ريما لعادتها القديمة".. ربما يلخص هذ المثل الشعبي حال فضائية "الجزيرة" القطرية، والتي دأبت علي توفير مساحة إعلامية معتبرة لجماعات إرهابية تحترف القتل وتبث الرعب والخراب، "الجزيرة" عادت لتكون المنبر الأول للجماعات الإرهابية، من خلال تبني بث فيديو جماعة "ولاية سيناء" الإرهابية التابع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويتضمن لحظة الهجوم علي المناطق الأمنية في مدينة العريش بشمال سيناء الأسبوع الماضي. الغريب أن بث "الجزيرة" للفيديو تزامن مع لحظات تنفيذ العملية، وكأن القناة كانت علي علم مسبق بتنفيذ العملية، أو كانت علي صلة وثيقة بالمنفذين لتتمكن من بث الفيديو فور وقوع الأحداث، لتُطرح العديد من الأسئلة علي مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا المقطع وكيفية الحصول عليه ومدي تورط "الجزيرة" ومن يدعمها في هذا الحادث، الذي اتضح للجميع أنه يفوق قدرة التنظيمات الإرهابية المحلية في سيناء. "الجزيرة" اكتفت بالزعم أن الفيديو حصري لها، لكنها لم توضح كيفية الحصول علي هذا الفيديو أو الكيفية التي وصل بها الفيديو إلي مقرات القناة الموجودة في العاصمة القطرية؛الدوحة، إذاعة الفيديو تزامنت مع حديث متواتر عن انقلاب في مواقف قطر إزاء مصر عقب وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، راعي المصالحة القطرية المصرية، ورجوع الدوحة إلي لهجة الهجوم والتدخل في الشأن المصري الداخلي، خاصة أن "الفيديو" تم تصويره من موقع تمركز التكفيريين لمراقبة انفجار السيارات المفخخة التي زرعوها في الكمائن ونقاط التفتيش، وسط تهليل وتكبير العناصر الإرهابية عقب كل انفجار. ولقناة "الجزيرة" تاريخ طويل في دعم التنظيمات الإرهابية الناشطة في أنحاء العالم الإسلامي، بعدما دأبت علي إذاعة بيانات وفيديوهات خاصة بتنظيم "القاعدة"، تتضمن عمليات إرهابية في مختلف دول العالم، وهو التنسيق الذي تجلي بوضوح في مؤسسة تنظيم "القاعدة"، قناة "الجزيرة" بحوارات خاصة بداية من عام 2001 قبل أن تعترف القناة بأنها استجابت لضغوط أمريكية لعدم نشر بعض الفيديوهات المتعلقة ببعض العمليات الإرهابية، ما كشف عن تنسيق قطري أمريكي من ناحية، وآخر بين الدوحة والتنظيمات الإرهابية، وتحول الفضائية القطرية إلي همزة وصل بين واشنطن والقاعدة. في الأثناء، طالبت مؤسسة ضحايا الاختطاف والاختفاء القسري، في بيان رسمي، المستشار هشام بركات، النائب العام، والنيابة العسكرية بتفريغ الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة -التي اعتادت بث أفكار معادية للسيادة المصرية- الذي يتناول جانباً من أعمال الإرهاب التي أودت بحياة 30 من المصريين البواسل، متابعة: "نرفع مطلبنا للنائب العام بمثابه بلاغ رسمي، لفتح تحقيقات عاجله وناجزة، حول تغطية قناة الجزيرة المحظور عملها بمصر بتغطية تلك الأعمال الإرهابية، والعمل علي التوصل للمراسلين أو مندوبي تلك القناة المؤججة للفتن والساعية للقلاقل". وشددت المؤسسة علي ضرورة كشف الآليات والإمكانيات التي استخدمتها القناه المحظورة للبث المباشر رغم انقطاع وسائل الاتصال أو الإنترنت بمنطقة سيناء، ووضع محتوي الفيديو عين الاعتبار لما يحتويه من أمور تعكس تساؤلات عدة ومخاوف شديدة علي سلامة البلاد، ولاسيما الأصوات الواضحة للتكبير والتهليل مما يعكس قرب مراسلي القناة من الحادث"، واستنكرت المؤسسة "تجاهل التليفزيون المصري والقنوات الرسمية، تغطية الأحداث الجارية حاليًا بمنطقة شمال سيناء لترسيخ روح الطمأنينة لدي المصريين الشغوفين في الاطمئنان علي أشقائهم وحدودهم". اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، أكد ل"آخر ساعة" أن بث "الجزيرة" لفيديو الهجوم إدانة واضحة ويكشف عن تورطها في الأحداث، وأن القائمين علي القناة في أحسن الظروف كانوا علي علم مسبق بالحادث، وأضاف: "السيناريو الثاني المطروح هو أن القائمين علي العملية أرسلوا الفيديو إلي قناة الجزيرة فور تصويرهم له، وهو ما يطرح تساؤلات عن كيفية إرسال هذا الفيديو بهذه السرعة، وعلي أي أساس ثقة تلك الجماعة الإرهابية في سرعة تعاطي الجزيرة مع الفيديو، ونشره فورًا". من جهته، اعتبر نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، أن "الجزيرة" كشفت عن أهدافها بلا مواربة، وأن الفيديو يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك ارتباطا بين قناة الجزيرة وقطر وبين الجماعات الإرهابية في سيناء، وأن الهدف واحد من هذا التحالف الذي تشارك فيه جماعة "حماس" وهو إسقاط البلاد في الفوضي وتحويل سيناء إلي بؤرة إرهاب، تمهيدا للهجوم علي القاهرة والمحافظات في ظل غطاء دولي يوفر الدعم المالي والسياسي للإرهاب بدعاوي حقوق الإنسان، مطالبا الجهات الأمنية بتحليل محتوي الفيديو المذاع علي قناة "الجزيرة" والكشف عن صلات الجزيرة وقطر بالتنظيمات الإرهابية في سيناء، كخطوة أولي لاقتلاع الإرهاب من شبه الجزيرة. في السياق، قال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن الفيديو الأخير الذي بثته "الجزيرة" لا يعد مفاجأة في إطار عودة القناة إلي اتباع نفس السياسات القديمة التي تتعلق بمهاجمة مصر في إطار تنفيذ سياسات قطرية، بعدما بدأت معالم اتخاذ قطر خطوات للخلف في ملف المصالحة، وأشار إلي أن بث الفيديو فور وقوع الحادث يكشف عن تنسيق من مستوي ما بين الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء وقناة "الجزيرة"، يتجاوز السبق الإعلامي ليدخل في إطار التنسيق المشترك ويطرح أسئلة حول مدي علم "الجزيرة" المسبق بترتيبات الحدث قبل وقوعه.