تسيطر علي سوق السيارات المستعملة بمدينة نصر حالة من الهدوء في حركة البيع بسبب مغالاة أصحاب السيارات في أسعار بيعها وكذلك انتشار السماسرة بصورة كبيرة مما يعرقل استمرار عمليات البيع بصورة طبيعية. زاد من سوء الموقف في الفترة الأخيرة انتشار معارض سيارات تعمل في الأساس علي بيع السيارات المستعملة بالتقسيط وقد لاقت هذه المعارض إقبالا كبيرا من العملاء الذين يرغبون في شراء سيارة مستعملة ولكنهم لا يملكون سعرها بالكامل لتسديده لصاحب السيارة وتقوم المعارض باستبدال السيارات الزيرو بالمستعملة وتقدم خدمة تقسيط للزيرو من ناحية وبذلك تنشط من مبيعات الحديث ومن ناحية أخري تحصل علي المستعمل لتبيعه أيضا بالتقسيط وبذلك تحقق مكاسب من الناحيتين.. ويقول سمير سالم مهندس - إن أسعار السيارات المستعملة في زيادة واضحة فمثلا البيجو 405 موديل 1977 تباع بسعر 28 ألفا والسيارة دايو لانوس موديل 2005 تباع ب 49 ألفا والسيارة فولكس فاجن باسات سعة 2000 سي سي موديل 2009 تباع كسر زيرو بسعر 180 ألفا ويضيف أن رغبة الشباب في شراء سيارة تجعلهم يلجؤون إلي أنظمة التقسيط للزيرو ولكن مع ارتفاع المقدم المطلوب وارتفاع القسط والفائدة الشهرية يعجز الشاب عن تملك سيارة وعندما يفكر في المستعمل يفاجأ أنه أيضا يفوق إمكاناته لذا ظهرت معارض بيع المستعمل التي تقوم علي فكرة تقديم 20% من ثمن السيارة والتقسيط حتي سنتين لجميع أنواع السيارات ويغري هذا النظام العميل ليقدم علي هذه الفكرة ولكنه يفاجأ بارتفاع الفائدة التي تصل في بعض الأحيان إلي 50% .. ويقول عمرو سعد إنه عندما قرر أن يبيع سيارته ليشتري موديلا مستعملا أحدث منها فوجئ بارتفاع سعر المستعمل الذي يرغب في شرائه كذلك لا يستطيع أن يدفع ما معه كمقدم لثمن سيارة حديثة كليا لأنه سيضطر لدفع قسط شهري يعادل مرتبه بالكامل لذا قرر أن يذهب إلي أحد معارض تقسيط المستعمل التي يتم التقسيط مباشرة فيها دون التعاملات البنكية وطلب منه تقديم مفردات مرتب وإيصال كهرباء لعقار تمليك أو إيجار قديم يكون مقيماً فيه وصورة بطاقة حديثة لم يمر علي اصدارها سبع سنوات وبالفعل قام بهذه التجربة وحصل علي السيارة التي يرغب فيها ولكن أسوأ ما في هذه التجربة ارتفاع الفائدة التي فرضت عليه والتي بلغت 40%.. تضع معارض تقسيط المباشر شروطا لمن يتعامل معها وعلي رأس هذه الاشتراطات ضرورة أن يكون من القاهرة حيث لا يوجد تقسيط للمستعمل للمحافظات. ويصف ممدوح عبد السلام - تاجر سيارات حديثة ويعمل في نظام التقسيط بالمرابحة الإسلامية هذا النظام بأنه نوع من الاستغلال يقوم به بعض أصحاب المعارض فهو - إن كان نظاما ايجابياً لأنه يوفر للشباب سيارة وبالتقسيط المريح فإنه نصب في الأول وفي الآخر حرام شرعا ويضرب مثالاً بأنه لو أراد شخص أن يشتري سيارة مستعملة ولتكن رينو كليو سيجدها بنحو 40 ألف جنيه في نظام الكاش، في معارض السيارات المستعملة ستأخذ نسبة مثلا من 20% إلي 45% علي سعرها المستعمل وذلك سيجعل سعرها نحو 56 ألف جنيه وطبعا التقسيط سيكون علي 3 سنوات مما يعني دفع فائدة كبيرة شهريا. ويقوم بعض مكاتب السماسرة بابتكار نظام جديد هو أن يقوموا بالإعلان عن هذا النظام من خلال المواقع الإلكترونية التي يبرز منها مصر موتورز وكذلك هناك مجموعات علي الفيس بوك تروج لهذا النظام ويشمل هذا النظام السيارات الملاكي والأجرة علي حد سواء. وأوضح أحد التجار العاملين في تقسيط السيارات أن ارتفاع سعر المستعمل عموما عند شرائه من المعارض لا من سوق السيارات وأن المعرض عندما يشتري السيارة المستعملة يقوم من جانبه بتحمل تكاليف تصليحها أو تحديثها وإجراء تعديلات جوهرية فيها حسبما تحتاج السيارة قبل أن يجرؤ علي عرضها للبيع وبالتالي يتحمل تلك التكاليف من يشتري السيارة من المعرض بعد ذلك.