مما يؤلم، أن تبذل جهدا وتصنع شيئا، فيأتي أحدهم ليرمي عليه بالتراب . هذا ما حدث للحزب الوطني، اجتهد بكل قياداته وكوادره وأعضائه لكي يحقق تنظيما ديمقراطيا داخليا، ولكن البعض من الصحف الخاصة والمعارضة لا يرضي عن شيء ولا يعجبه العجب، فأهالوا التراب علي جهد آلاف من أعضاء الحزب فعلوا شيئا إيجابيا داخليا . في الأيام الماضية جرت وقائع المجمعات الانتخابية للحزب والانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي الحزب في انتخابات مجلس الشعب التي تجري في نهاية نوفمبر القادم . مظهر جديد من مظاهر التنظيم الحزبي يعلي من قيمة المشاركة من جانب القواعد الحزبية لترسيخ مفاهيم ديمقراطية تساعد علي ترجمة ذلك في الشارع السياسي العام لتفعيل دور المواطن في الانتخاب الجدي بعيدا عن السلبية التي يعتنقها البعض . الحراك الداخلي بالحزب الوطني شارك فيه آلاف المرشحين وملايين الناخبين من أعضاء الحزب . المرشحون بذلوا الجهد لنيل ثقة زملائهم في المستويات التنظيمية المختلفة معتبرين المجمعات والانتخابات الداخلية خطوة مهمة في مسيرة الطريق إلي البرلمان . فهناك من يري أن نيل ترشيح الحزب يقرب المرشح من المجلس لأن حزب الأغلبية عنصر أساسي في تحقيق الفوز لمرشحه . والناخبون أخذوا الأمر بجدية وتعامل الجميع بالخطط والتكتيكات الانتخابية علي اعتبار ضرورة الفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات مجلس الشعب . تجربة الحزب الوطني في تطوير هياكله الداخلية، غير مسبوقة داخل الأحزاب المصرية وهي جاءت مع الفكر الجديد الذي نضج وأفرز نتائج إيجابية بعد سنوات من التجربة التي تغير فيها شكل المجمع الانتخابي وتم خلالها تعديل النظام الأساسي للحزب والمبادئ الأساسية وهي الخطوات التي أقرتها المؤتمرات العامة والسنوية للحزب . ما يجري حاليا داخل الحزب الوطني يستحق المتابعة والتقدير أيضا، لأن قدرة التنظيم الداخلي للحزب وصلت إلي مرحلة متقدمة، فقد عقدت المجمعات في 222 دائرة في وقت واحد وفي انضباط كبير وبعدها تم نقل استمارات التقييم إلي القاهرة بشكل لم يحدث فيه أي خلل . وجرت وقائع المجمعات بصفة عامة بشكل هادئ لم يعكر صفوها أحداث كبيرة ومن الطبيعي أن تحدث أشياء لا نرضي عنها في ظل تجمع هذه الأعداد الهائلة من الأعضاء، وعلي الصحف المعارضة والخاصة ألا تتصيد التوافه وتبرزها في العناوين، فقليل من الخلاف بين أعضاء الحزب لا يعني الفشل في تحقيق الهدف وبشكل عام هي أمور لا تستحق التوقف عندها كثيرا وإلا هذا يعني إفلاس تلك الصحف . لقد بذلت قيادات الحزب وهيئة مكتب الأمانة العامة برئاسة صفوت الشريف وكل أعضاء المكتب جهدا كبيرا لتطوير حزب الأغلبية فالشريف لا يغادر مكتبه بالأمانة العامة ويتابع كل من د. زكريا عزمي وجمال مبارك وأحمد عز ود. علي الدين هلال تفصيليا وبشكل دقيق مجريات الأمور داخل الوحدات القاعدية للحزب والمجمعات والانتخابات الداخلية بينما يعيش د. مفيد شهاب مع أهل دائرة محرم بك استعدادا للانتخابات بعد أن انسحب المرشحون لصالحه علي مقعد الفئات .