دون التقيد بالرسميات، وبعيداً عن الخطابات المُعدة مُسبقاً.. بحُرية وعفوية خرجت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي المُشاركين في فعاليات المؤتمر الاقتصادي العالمي، لتدخل قلوبهم وقلوب المصريين جميعاً، كعادته في كل حديث يوجهه للشعب. كلمة الرئيس، شهدت بداية غير متوقعة، عندما طالب الشباب المُنظمين للمؤتمر بالحضور إلي منصة الكلمة، قائًلا: "أنا مش هتكلم غير لما الشباب يطلعوا جنبي"، وسارع الشباب بالوقوف مع الرئيس السيسي، والتقطوا معه صور "سيلفي"، وأدار حوارات معهم، وسلّم عليهم جميعاً، وقالوا له: "بنحبك ياريس"، وتسبب تصرف الشباب مع الرئيس في حدوث تصفيق حاد من الحضور، وتعالت الضحكات، وخاطب الرئيس الشباب، مُداعباً: "كفاية صور بقي عايزين نتكلم". وبدأ الرئيس كلمته قائلاً: "هما مجهزين كلمة كالعادة، لكن أنا عايز أتحدث إليكم بحديث رتبته أنا بنفسي لكم، في البداية أنا عايز أرحب بكم جميعاً، وأوجه لكم كل التحية، وأقول لكم شكراً جزيلاً علي حضوركم وتواجدكم معانا هنا في المؤتمر، أنا عايز أكلمكم عن بلادي مصر، لأن فيه ناس كانت افتكرت أن بلادي مصر ماتت، لكن أنا بقول لهم لا، مصر دي بلد ربنا خلقها عشان تعيش.. من 7 آلاف سنة مصر كانت موجودة وعلمت الدنيا كلها وقدمت الحضارة للعالم كله.. والكلام ده موجود في كتب التاريخ وبيدرس في العالم كله". تابع: "وبعدين تعالوا نتكلم من 150 سنة فقط سنة 1862، كان فيه بعثة من دولة عظيمة جداً حضرت مصر عشان تشوف الدولة العظيمة دي أصبحت عظيمة إزاي، الدولة دي كانت اليابان حضرت عشان تشوفنا، إحنا مين وإحنا إزاي، سنة 1862 جاءت أيضاً بعثة من دولة كوريا، وأنا مش هتكلم ليه مصر مكملتش، لكن أنا بس بفكر نفسي وافكر المصريين وافكر العالم وبقولهم إن الدولة دي تستيقظ الآن". هُنا ردد الحاضرون: "تحيا مصر"، وظل يردد معهم الرئيس السيسي: "تحيا مصر"، ثم هتف الحضور: "تحيا السيسي"، فقاطعهم الرئيس قائلاً: "لا.. تحيا مصر محدش تاني"، "تحيا مصر بشعبها" "مصر بشبابها" ، "مصر اللي فيها 35 مليون شاب"، وقال: "طب أقول أكتر.. مصر فيها من سن 40 حتي يوم، أكتر من 65 مليون إنسان، فهي مصر بشعبها، هي اللي علمت الدنيا، وإن شاء الله هتعلمها مرة تانية"، "عشان كده بقول إن مصر مبتموتش.. صحيت وهتصحي". وقال: "أنا كنت هتكلم عن الوقت وأهميته.. وكنا بنتكلم مع الشركة اللي هتنفذ العاصمة الجديدة، وقالت إن المشروع هيتنفذ في 10 سنين المرحلة الأولي تقريباً"، وأنا قلت: "لا مش هينفع"، "لكن ليه أنا قلت مش هينفع، لأن خلال 10 سنين هنكون زدنا 26 مليون إنسان تقريباً، والعاصمة الجديدة كلها هتاخد 5 أو 6 مليون، عشان كده بأكد أن الوقت حاسم، وكل كلامي للشركات والمسئولين إنه من فضلكم أنا مستعجل"، و"أنا مستعجل عشان إحنا متأخرين أوي، وعشان كده إما بمد أو أجري، والحقيقة أن الجري مش هيكفي"، و"أرجع أقول إن إحنا محتاجين نتحرك بسرعة أكثر". أَضاف: "وهعطي مثال لشركتين هقول أسماءها.. أنا كنت مع رئيس شركة سيمنس وبيقول هيعمل محطة للطاقة 4200 ميجا خلال 36 شهر، فقولتله ممكن يبقي سنة ونصف، قال ده تحدي، لكن ممكن"، فقلت له: "يبقي إحنا عايزينها في سنة ونصف فقط"، "طب ليه إحنا عايزينها بسرعة كده، لإنه الكلام ده لكل المصريين والمستثمرين الأجانب والمصريين، إذا كنتم عايزين تساهموا بجد في تنمية هذا البلد، لابد أن إحنا نشتغل الليل والنهار، فمصر تحتاج من 200 إلي 300 مليار دولار للتنمية". تابع: "النقطة التانية من فضلكم التكلفة المالية راعونا فيها شوية"، و"الكلام ده بقوله لكل مُستثمر جاي يساعدني، من فضلك قلل هامش الربح شوية لأن أنا محتاج ده منك دلوقتي، وبالمناسبة أنا طلبت من هذه الشركة تخفيض التكلفة المالية، وقالوا لي ممكن". أضاف: "الكلام ده بقولوا لأننا عايزين نبني بلدنا، وعايزين ندي أمل حقيقي للناس، وفي سبيل ده إحنا ممكن نعمل أي حاجة مشروعة"، و"الحقيقة هما أعطوني رقم هائل لدرجة أن وزير الكهرباء قال لي خلاص هجيب كل الناس عندك"، و"الحقيقة إن هما بيعملوا ده خاطر لمصر قبل أي حد تاني"، و"أنا قلت لهم بعد كده ممكن المحطة تبقي 3 قالوا ممكن، إحنا بنتكلم عن 13 ألف و200 ميجا كهرباء يضخوا في الشبكة المصرية خلال سنة ونصف فقط من شركة واحدة، عشان المستثمر الموجود وجاي يعمل شغل يجد طاقة ليه، وكمان عشان الشعب المصري يلاقي الكهرباء، وما يفضلش يعاني من الانقطاع دائماً، والحقيقة إن ده جزء صغير من الشغل اللي تم". ووجه الرئيس الشكر أيضاً إلي رئيس شركة جنرال إلكتريك، وقال: "وافقت الشركة علي رفع كفاءة المحطات الحالية لزيادة الإنتاج 750 ميجا خلال 8 أشهر فقط بدل 24 شهرا. تابع: "أنا فاوضت علي مد فترات السداد إلي 12 سنة بدل 7، وتمويل تلك المحطات والمشروعات التي قد تصل إلي 6 مليارات يورو كلها ممولة من الدولة الألمانية، وتوفير تلك الدول التمويل لشركاتها لإقامة مشروعات في مصر، ومصر لا تنسي من يقف إلي جوارها في مثل هذه الظروف". السيسي، دعا الدول المتقدمة في أوروبا والأمريكيتين إلي جانب الصين إلي المساهمة في بناء مصر من خلال مشروعات بتمويل مريح لشركاتهم للاستثمار في مصر علي المدي الطويل، وقال: "المصريون ملتزمون بسداد قيمة المشروعات وهذا أمر لا يقبل الشك". ووجه الرئيس الشكر إلي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مبديا تطلعه إلي زيارة ألمانيا، وأنه تلقي دعوة كريمة منها لزيارة بلادها، كما وجه السيسي التحية لصاحب الدعوة للمؤتمر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين، مؤكدا أن فكرته مازالت حية ولن ينساها المصريون. ووجه الرئيس الدعوة لجميع الشركات والمستثمرين لحضور المؤتمر مجددًا، واعدا بأن تشهد شرم الشيخ عملية تطوير كبيرة حتي يحل موعد مؤتمر العام المقبل، وقال إن مصر تسعي لإقامة محافظات ومدن جديدة، منها العلمين ورفح الجديدة والإسماعيلية الجديدة، إلي جانب مشروعات المليون فدان، إلا أن كل هذا يحتاج إلي أموال وجهد كبيرين. أضاف، أن حضور المؤتمر تسببوا في فرحة الشعب المصري، مشيراً إلي أن المؤتمر حظي بمتابعة المصريين لحظة بلحظة، وقال: "الشعب المصري استطاع تحقيق التغيير سواء في يناير 2011 أو 30 يونيو 2013، وأردف: "حتي أكون منصفا فلو أرادوا التغيير مرة أخري سيقومون بالتغيير، ولكن أنا لن أنتظر حتي يحدث هذا أبداً". وقال: "هذا الشعب المصري العظيم أحبه وأحترمه وأخاف عليه، وهذا ليس مجرد كلام، فالمصريون يسعون لتكون مصر قد الدنيا". وجدد الرئيس شكره للشركات التي وقعت عقودا لإقامة استثمارات في مصر، ووجه السيسي كلمته للمصريين، وقال: "المستثمرين حضروا إلي مصر من أجل المصريين، وفعاليات المؤتمر كانت رسالة للعالم كله، وأطالب المصريين بمضاعفة العمل خلال الفترة المقبلة والتعاون مع بعضنا البعض". وفي نهاية حديثه، قال: "المؤتمر الاقتصادي ذراع مصر ولكن باقي الجسد لابد أن يتحرك معه"، داعياً إلي العمل من أجل مصر ووجه الشكر للجميع باسمه وباسم الشعب المصري، مختتماً: "تحيا مصر".