قد يحتار البعض عند اختيار نوعية أرضيات منزله، نظراً لكونها أحد العناصر الديكورية المكملة لصورة المنزل الأساسية، وهنا ينصح خبراء الديكور باختيار الأرضيات الخشبية، لاسيما أرضيات "الباركيه" الطبيعي، لأنها تشكل عنصراً جمالياً أساسياً في معايير تقييم جمال المكان، فضلا عن كونها تمنح دفئا وحيوية بين أرجاء الغرف، وتعطي انطباعاً عاماً للزائرين برقي المنزل، وتلك مزايا تجعل دقات القدم علي خشب الباركيه لها سحر خاص، لينطبق عليها المثل القائل "الرِجل تدب مطرح ما تحب". وتتميز أرضيات الباركيه عامة بخاصية امتصاص الضوء، ما يجعلها تتماشي بشكل أخاذ مع أثاث الغرفة لتشكل بذلك عنصرا جمالياَ يمثل إضافة رائعة للمكان، حيث يقول مهندس الديكور أيمن تهامي ل"هي" إن أرضيات الباركيه الطبيعي تستمد رونقها من تعدد تصاميمها وأنواعها، موضحاً أن لكل نوع استخدامه علي حدة، فأرضيات الباركيه المصنوعة من خشب السنديان يتم تشكيلها علي صورة ألواح متقابلة ومتدرجة من اللون البني المشوب بحمرة خفيفة، وهذا النوع يمكن استخدامه وتطويعه في غرفة الصالون حيث يطغي عليه طابع الثراء اللوني. أما أرضيات الباركيه المصنوعة من خشب الزان فعادة تستخدم في غرف النوم لأنها تتحمل الأوزان الثقيلة لقطع الأثاث التي يصعب تحريكها أو نقلها من موضعها بصورة يومية مثل الدولاب أو السرير، وتتميز في الوقت ذاته بألوانها الداكنة وخطوطها المستقيمة ويزيد من أناقتها بروز عروق الخشب بصورة منتظمة بين ألواحها، ما يعطيها رونقا مميزاً. بينما يتميز الباركيه المصنوع من خشب السرو بألوانه الهادئة ويمكن استخدامه في غرف الطعام والاستقبال وكذلك غرف الأطفال، فهذا النوع تحديداً يحتفظ بالحرارة في فصل الشتاء فيعطي جوا من الدفء والحميمية داخل الغرفة. ويشر تهامي إلي أن البعض قد يفضل استخدام أرضيات الباركيه الاصطناعي الذي يتكون من 40 % من الخشب الطبيعي والباقي ألياف اصطناعية متجانسة رغم أنه قد يكون أقل فخامة من الباركيه الطبيعي، فهو يعد أكثر عملية كونه لا يتطلب عناية خاصة مثل الأخير، حيث إنه مقاوم للخدوش والمياه والصدمات، وغالبا يتراوح سمك مقاساته بين 6 إلي 12 مليمتراً، وينبغي لصق هذا النوع في درجة حرارة دافئة للغرفة تتراوح ما بين 30 إلي 35 درجة مئوية حتي تتمدد طبقاته الخارجية ليتم تركيبه بشكل صحيح، فإذا تم تركيبه في درجات حرارة منخفضة يؤدي ذلك إلي انكماش طبقاته الخارجية ثم تمددها بعد عملية التركيب، ما يُحدث اعوجاجا في حوافه. وينصح تهامي باستعمال أرضيات الباركيه في الغرف التي لا تصلها الشمس بطريقة مباشرة أو استعمال ستائر تحجب ضوءها عن أرضية الغرفة، كون الشمس تتسبب في تغيير ألوانه وانطفاء بريقها علي المدي البعيد، وذلك بالتوازي مع اتباع خطوات خاصة لتنظيف خشب الباركيه الطبيعي عبر استخدام قطعة قطنية غير مبللة لتنظيفه يوميا لتجنب نمو الفطريات بين الفواصل الخشبيه التي تربط بين قطع الباركيه، وأيضاَ لتجنب تراكم الأتربة والسوائل التي تعد عاملاَ أساسياَ في فقدان الباركيه لرونقه.