الزيتون، رمز المحبة والسلام، هي الشجرة المباركة، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ"، وقد أجمع معظم العلماء علي أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون منطقة الشرق الأوسط، ويرجع تاريخ زراعتها في مصر إلي عهد الفراعنة (1800 سنة قبل الميلاد)، ويزرع الزيتون في مصر بمعظم المحافظات بصورة منفردة غالباً أو مع محاصيل أخريي، وتبلغ المساحة المنزرعة بالزيتون في العالم 9 ملايين هكتار، و98% منها في منطقة حوض البحر المتوسط. يضع مصر في المركز الثالث عالمياً لإنتاجه.. ويوفر صادرات ب10 مليار جنيه وزير الزراعة: نستهدف زراعة 100 مليون شجرة.. والبداية ب57 مليونا علي مساحة 750 ألف فدان بالأراضي الجديدة وبعد أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي لتدشين المشروع القومي لزراعة أشجار الزيتون، تحاول "آخرساعة" في السطور التالية، تحديد حجم المساحات المستهدف زراعتها بالزيتون، والمدة الزمنية التي سيتم خلالها تنفيذ المشروع، وتجيب علي الكثير من الأسئلة.. يقول الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن المساحة المنزرعة بالزيتون زادت من خمسة آلاف فدان في نهاية السبعينيات إلي أكثر من مائة ألف فدان في نهاية التسعينيات ويرجع ذلك إلي تفوق نمو شجرة الزيتون بمناطق الاستصلاح الجديدة عن باقي محاصيل الفاكهة الأخري خاصة تحت ظروف الجفاف والملوحة وتباين أنواع التربة ونظرا لوجود مناطق استزراع جديدة لاتصلح إلا لزراعة أشجار الزيتون نتيجة لارتفاع ملوحة مياه الري والتربة لذلك من المتوقع استمرار الزيادة السنوية في المساحة بمعدل خمسة آلاف فدان سنويا وطبقا لإحصائيات قطاع الشئون الاقتصادية بالوزارة تبلغ المساحة المنزرعة عام 2000 108 آلاف فدان منها 3.37 ألف فدان مثمر ومتوسط إنتاج الفدان 3.8.طن فقط. ويضيف هلال، أن مشروع أغصان الزيتون السبعة الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي سيتم تنفيذه فورا في سبع مناطق حيوية وهي شمال سيناء 15 مليون شجرة جنوبسيناء 2.4 مليون شجرة طريق مصر الاسماعيلية (شمال الصالحية 5.8 مليون شجرة). طريق مصر الاسكندرية شمال وادي النطرون النوبارية 21.8 مليون شجرة الساحل الشمالي حتي مرسي مطروح 5.8 مليون شجرة) سيوة والواحات 20.8 مليون شجرة أول طريق الصعيد الفيوم بني سويف5.8 مليون شجرة.. علما بأن كل غصن من الأغصان السبعة للمشروع يمثل 10 آلاف فدان تضم زراعات الزيتون بالإضافة إلي مصانع للتخليل والزيوت والأعلاف اعتمادا علي مخلفات الصناعات من العصارات لافتا إلي أن المشروع يدار بالكامل من خلال الطاقة الشمسية وهناك تنسيق وتعاون بين وزارات الصناعة والإسكان والزراعة. ويؤكد الوزير، أن المشروع الجاري تنفيذه الآن يهدف إلي إقامة مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة بالصحراء تعتمد علي زراعات وصناعات الزيتون من أجل التصدير بما يحقق طموحات الشباب المصري من خلال توفير فرص عمل في المجال الزراعي والصناعي مع توفير مقومات حياة كريمة سكنية تعليمية صحية ثقافية ترفيهية. ويستطرد قائلاً، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي له رؤية ثاقبة حيث أوصي بسرعة تنفيذ هذا المشروع العملاق والذي سوف يضع مصر في المركز الثالث عالميا في مجال إنتاج زيتون المائدة بعد اسبانيا وإيطاليا ويتيح صادرات تتعدي عشرة مليارات جنيه سنويا ويعد ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة بإقامة مجتمعات عمرانية جديدة ومتكاملة قائمة علي النشاط الزراعي، بالإضافة إلي توفير 980 ألف فرصة عمل جديدة للشباب (زراعة صناعة تجارة)، والمستهدف هو زراعة 100 مليون شجرة زيتون وسوف تكون البداية 75 مليون شجرة علي مساحة 570 ألف فدان من الأراضي الجديدة. ولفت وزير الزراعة إلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب بإنجاز المشروع خلال مدة لا تزيد علي ثلاث سنوات فقط والاهتمام بصغار المنتجين والمصنعين وتطوير صناعات الزيتون في مصر والتوعية بأهميته.. لذلك صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة إرشادية من المعاهد البحثية لبحث مشاكل المزارعين المهتمين بزراعة الزيتون وتقديم الحلول والارشادات الزراعية السليمة ووضع خريطة صنفية للزيتون وتجميع كافة البيانات علي مستوي الجمهورية من خلال مركز معلومات متخصص للانطلاق بشكل علمي نحو تنمية هذا القطاع. من جانبه، قال فضيلة الشيخ أسامة القوصي، من علماء الأزهر الشريف، إن الله تعالي لا يقسم بشيء إلا وله قيمة كبيرة حيث قال في قرآنه العظيم «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ» وقال سبحانه وتعالي أيضا «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِين» والمقصود هنا هي شجرة الزيتون وهي شجرة مباركة منذ آلاف السنين وتنبت في سيناء والأماكن الجبلية مثل الساحل الشمالي فلسطين الشام وكذلك بلاد حوض البحر المتوسط والدهن عند العرب قديما هو الزيت و«صبغ للآكلين» والصبغ هو الإيدام (الغموس) ومن عظمة الله تعالي فإن زيت الزيتون طعام ودهان فهو غذاء للجسم من الداخل وكذلك دهان من الخارج لترطيب الجلد أو البشرة خاصة إذا كان هناك جفاف في الجلد وأيضا مفيد للشعر وكان في الماضي ونحن صغار كانت أمهاتنا تشتري زيت الزيتون لتضعه لنا علي الشعر وكان يعطي الشعر لمعة ومرونة وزيت الزيتون من الزيوت الغنية بالمواد الغذائية. ويضيف فضيلة الشيخ الدكتور أسامة القوصي أن زيت الزيتون مفيد لفروة الرأس والوقاية من الصلع وترطيب وتقوية ولمعان الشعر كما أن تناول زيت الزيتون صباحا علي «الريق» يلين المعدة والتخلص من الإمساك وحماية الكبد لمرضي فيروس سي وعلاج لأمراض الشيخوخة وقد أثبتت دراسة علمية أن زيت الزيتون يساعد علي زيادة الحمية الجنسية عند الزوجين. بينما يقول الدكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة، عميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، إن زيت الزيتون له فوائد كثيرة وعظيمة فإن تناول زيت الزيتون من خلال إضافته علي الجبن أو السلاطات يقي الجسم من أمراض كثيرة خاصة أنه يقلل الكوليسترول في الدم وبالتالي يساعد علي علاج ضغط الدم المرتفع نظرا لاحتواء زيت الزيتون علي الأحماض الدهنية من نوع الأوميجا 3.. كما أن زيت الزيتون يقلل من الإصابة بالجلطات الدماغية لدي كبار السن كذلك يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدي النساء بالإضافة إلي مقاومة مرض سرطان الثدي حيث يحتوي علي مواد كيميائية نباتية. وهناك دراسات أكدت أن قدماء المصريين أول من استخدموا زيت الزيتون في إضافته للأطعمة وكذلك استخدامه في تدليك البشرة لتنظيفها بدلا الصابون الذي كان غير موجود في هذه الأوقات، كما يستخدم زيت الزيتون في مستحضرات التجميل المثالية نظرا لقدرته علي علاج جفاف الشفايف وتشقق الجلد كما يرجع الفضل لزيت الزيتون في صناعة الصابون الجيد حيث أول صابونة في العالم صنعت من الزيتون ولايزال حتي الآن يعد عنصرا أساسيا في صناعة الصابون.