رغم الزحام الذي يشهده سوق السيارات القديمة بمدينة نصر كل يوم جمعة، الا ان حركة البيع والشراء لا تعكس العدد الكبير من السيارات المعروضة للبيع، وحجم الرواد الذين يبحثون عن الشراء. رصدت "الاسبوعي" خلال جولة قامت بها في السوق اكثر من ظاهرة، كان علي رأسها ارتفاع اسعار السيارات الي درجة تكاد تقترب من اسعار "الجديدة" بالنسبة لبعض الانواع، بالاضافة الي اختفاء انواع اخري من السوق. وهكذا كان حصاد جولة "الاسبوعي" في سوق السيارات المستعملة. أبرز ظاهرة رصدتها "الاسبوعي" في سوق السيارات هي ارتفاع اسعار السيارات المستعملة دون مبرر الي درجة تكاد تصل الي نفس مستوي سعرها وهي جديدة علي الرغم من انخفاض اسعار السيارات الجديدة مما يدفع الناس الي الإحجام عن شراء السيارات المستعملة خاصة وقد يفسر ذلك الزيادة الكبيرة في مبيعات السيارات الجديدة وفقا لاحدث تقرير لمجلس معلومات سوق السيارات لشهر ابريل الماضي والذي اوضح ارتفاع اجمالي مبيعات السيارات خلال الشهر بنسبة 3.25% بعدد 12562 سيارة مقابل 10028 سيارة خلال نفس الشهر من العام الماضي. ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في العديد من انواع السيارات الموجودة بالسوق التي يقارب سعرها سعر الجديد وخاصة بالنسبة للسيارة الفيات 128 التي يبلغ سعرها الان لموديل العام الحالي تحو 950.34 جنيه الا ان هناك من يرغب في بيع نظيرتها المستعملة بمبلغ يصل الي 29 الف جنيه وهو ما يؤدي بالطبع الي الامعان في التفكير وعمل مقارنة بين السيارة الجديدة والسيارة المستعملة خاصة ان فرق السعر ضئيل جدا. وفي هذا السياق يوضح احمد عبد الستار تاجر سيارات انه يبيع السيارات ال128 موديل 91 بمبلغ 29 الف جنيه ويبرر ذلك بأن هذا الطراز من السيارات يتمتع بقوة هيكل السيارة علاوة علي جودة المكونات وهو الامر الذي لا يتوافر في الموجود حاليا الذي يري ان به العديد من العيوب التي تتمثل في ضعف هيكل السيارة ورداءة التشطيب مما يجعل المستهلك يفضل شراء الموديلات القديمة ويري ان هذا السعر بالنسبة للسيارة القديمة مناسب جدا في ظل ارتفاع اسعار السيارات الجديدة. ويضيف محمد الشحات تاجر سيارات ان هناك العديد ممن لديهم القدرة المالية علي شراء سيارة جديدة الا انهم يفضلون شراء السيارات المستعملة للعديد من الاسباب يأتي علي رأسها ارتفاع سعر قطع غيار السيارات الجديدة، بالاضافة إلي صعوبة اصلاحها إلا داخل التوكيل مقابل مبالغ مالية كبيرة والأهم هو التأكد من جودة السيارات القديمة التي تتماشي مع طبيعة الطرق المصرية. ويشير الشحات إلي ظاهرة جديدة بدأت تظهر في سوق السيارات وهي تواجد العنصر النسائي بصورة كبيرة حيث تتجه العديد من السيدات الي السوق لكي تبيع او تشتري سيارة وتتعامل مع مختلف الفئات الموجودة داخل السوق لكن الغريب ان بعضهم يقمن بانفسهن بفحص السيارة والتدقيق في مختلف أجزائها بدون وجود اي متخصص معهن كما تقوم بالفصال مع صاحب السيارة في السعر. توجهنا الي احدي السيدات وسألناها عن مدي خبرتها في شراء سيارة وأكدت لنا انها علي معرفة كبيرة بكل اجزاء السيارة وتقدير سعر السيارة بناء علي حالتها وقدرتها علي الشراء بدون اللجوء الي الوسطاء خاصة وان هناك العديد من الوسطاء الذين يقومون بالغش في مقابل تنفيذ عملية البيع والشراء واستغلال كونها سيدة وانه يمكن غشها لمعرفتها المحدودة بالسيارات. أنواع نادرة وعلي الرغم من الزحام الشديد الموجود داخل السوق وخارجه إلا أنه يفتقد وجود بعض النوعيات من السيارات وخاصة السيارات الأمريكية التي لا يوجد لها أي تواجد داخل السوق وكذلك السيارات القديمة النادرة ويوضح محمود ابو زيد -تاجر سيارات- ان هذه السيارات لا يتم بيعها الا من خلال مزادات او المعارض المتخصصة في مثل هذه النوعية حيث يتم معاملتها معاملة التحف النادرة والتي يتم تقييم سعرها بناء علي تاريخها وحالتها كما يتجه بعض أصحاب المعارض بتأجيرها الي الاعمال التليفزيونية ولا يوجد الكثير ممن يستطيعون تقييم هذه التحف كما يصعب بيعها بالأسعار المناسبة لها ويشير الي ان هذه النوعية من السيارات يوجد عنها بيانات كاملة في نادي السيارات والرحلات المصري بداية من تاريخ دخولها الي مصر واسم مالكها وكل التفاصيل الخاصة بها. ويضيف سيد الطحان -تاجر سيارات- ان سوق السيارات يعاني حاليا حالة من الركود للعديد من الاسباب التي ارجعها الي حالة البورصة وما لها من تأثير علي الاقتصاد بوجه عام حيث ينعكس ذلك بدوره علي حجم السيولة الموجود في السوق ويؤدي الي الاحجام عن عمليات الشراء ليس في مجال السيارات فقط وانما في كل القطاعات. كما يشير ايضا الي المغالاة في ارتفاع اسعار السيارات المستعملة والتي يقدرها التاجر بدافع زيادة المكسب دون النظر الي وضع السوق والحالة العامة التي يسودها الركود، ويؤدي ذلك إلي ان المشترين يأتون الي السوق لمتابعة تطور الاسعار دون اتخاذ قرار بالشراء ويصف حالة السوق بأنه في غاية السوء والتدهور.