آكثر ما يميزها صراحتها الشديدة، فهي لا تكترث بأن تصنع من الكلمات صورة تخالف حقيقة ما تشعر به، تؤمن من داخلها أن الصدق الفني لا يتناقض مع الصدق الإنساني. هي نجمة من طراز خاص تجمع بين التلقائية والبساطة والشفافية في أدائها للعديد من الأدوار التي لاقت قبولاً كبيراً لدي جماهير المشاهدين. معالي زايد، تضع يدها علي إمكاناتها الفنية جيداً، وكذلك عقلها، ومن الاثنين صنعت مذاقا خاصا لأدوار مؤثرة ومتميزة منها مسلسلات الليلة الموعودة، وثلاثية نجيب محفوظ، وشفيقة ومتولي، ودموع في عيون وقحة، والحاوي، والدم والنار، وابن الأرندلي، إضافة لأفلام، الشقة من حق الزوجة، والسادة الرجال، وسمك لبن تمر هندي. عن سر عشقها لتقديم الأدوار الصعبة والمركبة، وابتعادها في الفترة الأخيرة عن السينما، ورفضها لمسلسلات وأفلام الابتذال التي عرضت عليها مؤخراً، وأحلامها في 2015 وغيرها دار هذا الحوار.. كيف تعاملت مع شخصية الأم في "موجة حارة" وهي تركيبة تختلف عن كل أدوارك؟ عندما قرأت الورق أكثر من مرة كنت مبهورة بالشخصية وبها مساحة تمثيل جيدة وعرفت أنها تمتلك طموحا كبيرا، وأنا أعرف جيدا ما معني طموح المرأة، خصوصا إذا كانت أما مصرية تجمع بين قوة الشخصية، وبها جوانب أخري من جمال الروح والحنان علي أولادها بخلاف كونها بنت بلد تعيش في حي السيدة زينب وتتمتع بالإسلام الوسطي، وبصراحة هي شخصية مركبة، أي من النمط الذي أفضله في أعمالي وهي نموذج بسيط وواقعي يمكن أن تصادفه وسط جيرانك لكنها لديها من التيمات الدرامية الكثير.. ولا تنس أن لي مع مؤلفه العبقري الراحل أسامة أنور عكاشة إعجابا وتقديرا خاصا لا ينسي مع كل أعماله الفنية.. هذا بخلاف أن العمل للمخرج المبدع محمد ياسين. منذ متي بدأت تختارين أدوارك بتأنٍ؟ البداية جاءت بعد انتهائي من تصوير مسلسل الليلة الموعودة في دبي في أوائل 1979 وزاد نضجي بعدها في دراسة واختيار موضوعات أعمالي، وبالتحديد بعد تقديمي لمسلسل دموع في عيون وقحة 1982 وبالطبع فرض النجاح عليّ بأن أكون رقيبة علي نفسي وأقدم كل الأعمال الهادفة، والتي تعالج قضايا ومشاكل المجتمع بصورة تحترم المشاهد، ولا تخدش حياء الأسرة، وذلك بداية من فيلم السادة الرجال الذي حصلت فيه علي جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم. ما سر غيابك عن الساحة الفنية؟ أنا موجودة بدليل تقديمي لمسلسل موجة حارة في الموسم الرمضاني الماضي، ورفضت المشاركة في أعمال أخري تم عرضها في نفس الموسم، ولا داعي لذكر اسمها، لأنها مليئة بالألفاظ الخارجة والشتائم الصريحة وبعض الجمل الحوارية الجريئة عن الخصوبة وضعف القدرة الجنسية وغيرها، واعتذرت الأسبوع الماضي عن فيلم من هذه النوعية سيتم تصويره الأسابيع المقبلة. والخلاصة أن سوق الأعمال الجيدة "نايم"، ولكني أشغل نفسي بكتابة تجربة درامية لفكرة مسلسل من واقع الحياة، وعلينا الانتظار خوفاً من سرقة الفكرة وأحداث القصة، لأني أؤمن بالمثل القائل "داري علي شمعتك تقيد"، إضافة إلي أنني سأبدأ في قراءة ثلاثة سيناريوهات أحدها لفيلم درامي اجتماعي كوميدي، والآخران مسلسلان بعنوان ضحية الانتظار، وتهمة نصب. ما الذي يحكم اختياراتك جودة الدور أم العائد المادي؟ طبعا لا يختار الفنان عمله بالقيمة المادية، الأهم عندي هو درجة تأثير الدور في المشاهدين. هل أكون مخطئاً إذا ذكرت أنك تؤدين أدوارك بأعصابك وأعماقك كلها؟ هذه دقة ملاحظة فأنا بالفعل أعيش الشخصية وأتوحد معها حين أجسدها دراميا، ولا تصبح مجرد ثوب أغيره علي باب الاستديو، بل تصبح واقعاً وحياة بالنسبة لي. وهل حاولت التمرد علي هذا الاندماج؟ حاولت مراراً وتكراراً، فأحسست أني أتمزق، ولذا أفضل معايشة أي شخصية أقدمها خصوصا لو كانت شخصية مركبة وغير تقليدية. وهل لهذا السبب يؤكد الجميع أنك أفضل من قدم شخصية الفتاة الكفيفة؟ لن أخفي سراً أنني كنت شبه فاقدة البصر بالفعل أثناء تصويري لمسلسل دموع في عيون وقحة وكنت أخرج من البلاتوه أنظر إلي أذن من حولي وليس عيونهم، وقد لا يعرف الكثيرون أني اضطررت لاستعمال نظارة طبية بعد هذا المسلسل خاصة أني كنت أذهب كثيرا لمعهد النور والأمل. ما الأدوار التي تحلمين بتقديمها سينمائياً؟ أحلم بتجسيد حيرة المرأة بين البيت والعمل وعذاب اختيار البيت كمملكة وعذاب العمل كشريك للرجل في تحمل أعباء الحياة، وبالنسبة للتليفزيون أحلم بتقديم شخصية أم الشهيد سواء كان ضابطا بالقوات المسلحة أو الشرطة أو مواطنا عاديا. ما أكثر الأعمال التي تعتزين بها في مشوارك الفني؟ كل أعمالي لها مكانة في قلبي بداية من دخولي مجال الفن وتقديمي لمسلسل الليلة الموعودة، لكن هناك عشقاً خاصاً لأدواري في مسلسلات عائلة الدوغري، ودموع في عيون وقحة، وعطفة خوخة، وحلم الليل والنهار، وثلاثية نجيب محفوظ، وشفيقة ومتولي، والدم والنار، وامرأة من الصعيد الجواني، وابن الأرندلي، وموجة حارة، وكذلك أدواري في أفلام الشقة من حق الزوجة، واستغاثة من العالم الآخر، والبيضة والحجر، والسادة الرجال. هل أنت ناقدة جيدة لأعمالك؟ أنا لا أشاهد أعمالي بمجرد الانتهاء منها، فأنا أقدم الدور من خلال إحساسي به، وأبذل فيه قصاري جهدي وأترك الحكم للجمهور، وأحاول أن أصحح أخطائي لأن الجمهور هو الناقد الذي يعبر عن رأيه بطريقة تلقائية. هل بداخلك سؤال تريدين توجيهه للرقابة؟ نعم، كيف سمح مسئولو الرقابة بخروج هذا الكم من الأعمال الدرامية التي عرضت في الموسم الرمضاني الأخير، وهي تحمل الألفاظ الخارجة السوقية للجمهور بهذا الشكل، وأوجه السؤال لكبار النجوم الذين سمحوا بتداول هذه الألفاظ في أعمالهم، ومن المفترض أنهم قيمة ومثل أعلي للجمهور، خاصة أن الأمر لم يأت داخل الأعمال فقط بل تم توظيفه في التنويهات الخاصة بالعمل بحجة جذب المشاهدين، وأقول لهم هذا ليس إبداعاً وإنما إسفاف وقلة ذوق. هل ترين أن الدراما التركية سحبت البساط من الدراما المصرية؟ لا غير صحيح، فالدراما التركية استغلها المخرجون والمنتجون أفضل استغلال في الترويج للسياحة في بلادهم واعتمدوا علي الرومانسية لتغزو عيون المشاهدين بعد أن اختفت تلك الموجة من الدراما التليفزيونية والسينما المصرية، هذا بجانب تشابه أحداثها وامتداد عرض حلقات المسلسل الواحد لقرابة 120 حلقة، الأمر الذي يؤدي لقتل الإبداع والتنوع الذي يرغبه المشاهدون. أخيراً، ما أحلامك مع قرب حلول عام 2015؟ علي المستوي الشخصي أتمني من الله دوام الصحة والستر وراحة البال، وعلي المستوي الفني أتمني أن تعود السينما لمكانتها وتأخذ مركزاً عالمياً مرموقاً، وأتمني أن يفعل الفنانون كل ما في وسعهم لمساندة الدولة والارتقاء بصناعة السينما.