تعودت من زمن ، الهروب إلي مدينتي الفاضلة ، وهي الكتابة للأطفال لأحقق توازني النفسي .. بمتعة ممارسة حرية التحليق في سماوات مشرقة ونظيفة، مع مشاهير فناني رسوم الأطفال رؤوف عياد وبهجت وحجازي وإيهاب شاكر ومحسن رفعت .. ولاحظت فيهم سلوكا ثابتا ، لا يزال يحيرني ويدهشني ، وهو أنهم لايمكن يشتموا!!.. ولا حتي شتيمة الدفاع عن النفس في اشتباك المرور المزمن!!.. بررت سلوكهم بأنهم فنانون وارتحت .. حتي أهداني أحمد مجاهد، رئيس قطاع بوزارة الثقافة، موشحا في الذمم منذ عام، ينافس به قريحة جرير والفرزدق، ظنا منه أني أقصد شخصه في نقد سلوك معيب للوزارة في حق المؤرخ السينمائي أحمد الحضري .. فتجاهلت عصبيته، لحداثته ، وشدة طموحه لمنصب الوزير.. ولم أنشر الإيميلات التي وصلتني عن فساد مالي في قطاع الأطفال.. وتمر الأيام ياسادة يا كرام، وتظهر أزمة لوحة زهرة الخشخاش ونفاجأ بسلوك مشابه في تبادل الاتهامات مابين وزير الثقافة ووكيلها محسن شعلان .. وعشنا نتابع أقوي مسلسل رمضاني عن مين الغلطان، والمهمل، وفين اللوحة .. انتهي بدخول شعلان السجن شهرين ، وخروجه ليتبادل قذائف الغضب والعصبية مع الوزير ، في صفحات كاملة من استعراض الأنا، لا تعني القارئ .. ولم نفهم منها إلا تهديد الطرفين بكشف المستور، الوزير أعلن »احنا شايلين عنه بلاوي كتير«.. وشعلان أعلن أن اللوحة المسروقة " زبالة فنيا"، وأنه ضحية وكبش فداء.. وهنا تبدل غضب الوزير وعناده، واستقبله في مكتبه وتبادلا الصفح والتقدير، ومنح المتهم فورا منصب مستشار في أعلي فئة بالوزارة، مع أن التحقيقات مستمرة !! .. وخمد الكلام عن اللوحة وعن الإهمال ، وعن المستور،.. ياسبحان الله !!.. الغريب أن هذا الموقف له سابقة قديمة مشابهة، عندما وافق علي أبوشادي علي طباعة كتب أثارت زوبعة ، وهددت إقالته، فلما هدد بكشف المستور، ورفض اتخاذه كبش فداء، كوفئ برئاسة مناصب مهمة في الوزارة!! .. ياتري إيه هو المستور والمستخبي في قطاعات وزارة الثقافة.. ولماذا يصاب كل مسئول فيها بالعصبية أو النرجسية ، ويشعر أن علي رأسه بطحة ؟