أحببنا عبلة كامل في بداياتها عندما شاهدناها في المسلسل التليفزيوني »لن أعيش في جلباب أبي« أمام نور الشريف والذي أدت فيه زوجة عبدالغفور البرعي.. وكنا ننتظرها كل يوم لنستمتع بأدائها وتلقائيتها الأقرب إلي الطبيعة.. هذا الدور الذي منحها جواز المرور إلي قلوب الناس. وأذكر أنه بعد انتهاء المسلسل الذي أعجب به كل المشاهدين أننا دعوناها ونور الشريف للقاء في جمعية كتاب ونقاد السينما.. أول مرة ألقاها علي الطبيعة لا تتمتع بمواصفات النجمات.. هادئة خجولة تذكرني بطالبات المدارس زمان.. لا تتجمل أو تضع ماكياجا مثل كل الممثلات اللاتي يظهرن بمكياج »أوڤر« حتي وهن نائمات في مستشفي أو إصابتهن بحادث كما تشعر بأنها أختك أو ابنتك. ❊ ❊ ❊ كانت الجلسة حميمية.. تحدثت عبلة عن نفسها وبداياتها.. كما أثني نور الشريف علي أدائها الرائع.. فأسند إليها دور البطولة أمامه في مسلسل »عمر بن عبدالعزيز«. قال لي نور الشريف وقتها »كانت« عبلة مرعوبة من الدور لأنها لم تمثل من قبل دورا باللغة العربية الفصحي.. لكني شجعتها.. وكنت واثقا أنها ستؤدي الدور بنجاح.. وفعلا نجح المسلسل الثاني مع نور الشريف. وكتبت وقتها تحت باب »عزيزي« علي هذه الصفحات أثني علي أدائها المتميز.. كما كتب معظم النقاد.. واتصلت بي »عبلة« تليفونيا تشكرني فقلت لها لا تشكريني بل أنت تستحقين ذلك.. ونحن الذين نشكرك لاستمتاعنا بك. ❊ ❊ ❊ لم تكن عبلة كامل بطلة في السينما في البداية.. ولكنها كانت تقوم بالأدوار الثانية مثل أدوارها في »هستيريا« مع أحمد زكي وإخراج عادل أديب، ودورها في »عرق البلح« لرضوان الكاشف، أيضا في فيلم »يوم مر.. ويوم حلو« مع فاتن حمامة حيث قامت بدور واحدة من بناتها لم تكن أدوار بطولة لكنها كانت ناجحة جدا.. وكانت أول بطولة سينمائية لها مع محمد سعد في فيلم »الليمبي« فقد كانت تقوم بدور أمه وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا. ❊ ❊ ❊ واستثمارا لهذا النجاح فلماذا لايحول المنتجون »الليمبي« إلي امرأة »الليمباوية«.. لكن مين يقدر علي »الليمبي«! وكان السبكي هو البداية اختار عبلة كامل لدور البطولة في أول فيلم لها هو »كلم ماما«.. ولأن عبلة لم تكن نجمة شباك فقد كان المنتج يخشي ألا يحقق النجاح فأشرك معها ثلاثة فتيات جميلات شابات هن مي عزالدين.. ومنة شلبي.. ومها أحمد.. ودنيا بالإضافة إلي حسن حسني. و»الليمباوية« في هذا الفيلم اسمها »ماما عسلية« ولأن الجمهور أحب عبلة في أعمالها السابقة فقد حقق الفيلم الكثير من النجاح وخاصة كان المنتج كريما في عمل الدعاية والإعلان.. وأصبحت »عبلة« هي المرأة الوحيدة التي تنافس الرجل في أدوار الكوميديا وبذلك فرض المنتج بأمواله ذوقه علي الجمهور باختيار مؤلف ومخرج ملاكي يكتبان مايريده ويقدمان مايريده باستخدام تعبيرات غريبة استفزازية وإفيهات لفظية من أجل الإضحاك. وهكذا خرجت عبلة من »جلباب أبيها« لترتدي جلباب المهرج تغني وترقص بالتحطيب مع جارها وتنتصر علي أي شخص.. وتقدم وصلات من الردح لتثبت أنها قادرة علي الإضحاك مثل محمد سعد.. وذلك منذ تولاها السبكي.. فسقطت في بحر التهريج .. لا أنسي الجملة التي قالتها »الجريئة« إيناس الدغيدي حين استضافت السبكي قائلة له »إنك بوظت عبلة كامل«. ❊ ❊ ❊ وبدأت عبلة تمثل ادواراً علي هذا النحو مثل فيلم »خالتي فرنسا« ومعها مني زكي.. وكانت جرعة الردح والشرشحة.. أكثر مما يجب.. ولأن الجمهور »عايز كده«.. فقد نجح الفيلم علي مستوي الجمهور.. كما قدمت فيلم »اللي بالي بالك« و»عودة الندلة« ثم تجحبت فأصبحت أدوارها محدودة.. قدمت بعد ذلك »بلطية العايمة« لكنه لم يحقق النجاحات السابقة.. أصبح أداؤها يتكرر في كل الأفلام التي حصرت نفسها فيها.. وبذلك لم تطور نفسها.. نفس تعبيرات الوجه وحركات الأيدي وطريقة الحديث! عزيزتي عبلة كامل أرجو ألا أكون قد قسوت عليك.. بالعكس إنني أحبك منذ بداياتك بالرغم من أنها كانت أدواراً ثانية.. عزيزتي عودي لترتدي من جديد »جلباب أبيك« واخلعي جلباب التهريج علي الفاضي والمليان فأنت ممثلة لاتقارنين بأخري.. ويمكنك أن تضيفي ثراء للسينما الجميلة وليست التي سينساها الناس ولن تسجل كأفلام ناجحة في تاريخ السينما.. رحم الله منتجي زمان.. المنتجين الفنانين الذين أحبوا السينما وأخلصوا لها ولم يستثمروها كسلعة مثلما يحدث الآن.