عرفت الحضارات الإنسانية المتعاقبة استخدامات شتي للرخام، وكان يعد وسيلة الفنانين للتعبير عن إبداعاتهم علي مر العصور، فقدماء المصريين استخدموه في تكسية الأهرامات وفي بناء المعابد وقصور الملوك وتماثيل الآلهة، وكذا في بناء المسلات وأعمدة المعابد، وانعكس استخدامهم للرخام علي الحضارة الرومانية والإغريقية خاصة في فن المنحوتات والتماثيل، كما أن الحضارة الإسلامية وما صاحبها من نهضة عمرانية تميزت بالاعتناء الفائق بجماليات العمارة وزخرفتها، فازدهرت صناعة الرخام وانتشر استخدامه في عمائر المسلمين خاصة في كسوة الأرضيات والجدران والبافورات ، وكان لمصر نصيب كبير من هذا التطور حيث ذكر مؤرخون كثر أن جوامع مصر ومدارسها وبيوتها وحماماتها كانت مزينة بألوان الرخام التي تلفت الأنظار بسبب فخامتها وجمالها وبهائها. يعتبر العديد من خبراء الديكور أن الرخام بمثابة عنوان للرقي داخل المنزل، إذ يعد من أجود أنواع الخامات التي تستخدم في المكونات الديكورية، كونه جزءاً من ثنايا الطبيعة، وكذا لتعدد مجال استخداماته، حيث يتم تطويعه كمادة بنائية لجدران الحوائط والحمامات في التصاميم الأساسية للمنزل. يقول مصمم الديكور محمد عبدالهادي ل "هي": اختيار الرخام كأرضية للمنزل أو استخدامه كجزء من ديكور الغرف هو اختيار سليم نظراَ لامتزاجه تلقائياً مع باقي المكونات الأساسية والثانوية المحيطة به، كما أنه يعطي المرأة أريحية في الاختيار نظراَ لتنوع ألوانه وإمكانية الخلط بين تصاميمه عبر تطعيمها بمكونات وألوان أخري تخالف لونه الأساسي، ما يعطيه جمالاَ وبهاء لا يضاهيه استخدام أي نوع آخر من الأرضيات. ويشير عبدالهادي إلي أن الرخام الإيطالي يعد من أفضل أنواع الرخام، رغم ارتفاع ثمنه، نظراَ لجماله المبهر الناتج عن نقاء مادته الخام بسبب تركز حبيبات الكوارتز بعروقه، ما يعطيه صلابة ودرجة لمعان مدهشة تساهم في مقاومته لعوامل التآكل الناتجة عن الاستخدام اليومي أو عدم تسرب الألوان أو المياه إليه، وهذا النوع يتميز بوجود ألوان صريحة مثل البني الذهبي أو الغامق المشرب بعروق بيضاء أو الأسود المشوب باصفرار خفيف، ويمكن استخدامه في الصالون. أما الرخام التركي فيتميز برسومه التفصيلية الدقيقة التي تشف عن مدي جمال وروعة التصميم، وهو يبرز بصورة حية من خلال ارتباط عناصره ببعضها البعض عبر الرسوم التفصيلية علي الزوايا، ويمكن تطويعه في غرف الاستقبال خاصة إذا ما تم تطعيمه بقطع من رخام الأنتيك، كما يمكن تطعيمه برخام من نوع إمبرادور، عبر معالجته بطريقة فنية علي حواف الكنار وهو الخط الذي يستخدم لتحديد إطار نقوش الرخام عبر استخدام زخارف تتميز بانحناءاتها الواسعة عند أطراف الرخام وهذا في حد ذاته يعطي نتيجة مبهرة. بينما يتميز الرخام الإسباني بضخامة تصاميمه ويعطي إيحاء بصرياً يسمي بالتداخل المعماري، نظراَ لتداخل ألوانه وامتزاجها ليشعر الجالسون في الغرفة كأنهم أمام لوحة فنية متكاملة الأركان، وهذا النوع يشتهر باستخدام التصاميم القوسية أو نصف الدائرية، التي تمتزج برسوم منقوشة ومطعمة بقطع من رخام الفوسيل. أما الرخام المصري فيتميز بألوانه الفاتحة، وبخاصة البيج والأحمر، ومن الشائع استخدامه في الحوائط والواجهات الخارجية للمنازل، ويمثل البساطة والأناقة في آن واحد، ويجب الحذر عند تنظيف هذا النوع وعدم استخدام المياه بصورة مكثفة عند إزالة الأتربة منه، نظراَ لإمكانية تسربها بين عروقه وإحداث نوع من الفجوات غير المنتظمة التي تتسبب في تشويهه بطريقة تفسد جماله ورونقه.