضح أن الصوم له فاعلية كبري في تجديد خلايا القلب التالفة من خلال عملية التحول الداخلي في زيادة معدلات إنتاج البلازما والهرمونات، كما أنه يعمل كمنظف طبيعي للأوردة والشرايين الصغيرة التي تكون أكثر عرضة للانسداد مع التقدم في السن، نظراً لتراكم الأملاح أو السوائل أو الدهون بها. ويساعد في ذات الوقت علي انتظام ضربات القلب. ويضيف أن الصوم يحسن من أنواع الخلايا الجذعية التي ينتجها الجسم بصورة كبيرة ما يرفع من مستوع المناعة لدي الصائم تجاه مختلف الأمراض. ويري الدكتور عزت خميس، أستاذ التغذية بجامعة الإسكندرية أن الصيام يعد الفرصة الوحيدة علي مدار العام لإعطاء راحة للجهاز الهضمي لحوالي 14 إلي 15ساعة كل يوم طوال شهر رمضان وهو ما يجنب الجسم عناء تناول الأغذية بكميات كبيرة تفوق احتياجاته البيولوجية الفعلية. فضلاَ عن دوره في خفض نسبة الدهون علي الكلي نظراَ لانخفاض نسبة الكوليسترول داخل خلايا الدم الحمراء علاوة علي قلة ترسبه داخل أنسجة القلب والكبد.