دعوات كثيرة من شخصيات ومنظمات إسلامية تدعو الأمة إلي أن تستغل موسم الحج كمناسبة دينية عالمية لتصفيف صفوفها وتوحيد كلمتها وتعاضد عزيمتها لتفسح لنفسها مجالا ومكانا بين عالم لايعرف إلا القوة ولا يعترف إلا بوحدة الأمم.. منذ أيام دعا رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي إحسان الدين أوغلو إلي ضرورة تعاون الأمة وخاصة في مجالي الزراعة والعمل، كما دعا رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أبناء العراق وأفغانستان إلي نبذ التطرف والخلاف المذهبي وإعلاء شأن الوطنية والمصلحة العامة للشعب. في نفس السياق نادي أمين عام رابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي علماء الأمة وحكماءها إلي سرعة الاجتماع علي هدف واحد وكلمة سواء وقدم بنفسه مؤتمر مكةالمكرمة الذي ينعقد كل عام قبيل وقفة عرفات بأيام قليلة مقدمة هدية للعلماء والحكماء يطرحون آمالهم وقضاياهم وأمنيات شعوبهم في جو من الروحانيات يضمن سلامة القلوب وصدق النوايا.. بقي دور الشعوب والقيادات الرشيدة تنادي الشعوب في حكمائها هلموا إلي نداء الله: »وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا« وعلي الحكماء أن يستمعوا إلي صوت الشعوب أصحاب المصلحة أولا.. فمن غيرهم يكتوي بنار الفرقة وتفجيرات المذهبية والعصبية البغيضة وفي العراق وأفغانستان ولبنان ألف شاهد.. إن وقفة عرفات التي تستقبلنا كل عام تمثل نموذجا رائعا لإمكانية هذه الوحدة، في الطواف تلتحم الأكتاف وتتداخل الألوان وتتلاشي المذهبية تماما وتنتظم الصفوف بشكل بديع يعجز عن تنظيمها بهذه الروعة أعتي دول العالم ذلك لأن الله هو المنظم.. فهل نستفيد منها؟ وهل يصبح مؤتمر مكة موازيا ومساعدا لمؤتمرات القمة التي كثيرا ما تفشل بسوء القصد والنوايا، شعوب الأمة تنتظر تحركا رسميا من العلماء أولا والرؤساء والملوك ثانيا لاستغلال موسم الحج في مكة أرض الله الحرام في شهره الحرام لاجتماع علي كتاب الله وندائه بالوحدة لعلنا نخرج بأمتنا من النفق المظلم في عالم ثالث ورابع وخامس .. نخشي أن يتدحرج بقوة فيستقر به المقام في القاع.