رغم القرار الحكومي الأخيرة بخفض الجمارك علي السيارات المستوردة من أوروبا بنسبة 10% في أول يناير من 2015، وجاء هذا الخفض ضمن اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية التي تنص علي خفض تدريجي للرسوم الجمركية علي السيارات «البي إم « و»المرسيدس» و»الرينو» و»البيجو» و»السكودا» فكل سيارة منها يتعدي ثمنها المائة ألف جنيه فهل انخفاض سعر سيارات مثل هذه سيحل أزمة أسعار السيارات أم سيؤثر حتي علي سوق السيارات. إذا ذهبت إلي سوق الجمعة للسيارات المستعملة في الصباح الباكر، ستجد السوق مكتظا بالسيارات الفخمة والموديلات الحديثة أكثر من السيارات القديمة، وتلاحظ أن السماسرة والتجار مسيطرون بدرجة كبيرة علي السوق ونسبة ضئيلة من المتواجدين هم أصحاب السيارات الفعليين. وتحدثنا إلي أحد البائعين «وليد محمود» من المنصورة ويقول: أحضر إلي سوق الجمعة للأسبوع الثالث لأبيع سيارتي وفي كل مرة أخفض السعر عن المرة السابقة، السيارات المستعملة صارت مثل المرأة العانس، أعرف أن السعر غال ولكني سأخسر فيها وسبب ركود السوق هو أن السماسرة مسيطرون علي السوق عايز يشتري النهارده بثمن ويبيعه بكره بسعر أعلي، وبالنسبة لخبر انخفاض الجمارك علي السيارات الأوروبية فإننا لن نتأثر لأن السوق الأوروبي غير متداول في مصر بكثرة ولفئة محددة من الجمهور. أما السوق في مصر فيفضل السيارات الكوري والياباني، أما الفرنسي والألماني فقطع غياره غالية الثمن لذا ثقيل في البيع. ويوافقه في الرأي «أحمد أبو المجد» ويقول: أعمل في تجارة السيارات منذ عشرين عاماً ولكن في السيارات الكوري ولم أتعامل مع السيارات الأوروبية ولن يتضرر السوق بشيء فكل عام تخرج إشاعة خفض الجمارك في آخر العام ولكن لا يحدث شيء والأسعار في زيادة مستمرة ولكن هذه الأيام حالنا واقف ونعيش حالة من الركود ويفضلون الشراء بالتقسيط. أما شريف ممدوح فيقول: أنا مشتر ولكن الأسعار باهظة الثمن وكنت أريد شراء سيارة صيني ب25 ألفا ارتفع ثمنها ل37 ألفا لا أعرف السبب وسأعود كما جئت لأني لا أستطيع أن أتحمل أقساط سيارة جديدة لأني أعمل عملا حرا. واتجهنا إلي أحد معارض السيارات بمدينة نصر للسيارت الجديدة لمعرض سمير محمود ويقول: إن سوق السيارات الأوروبي لن تؤثر إلا علي طبقة محدودة، ومع ارتفاع سعر الدولار فلن نشعر بهذا الانخفاض، حتي السيارات الجديدة لأن معظم السيارات تباع بالتقسيط ومع الفوائد فهذا الانخفاض الطفيف لن يشعر به المشتري العادي. وبسؤال الخبراء في مصلحة الجمارك عن تفاصيل الاتفاقية، يقول: «سعيد عبدالله» رئيس قطاع الاتفاقيات والتجارة الخارجية بمصلحة الجمارك إن الانخفاض بموجب اتفاقية شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي وينص علي تخفيضات جمركية بموجب 10% سنوية حتي تصل إلي صفر عام 2019 في جميع المجالات، التي من ضمنها السيارات. وينفي أن تكون الاتفاقية ضارة بالمنتج المصري، ومن ضمن السيارات التي ستنخفض أسعارها «البي إم « و»المرسيدس» و»الرينو» و»البيجو « و»السكودا»، وبسؤاله عن أن سوق السيارات المروج له في مصر هو السوق الكوري أو الياباني لما لم توقع مصر شراكة مع هذه الدول لتخفيض السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي. فيوضح: أن الاتفاقية شاملة مجالات عديدة وليست اتفاقية للسيارات فقط، لذا فالحكومة وقعت هذه الاتفاقية طبقاً للمصلحة الاقتصادية في شتي المجالات.