ما حدث مساء الخميس الماضي من قيام قناة الجزيرة القطرية بالبث الحي علي الهواء لجريمة الهجوم الإرهابي في مدينة العريش يعد جريمة مكتملة الأركان. وهو ما أكده الجميع، سواء المشاهدون أو خبراء الإعلام، وأصبح موثقا بما لا يدع مجالا للشك ارتباط هذه القناة ارتباطا كاملا بجماعات الإرهاب، ومع ذلك فإن هذاالنقل الحي لقناة فضائية إرهابية تبث الأحداث الإرهابية وقت وقوعها وكأنها تعمل وتخطط وتشارك هذه العناصر الإرهابية لم ولن يؤثر علي معنويات الشعب المصري، عن دور الإعلام في رفع الروح المعنوية وكشف المخططات الإرهابية للفضائيات الخبيثة كانت لنا هذه اللقاءات مع خبراء الإعلام يقول د.عبدالله زلطة، أستاذ الإعلام بجامعة، بنها: بعيدا عن الكلام المرسل العاطفي، فإن مسألة نقل الأحداث العسكرية علي الهواء يعد عملا إعلاميا احترافيا، عرفناه عبر شبكة CNN الإخبارية الأمريكية صباح يوم 17 يناير 1991 وما تلاه من أيام شهدت قيام قوات التحالف الدولي، وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بشن هجوم مخطط علي النظام العراقي، الذي كان قد احتل الكويت فجر يوم الثاني من أغسطس 1990، وكانت العمليات العسكرية التي قامت بها قوات التحالف الدولي تنفيذا لقرار صادر من مجلس الأمن، طبقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية لإنهاء احتلال دولة أخري عضو بالأممالمتحدة، وكان بث شبكة CNN لتلك العمليات العسكرية المنظمة عملا إعلاميا مهنيا احترافيا، وأضاف د.زلطة: لم يحدث أن قامت هذه الشبكة وغيرها من الشبكات التليفزيونية الأمريكية أو الأوروبية بدعم العمليات الإرهابية، كما حدث من جانب قناة الجزيرة القطرية مساء الخميس الماضي، ولذلك فإن القضية لم تعد مجرد عمل إعلامي أو قناة تناصر جماعة الإخوان الإرهابية بتسليط الكاميرات علي مظاهرات من عدة أفراد وتضليل الرأي العام العالمي بتصوير أن هذه المظاهرات تضم عدة آلاف، وهو ما يتنافي مع أبسط المعايير المهنية في الممارسة الإعلامية، بل إن القضية أضحت تتمثل في تعمد قناة الجزيرة تخطي جميع الخطوط الحمراء، وأصبحت شريكا أساسيا في العمليات الإرهابية، ومن المنطقي أن أطقم المراسلين المصورين العاملين بهذه القناة لا يتحركون من تلقاء أنفسهم، ولا يصيحون ويكبرون ويهللون فرحا بسقوط أفراد القوات المسلحة شهداء كما حدث في مدينة العريش مساء الخميس الماضي، إلا إذا كان لديهم تعليمات بالتنسيق مع الجماعة الإرهابية التي نفذت الهجوم. وأشار إلي أنه يجب أن تتقدم مصر بملف هذه القضية إلي المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الاشتراك في عمليات إرهابية ضد مصر و شعبها وجيشها و شرطتها وسقوط الشهداء من أبنائها. ويقول د.فاروق أبوزيد: إن مافعلته قناة الجزيرة ببثها العملية الإرهابية في سيناء وقت وقوعها دليل علي الأجندة السياسية التي تنفذها هذه القناة لصالح أصحابها، وإن النظام السياسي في قطر صاحب مصلحة في ذلك، ويمكن لمصر استغلال هذا الموقف بشكوي رسمية للمنظمات العالمية، ويضيف أن بث الواقعة علي الهواء يسمي إعلاميا بالحرب النفسية، وتريد من خلاله الجزيرة الإرهابية أن تقول إننا نستطيع الوصول لأهدافنا، وبالتالي إضعاف الروح المعنوية للشعب المصري، ولكن هذه الرؤية الخسيسة لن تؤثر علي مصر وشعبها، والتاريخ يثبت ذلك فكم من حروب وعمليات إرهابية تعرضنا لها، ولكن تبقي مصر القوية والصامدة رغم كل التحديات، ويضيف: ليست الجزيرة وحدها تعمل ضد مصر، ولكن إذاعة الشرق أيضا التي أذاعت بيانا للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين يؤكد فيه أن التنظيم يمهل السياح في مصر حتي 11 الشهر الحالي لمغادرة مصر وإلا تعرضوا لعمليات إرهابية، وهذا البيان من وجهة نظري يؤكد أن مصر تواجه مخططا بالفعل مخططا دوليا وبتنسيق كامل بين منظمة إرهابية وبعض وسائل الإعلام الإرهابية، ويشير د.فاروق إلي أننا علينا أن نواجه الحروب النفسية بالعديد من المواقف منها الالتزام بالدقة والموضوعية في نشر وبث كل مايتعلق بأي موقف داخل الوطن بلا تهويل أو تهوين، حتي يثق المواطن في إعلامه، وأن تلتزم الفضائيات والصحف بالبيانات الرسمية فقط، ولا نترك المجال للجميع في التحليل، والذي يبتعد في الغالب عن الدقة، وأيضا ضرورة متابعة ما تبثه وسائل الإعلام المعادية من معلومات مغلوطة وتصحيحها فورا بالمنطق والحجة وليس بالصوت العالي والشتائم، كما أطالب بأن تمارس مصر دورها القوي في تقديم شكوي للمنظمات الدولية وتستدعي سفراء الدول لمناقشة كل المواقف وتقول د. جيهان يسري، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة: إن قناة الجزيرة أصبحت متخصصة في محاولات زعزعة الاستقرار في مصر وغيرها من الدول العربية، وتدعم الإرهاب بشكل مباشر، وأعتقد من وجهة نظري أن الجزيرة تعكس السياسة الخارجية القطرية، وأعتقد أن ما حدث لتركيا وقطر في القمة الإفريقية واستبعادهما من ملف مناقشة الملف الليبي وإسناد ذلك لمصر والسعودية والإمارات كان له أثره السلبي علي هاتين الدولتين، وبالتالي يريدان إثبات أنهما يمتلكان القوة بالعمليات الإرهابية وتضيف: إن سقطة الجزيرة في البث المباشر لحادث سيناء ويقول د.حسام لطفي، أستاذ القانون بجامعة بني سويف: إن ما حدث في تغطية الجزيرة لتفجيرات سيناء له جانبان لا ثالث لهما، إذا كانت القناة علي علم مسبق بالتفجيرات فهذا يضعها تحت انتهاك ومخالفة القانون، لأنها كان ينبغي عليها الإبلاغ عن الواقعة، أو أن يكون ماحدث من بث هو رصد إعلامي عن طريق الستالايت، ولابد من وجود أدلة واضحة حتي يتم الحكم علي ما حدث بشكل واضح واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك.