لا شيء تغير تقريباً. السفاح هو السفاح, ومن يقفون وراءه هم أنفسهم, والمتفرجون هم المتفرجون. الضحية هي الضحية, والخونة هم الخونة, والمشهد تقريباً هو نفسه ثابت لا يتغير.بدليل أنني في صيف ملتهب كهذا, منذ 24 عاماً, وعلى وجه التحديد في أواخر يوليو أو أوائل أغسطس 1982, عندما اجتاحت جحافل الصهاينة لبنان, كتبت هذه الأغنية (الأرض بتطرح أطفال). قام بتلحينها صديق طفولتي الموسيقار عمار الشريعي. وعلى امتداد الوطن العربي, تغنت بها الفنانة فردوس عبد الحميد. غنيناها مع المقاومة تحت قصف القنابل. بل إن بعض العرب في المهجر قاموا بترجمتها إلى العديد من اللغات على نفس اللحن. الآن, أكتشف أنها تعبر عن الوضع الحالي بالضبط. كأن الزمن لا يمضي. كأن الجرح لا يندمل. فهل هناك من يغني الآن لجيل آخر يسرقون هذه المرة أيضاً طفولته؟ أم أنهم محرومون حتى من هذا؟