حركة شعارها "لا لأسلمة أوروبا". تعادي كل ماهو عربي مسلم، والغريب أن شعبية الحركة تزداد يوما بعد يوم، رغم أنها ولدت في مدينة ألمانية صغيرة علي يد رجل مثير للشكوك. وبعد أن كانت مظاهراتها تجمع العشرات، أصبحوا يتعدون مئات الآلاف يخرجون بشكل دوري في عدد من المدن الألمانية تزامناً مع موجة الكراهية الطاغية ضد الإسلام التي انتشرت بعد حادثة شارلي إبدو في فرنسا.. لتنتقل مظاهرات الحركة ومؤسسها الذي يشبهونه بهتلر أوروبا الآن إلي الكثير من المدن الأوروبية.. وآخرها لندن. عنصريتها أبعدت الكثيرين عنها لكن ازدياد الإرهاب يخدم أهدافها «بيجيدا».. ظهرت في أكتوبر من العام الماضي فقط.. في مدينة «دريسدن» الألمانية.. علي يد مؤسسها لوتز باخمان. وهي جماعة يمينية متطرفة، نجحت رغم ذلك في جذب العديد من المحافظين الألمان. مع مجموعات متفرقة ومتنافرة أخري شملت: بعض النازيين الجدد. ومثيري الشغب من مشجعي الكرة. وفي بيانها التأسيسي قالت الحركة في 19 نقطة إنها تعارض التطرف الإسلامي الوافد للبلاد. التي تضم أكثر من عشرة ملايين مسلم. مابين عربي، وغير عربي، وأنها تطالب بحماية الثقافة اليهودية المسيحية. التي قامت عليها الدولة الألمانية، وأنها مثلها مثل حركات متطرفة أوروبية أخري. أبرزها: حركة الجبهة الوطنية لماري لوبان في فرنسا، تعارض استقبال القارة العجوز بصفة عامة، وألمانيا بصفة خاصة، للاجئين. خاصة هؤلاء القادمين من بلدان الشرق الأوسط. وتطالب بتغيير شامل لقوانين الهجرة المتساهلة، التي تسمح بوجود نحو 200 ألف لاجيء علي الأراضي الألمانية سنويا. والحركة العنصرية، الكارهة لكل ماهو أجنبي، فرضت نفسها، فوق الأرض وركزت أساسا علي شعارها المختصر وهو: ضد أسلمة أوروبا. ومنذ نهاية العام الماصي، تنظم العديد من الفعاليات، والمظاهرات. مساء كل يوم اثنين أسبوعيا، وبدأت بنحو 350 مشاركا فقط في 20 أكتوبر الماضي، وزادت الأعداد. بعد هتافاتها المدوية المناهضة. لكل ماهو مسلم ومهاجر. وبعد تصاعد الإسلاموفوبيا. أي ظاهرة الكراهية لكل ماهو مسلم في أوروبا، وبعد حادثة شارلي إبدو الشهيرة، في فرنسا. إلي مايقارب ال 25 ألف متظاهر ثم 35 ألفا، ووصلت مؤخرا لنحو 2.5 مليون متظاهر. في داخل ألمانيا، وفي عدة تظاهرت. في توقيت واحد! ومؤخرا تم اتهام مؤسسها باخمان بالتحريض علي العنف، وظهر في صفحته الخاصة علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وهو يضع الشارب الشهير بالزعيم النازي: هتلر، وهو مادعا معارضيه لإطلاق عليه لقب: «هتلر الجديد» عليه، وطالبوا بمحاكمته بالنازية، وهي تهمة في ألمانيا، تؤدي بصاحبها للسجن، وبالفعل تقدم الرجل باستقالته من الحركة. ثم تبعه عدة كوادر بالحركة، من بينهم: كاترين أورتيل 37 عاما ورأي البعض أنه بداية تصدع للحركة العنصرية، بينما رأي آخرون أنه مجرد مناورة، حتي تهدأ العاصفة المثارة ضدها. و«باخمان» المثير للجدل وللشبهات والمؤسس لما يسمي بحركة «أوروبيون قوميون أو وطنيون ضد أسلمة الغرب»، أو مايعرف اختصارا ب «بيجيدا» الذي يري أن أوروبا. ستشهد ربيعا، تماما مثل الربيع العربي، وعمره لايتجاوز ال 42 عاما. لايبدو الشخص المناسب. للحديث عن أي قيم أو مبادئ، كما تؤكد «ذي ييلد» الصحيفة الألمانية، واسعة الانتشار. ففي عام 1998. حكم عليه بالسجن لسنوات بتهمة السرقة، وهرب قبل تنفيذ الحكم عليه إلي جنوب أفريقيا، وبالفعل وصل لمدينة كيب تاون وهناك افتتح ملهي ليليا، وأقام هناك لمدة عامين.. قبل أن يتم القبص عليه وترحيله لألمانيا، حيث قضي عامين في السجن. وبعدها تم الإفراج المشروط عنه. قبل أن يعاد القبض عليه مرة ثانية، في مدينة دريسدن، بتهمة حيازة الهيروين، وهذه المرة. تم الحكم عليه، بثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، ورغم ذلك، استمر في مسيرته، وأسس الحركة، مع متطرفين.. ومع من يماثلونه طبقيا، حيث إنه ابن جزار، محدود التعليم. والثقافة وانتهز كره الألمان للنخبة، وللأحزاب السياسية التقليدية، مع تعاطف ملحوظ، لمتعصبي كرة القدم. خاصة في مدينته دريسدن. كما أنه.. وأمثاله المتطرفين. انتهزوا موجة العداء للإسلام والمسلمين، خاصة مع الأخبار الواردة يوميا عن فظاعات ومذابح «تنظيم داعش» والتصاعد الملحوظ. لتأييد اليمين المتطرف. حيث نشرت مجلة «شتيرن» الألمانية في يناير الماضي. استطلاعا للرأي، أكد أن شخصا واحدا، من كل 8 أشخاص ألمان، مستعد تماما. للمشاركة في أي مسيرة مناهضة للإسلام، إذا ما تم تنظيمها داخل مدينته. أي أن نسبة 13 في المائة من الألمان هم مع «بيجيدا»! وهو مؤشر خطير، لتزايد المؤيدين، لتغيير قوانين الهجرة، وفي ظل ارتفاع عدد اللاجئين من سوريا وأريتريا وغيرهما، من البلدان التي تعاني من حروب أو أزمات. ومن هنا تطرح «بيجيدا» نفسها، كبديل للأحزاب التقليدية، في ألمانيا والسويد، وحتي فرنسا وبريطانيا، وتكسب أرضية جديدة، يوما بعد يوم. في بلدان أوروبية مثل: بلجيكا والنمسا وهولندا، حيث توجد جاليات عربية ومسلمة بالملايين، يعتبرهم أنصار «بيجيدا» مجتمعا أوروبيا موازيا. ومخالفا لتعاليمه وشريعته. لكل القيم والمثل والمبادئ والأسس، التي قامت عليها القارة العجوز حسبما يرون !