تعد اضطرابات الغدة الدرقية من أكثر الأمراض التي تؤرق السيدات، كونهن الأكثر عرضة للإصابةِ بها. وتكمن مشكلتها الأساسية في تأثيرها المباشر علي العديد من الوظائف الحيوية للجسم، أهمها وظيفة التمثيل الغذائي وحرق الدهون، ما يؤدي إلي الإصابة بالسمنة والزيادة المفرطة في الوزن وما يترتب عليها من مشكلات ضعف الخصوبة وعوائق الإنجاب، يزيد ذلك من أهمية اتباع نظام غذائي مناسب للتخلص من اضطرابات الغدة الدرقية. يؤكد أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء في الأكاديمية الطبية العسكرية، الدكتور أشرف السعيد أن مشكلة اختلال عمل الغدّة الدرقية تتمثل في قصور أو زيادة وظائف الغدّة، ولكلتا الحالتين طبيعة مختلفة تتطلب نظاماً غذائياً وتدخلا طبياً معيناً لتنظيم إفراز الهرمونات. يتابع: قصور وكسل وظائف الغدة الدرقية يحدث بعجزها عن إفراز المعدّل الطبيعي لهرمون "الثيروكسين" الذي يعتمد عليه الجسم لتمثيل المواد الغذائية في الدم، وتظهر أعراض ذلك بتضخم الغدة الدرقية والزيادة غير المبررة للوزن، والتي تؤثر بشكلٍ كبير علي قدرة الإنجاب، فعند السيدات يمكن أن تترسب الدهون علي المبايض ما ينتج عنه ضعف عملية التبويض. وفي هذه الحالة يجب أن تتجنب المريضة تناول الأطعمة المشبعة بالدهون لأن معدلات الكولسترول لديها أيضاً تكون مرتفعة، مع ضرورة تناول الطعام الصحي والحد من النشويات والسكريات قدر الإمكان، وأنصح دائماً باستخدام زيت الزيتون والمواد الغنية بمضادات الأكسدة والزيوت التي تحتوي علي "أوميجا 3". أما بخصوص مشكلة نشاط الغدة الدرقية فيوضح الدكتور أشرف أنها تحدث بإفراطها في إفراز الهرمونات وقد تحدث بسبب وجود التهابات معينة بالغدة، ويعد نقص مادة اليود في الجسم من أهم الأسباب التي تؤدي إلي زيادة نشاط الغدّة الدرقية، وعليه يجب الإكثار من تناول الأطعمة التي تحمل اليود ومن أهمها الأسماك البحرية، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك العديد من المواد الغذائية التي تحد من امتصاص الجسم لليود، وبالتالي تسهم في اضطراب الغدة الدرقية وزيادة نشاطها. وهي المواد المحتوية علي الأحماض الأمينية الكبريتية مثل الكرنب والقرنبيط، وبالتالي لا يجب الإكثار من تناول محشي الكرنب في هذه الحالات.