بمقاييس الجمال كان رسول الله ([) أحسن الناس وجها وأنورهم لونا، شديد البياض تعلوه حمرة، إذا سر استنار وجهه وكأنه قطعة قمر.. وسيما.. عظيم العينين أسود الحدقة.. ضخم المنكبين.. عريض الصدر.. معتدل القامة، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد. كان بنيانه الجسماني مثار إعجاب من حوله من الصحابة، ولذلك أورد الشيخ محمد الغزالي ثلاث وقائع تدل علي قوة النبي محمد ([)، وقد حفلت سنته الشريفة وسيرته العطرة بالكثير من المواقف والوقائع والأحداث والأقوال التي تشهد ممارسة الرسول ([) للرياضة بنفسه، والحث والترغيب في دفع المسلمين علي ممارستها. النبي الكريم كان طويل الزندين.. عريض المنكبين .. أزج الحاجبين.. وراحة يديه أنعم من الحرير معالم السيرة النبوية غنية بالأوصاف الحسية والمعنوية والجسدية لسيد الخلق محمد ([)، فقد اجتمعت في ملامحه الشريفة محامد الصفات الجمالية.. ووصف السيدة «أم معبد» التي كانت تعيش في الصحراء، وقد مر بها النبي ([) وهو مهاجر من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة، ومعه سيدنا أبوبكر الصديق، وخادمه عامر بن فهيرة، ودليلهم في الصحراء عبدالله بن أريقط، يجب أن يروي لأنها تحكي أوصاف النبي ([). قصة أم معبد سألوها: هل عندها لبن أو لحم يشترونه منها؟.. فلم يجدوا عندها شيئا، فنظر رسول الله ([) إلي شاة في جنب خيمتها فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟.. فقالت: هذه الشاة ضعيفة ولا تحلب، فقال ([): أتأذنين لي أن أحلبها؟.. فقالت: إن كان بها حليب فاحلبها.. فدعا بالشاة، فمسحها وذكر اسم الله تعالي وحلبها حلبة كفنهم أجمعين، ثم حلبها وترك عندها إناءها ملآن وكان يكفي مجموعة كبيرة من الناس، فلما جاء زوجها سأل عن مصدر اللبن، وقال: من أين لك هذا يا أم معبد، ولا حلوبة في البيت والشاة عازب لا تحلب؟.. فقالت: لا والله، إنه مر بنا رجل مبارك، وشرحت كل ما دار، فقال: صفيه لي فوالله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه.. وهنا وصفت «أم معبد» ملامح الرسول ([)، فقالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة.. حسن الخلق.. مليح الوجه.. ليس لصوته بحة بل صوته حسن.. به رجولة.. ليس بطنه كبير. الجميل.. الوسيم جميل.. وسيم.. عيناه جميلة واسعة سوداء.. شعر حاجبيه كثير.. وحواجبه رقيقة في الطول.. وعيناه حوراوان سوداوان جميلتا المنظر.. رقبته جميلة كأنها ساطعة.. وشعر لحيته كثيف.. إذا سكت عليه الوقار.. وإذا تكلم ظهر النور.. والوجاهة والبهاء في وجهه.. حلو اللسان والكلام لا يتكلم إلا حقا وفضلا ولا يتكلم كثيرا ولا يهزر كثيرا.. وكلامه كله فضل كأن الكلام جواهر تتساقط من فمه.. أحلي الناس.. وأجمل الناس، من بعيد ومن قريب.. وأحلي الناس في الشكل والجسم.. متوسط بين الناس، ولا تعيبه العين ولا تكسره العين.. ليس طويلا بائنا ولا قصيرا.. زهرة جميلة بين زهرتين (وتقصد أصحابه) فهو أنضر وأجمل الثلاثة منظرا.. وأحسنهم شكلا ومروءة.. له أصحاب يحيطون به.. وإن قال لهم بشيء أطاعوه في الحال.. وكان يشاركهم في العمل ويده بيدهم في كل شيء.. ولا غاضب وعابس بل مبتسم.. ولا ضعيف العقل بل كامل العقل والمنطق.. وصف الرسول الكريم عندما استمع الزوج إلي زوجته «أم معبد» وإلي وصف الرسول الكريم ([) قال لها: هذا والله صاحب قريش الذي تبحث عنه في كل مكان، ولو رأيته لالتمست أن أصاحبه وأؤمن به، ولسوف أجتهد وأبذل كل ما في جهدي إلي أن ألقاه.. إنه لرسول الله ([).. وعن أوصافه الجسدية التي تناولت جمال الرسول ([) هناك أحاديث متعددة تؤكد ذلك: عن أبي إسحق قال: «سئل البراء أكان وجه النبي ([) مثل السيف؟ قال: لا بل مثل بالقمر». عن أبي هريرة (رضي الله عنه): بكان رسول الله ([) شديد البياض وعن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه): «كان رسول الله ([) أبيض مشربا بحمرة». وعن البراء بن عاذب ([) قال: بكان النبي ([) مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه». عن علي بن أبي طالب (]) قال: «كان رسول الله ([) ضخم الرأس». وصف السيدة عائشة وأجمل من وصف وجه الرسول ([) زوجته السيدة عائشة (رضي الله عنها): «كان رسول الله ([) نير الوجه يتلألأ شبه وجهه بالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان يقول منهم: لربما نظرنا إلي القمر ليلة البدر فتقول: هو أحسن في أعيننا من القمر يعرف رضاه وغضبه وسروره بوجهه المرآة وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه». وعن عائشة (]) قالت: بكان ([) أجلي الجبهة إذا طلع جبينه من بين الشعر أو طلع في فلق الصبح أو عند طفل الليل أو أطل بوجهه علي الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ وكان النبي ([) واسع الجبهة». وعن عمر (]) قال: بكان رسول الله ([) أسود الحدقة» وعن عائشة (]) قالت: بكان رسول الله ([) أزج الحاجبين سابغهما من غير قرن بينهما وكان أبلج ما بين الحاجبين حتي كان بينهما الفضة المخلصة بينهما عرق يدره الغضب لا يري ذلك العرق إلا أن يدره الغضب». كلام عن المنكبين أما عن المنكبين لرسول الله ([) فهناك أكثر من قول: عن البراء بن عاذب (]) قال: بكان النبي ([) بعيد ما بين المنكبين» وعن أبي هريرة (]) قال: بكان رسول الله ([) إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضةا وعن أنف رسول الله ([) عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: «كان رسول الله ([) أقني العرنينا? والعرنين المستوي الأنف من أوله إلي آخره وهو الأشم. وبالنسبة لفم وأسنان الرسول ([): عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: «كان أحسن عباد الله شفتين وألطفه ختم فم» وعن ابن عباس ([) قال: كان رسول الله ([) أفلج الثنيتين إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه». كفا النبي ([) قال شداد بن أوس (]): أتيت رسول الله ([) فأخذت بيده فإذا هي آليين من الحرير وأبرد من الثلج». وقال هند بن أبي هالة (]): بكان رسول الله ([) أشعر الذراعين طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب». عن علي بن أبي طالب (]) قال: كان عنق الرسول ([) إبريق فضة كأن الذهب يجري في تراقيه». قالت عائشة (رضي الله عنها): بكان رسول الله ([) عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها لا يعدو بعض لحمه بعضا علي بياض القمر ليلة البدر موصول ما بين لبته إلي سرته شعر منقاد كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيرها قدما رسول الله ([) قال أبوهريرة (]): «كان النبي ضخم القدمين». أما عن ظهر النبي ([) فقد وصفته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: رسول الله ([) واسع الظهر بين كتفيه خاتم النبوة وكان طويل مسربة الظهرا».. والمسربة: الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلي أسفله أما عن صوت أشرف المرسلين ([) فهناك أكثر من قول: عن أم عبد (]) قالت: كان في صوت رسول الله ([) صهلا» عن أم هانئ بنت أبي طالب (]) قالت: «بإني كنت لأسمع صوت رسول الله ([) وأنا علي عريشي يعني قراءته في صلاة الليل». وعن الصفات البدنية لرسول الله ([) أنه صاحب قوام جميل متين البنية قوي التركيب، وكان بنيانه الجسمي مثار إعجاب من حوله من الصحابة، فكتب القاضي عياض في كتابه (الشفاء) يصف رسول الله ([) بأنه كان عظيم الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، عبل العضدين والذراعين والأسافل، رحب الكفين والقدمين، ربعة القد، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير([).