عندما يتساوي الأمل في الحياة مع اليأس باقتراب الموت.. وتكون كل الاحتمالات مفزعة.. وتقود كل الدروب لمتاهة مخيفة ..وتمر البدايات بأسرع مما نتوقع وتبدو النهاية أقرب مما نظن.. عندما تمتزج بهجة الحياة بآلام الفقد.. عندما تتعامل مع مرض أقل مافيه الخبث وأقبح مافيه التوحش والشراسة.. يباغت فجأة وفي اللحظة التي نستعد فيها لإعلان الانتصار عليه يكون مستعدا هو لتوجيه ضربته القاضية وإعلان النهاية. تدرك ذلك وتشعر أن كل الكلمات عاجزة عن كشف الوجع والدموع عصية علي البوح والفضفضة مبعثا للشقاء لاالراحة.. وكل القلوب المتلهفة المحبة عاجزة علي بث الطمأنينة وتبدو التمنيات بالشفاء أقرب لبرقيات التعازي.. والحكايات المساقة لبث الأمل نوعا من الكذب الأبيض المستباح والمستحب لتخفيف وقع الصدمة وإن كان ككل الكذب في النهاية وهم وسراب .عندما تصارعك كل هذه المشاعر المتناقضة لن تجد إلا السماء ملجأ وأمانا ومبعثا للطمأنينة والهدوء.. ارفع كفيك إلي الرحمن الرحيم وابتهل إليه . ادعوه وحده القادر علي كشف البلاء وإزاحة الغمة وقهر المرض.. هو المقدر اليسر مع العسر.. تضرع إليه فبيده وحده النجاة وبيده وحده الشفاء.. سيكون اللطيف أقرب إليك من نفسك يعلم ما فيها يدرك مدي الألم الذي تعانيه وحجم الإبتلاء الذي قدر لك.. لن يخيب رجاؤك فيه ولن يضن عليك برحمته. سيكون اسمه العظيم "اللطيف " هو الأقرب إليك.. تشعر معناه بحق. وتدرك كيف يأتي اللطف مع القضاء والابتلاء.. تشعر بسكينة وهدوء . هما أقرب لمخدر طبيعي وغيبوبة ربانية. تحركك بلا حول منك ولاقوة.. تجعلك تمارس حياتك متحملا مافيها من صعاب.. تأكل وتشرب وتمشي وتتواصل مع الآخرين.. تبتسم أحيانا وتبكي أحيانا تخاف وتتألم تتوقع النجاة حينا وتخشي الضياع كثيرا. لكن في كل الأحوال تجد نفسك أسير حالة من الاستسلام للقدر راضيا به ..تقودك لمزيد من الدعاء "اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف به".. بل وأسألك رد القضاء فأنت علي كل شيء قدير .