كفاح اديب بين قنا والأقصر تقع مدينة نقادة التي تطل بحضارتيها علي النيل، منذ شهور قليلة حقق مبدعوها حلما جاهدوا من أجله لسنوات طويلة وأصبح لهم نادي أدب يرأسه الشاعر دسوقي الخطاري، بينما يواصل القاص الطيب أديب رحلته في القري والنجوع لاكتشاف المزيد من مواهب يقوم باحتضانها وتقديمها إلي الجمهور، لعب أديب علي مدار أكثر من 20 عاما دورا بارزا في إثراء الحياة الثقافية هناك، وكان له الفضل الأكبر في تكوين جماعة (إشراقة) التي تخرج فيها كتّاب صدرت لهم مجموعات قصصية ودواوين شعرية أمثال: حمدي مهدي، وفتحي حمد الله، ومحيي الدين محمد، وأيمن حسين الذي تشرف (حارة المبدعين) بنشر قصة له هذا الأسبوع، ويمثل أديب حالة فريدة من إنكار الذات مستغلا علاقاته المتعددة بالوسط الثقافي في القاهرة للترويج لنصوص أصدقائه وتحفيزهم علي مواصلة مشوار يحتاج إلي عزيمة قوية في ظل حصار الإهمال المفروض علي الأدباء في الجنوب الذي يسعي الطيب لاختراقه بنفوذ الدهشة التي تحفل بها أعمال أبناء نقادة. عبد الصبور بدر كرة النور هل كنت أنا أم واحدا غيري ، ذلك السائر في ممرات ضيقة بطريق مليء بالمنحنيات والمنحدرات والمصاعد في تلك الليلة المظلمة، ولمن كان ذلك الوجه الذي ألقي بداخلي الخوف لما رأيته يظهر، يطير، يشع كرة من نور تسبح في الفضاء إلي أن يستقر بين كتفين فيصير رجلاً، وحدها كانت الدموع تخر وتنميلة سرت في جسدي بينما بقي فمي مفتوحاً. قال لا تخف مقدورك أن تتبعني لرحبة مكان ينتظرك وأناس يشتاقون للقياك قلت منذ متي ؟ قال في عالم الغير، كتب علينا أن ندعوك وعليك أن تلبّي. أظل سائراً في البراري وسط ذئاب وكلاب وفئران، تلهث، خلف بريق يلمع أمامك، تكل القدم ويتوجع القلب ويزيغ البصر وتكاد الروح أن تزهق. تفيقك الشمس بلفحتها فتقوم. قال فر إلي النور علك تقدر أن تمسك به لما يحين الأوان، لا تعجل سأكون بجوارك، حولك فوقك، ثق بي وبروحك. لما تصل لبقعة النور المباركة أقبض عليها، ضمها، ادخل فيها وأدخلها فيك. أبص أمامي، أري النور علي الجبل العالي يهتز، أرمح إليه ، أصعد الجبل، أتدحرج أعاود المحاولة وبصري معلق به مشدود إليه. لم يعد بيني وبين القمة إلا القليل، ترتعش أقدامي ، التصق بصخور ملساء، أشد الجسد النازز عرقاً، أزحف، أنزلق. ألف وأدور حول الصخرة الضخمة، أدوخ لما أهبط ببصري لأسفل أرتمي. أحس بلهيب الصفعة علي خدي فأفيق، وأواصل الصعود. لما تصل لكتلة النور وتبتلعها، أنشب أصابعك تحت مكانها واحفر حتي تجد السّلمة الأولي ثم اهبط بسلام. أتشبث بأي بروز لتلك الصخرة الملعونة أحس بجسدي يكاد ينفق هناك من يساعدني لأعلي ومن يشد قدمي لأسفل وأنا بين بين ، أرفص من الأسفل، أتلو الفاتحة وآية الكرسي فتتوه الكلمات علي لساني فأبدأ في التلاوة من جديد أنفض قدميَّ، أسمع ارتطاماً في القعر البعيد، أواصل الصعود، بصعوبة أحاول الوقوف، أفرد جسمي، أستنشق الهواء. السماء حولي مليئة بالنجوم أبحث عن كرة النور التي كنت أراها. أجثو علي ركبتي أخبط الأرض بقبضتي وأنا أبكي أرفع كفي للسماء أري مولد الهلال. كرة النور تدور حوله أدعك عيني أراها تطير تسبح في الفضاء تقترب إلي حيث.. أنا واقف حطّت علي كتفي الأيمن فالأيسر تدور حولي استقرت بين يدي أضمها أقربها إلي شفتي لا أدري إن كانت هي التي صارت فيّ أم أنا الذي في داخلها أزيح الرمال تحت قدمي أنشب أصابعي، الحفرة تزداد، تصطدم الأنامل بالعتبة، أحاول رفعها. أهبط سلالم السرداب في عمق الظلمة، أتوجس مع كل سلّمة خشية ألا تجد القدم الدرجة التالية فأهوي. هناك في آخر الطريق أري بصيص ضوء كلما أقترب منه يتحدد لي يمسك بفانوس الضوء. قال الآن وصلت وأشار أن أتبعه . أيمن حسين - نقادة يا من ملك يا من مَلَكْ عرش الهوي... ونار الجوي والجنة كانت مَوْصِلَكْ من ضيق براحي ف السكك لميت جراحي ف الشبك ومشيت دروب كمن سلك وبطرف توب فيك اتشبك بقيت يادوب كمن هلك أرفع جبيني واتكفي وكل ديني موقفي فاكر الغياب.. هو أسباب الوجع شُفت البِدَعْ آديني قاعد ب اتْهَلَكْ.. زي الشراب وب اشوقك النور والسحاب والشمس والكون والفلك أنا ب أسألك إزاي بتقدر تختفي عن الخلايق وازاي بتقدر تحتفي بيك الحقايق فأكون ليلاتي مطرحك وتكون حياتي ملمحك وإن غبت م الأحلام.. أنا باحسب الأيام.. بناقص مكملك يا من مَلَكْ ممدوح فوزي- أسيوط مقتطف من رواية "حارة البركة أحسد المحارب علي خططه، وطريقة تصرفه في المواقف، لذلك أترك نفسي لتفكيره ولا أشكك في أدائه الجيد ولا أنكر أنني معجب به، وكيف أنه في عمره القصير اكتسب كثيرا من الأشياء التي تحتاج إلي عمر أطول مني لكي أتمرن عليها مرارا وتكرار لكي أتقنها. تسحب المحارب وتسحبت خلفه في صمت كالصمت الذي اكتنف الحارة. كنا نكتم الضحك ونحن نتسلل في الطرقة المعتمة ونحن نشبه لصين صغيرين. كنت محسوبا علي المحارب ولست محسوبا علي الغرفة فالقضية ليست قضيتي وليس مطلوبا مني أن أدفع الإيجار المتأخر الذي يدان به المحارب لصاحبة الغرفة سالفة الذكر، ولكنني بأي حال من الأحوال كنت أشعر بأنني مدان مثلي كمثل المحارب ويجب أن أنفذ خطة التكتم هذه الذي أملاها علي المحارب وأن أي أخطاء تحدث سنقع في مخالب هذه المرأة كلانا وسيحدث لنا مالا نتوقعه ولانقدر عليه. للغرفة باب وقفل زيها زي أي غرفة ولكن الباب صغير جدا والقفل أصغر من أي قفل رأيته والمفتاح يعلقه المحارب في رقبته في سلسله من الفضة ويشبه السمكة في سلسلة ذهبية لفتاة ميسورة الحال. كنت أشعر باهتزاز موقف المحارب وخوف يتسرب إلي نفسه لم أره منه في أشرس المواقف مواجهة، اقتربنا من الباب كان كل شيء معتماً. في هذه الغرفة الضيقة قضينا أحلي الليالي أنا والمحارب. هذا العالم الذي لايمكنك الإبحار فيه بسهولة.. الغرفة تقع تحت دوران السلم...... في العتمة. امتدت يدها لتمسك بقفا المحارب الذي فزع فزعا رهيبا، لم يكن يتصور أي منا ولم يكن في خطة المحارب أنها ستنتظرنا في توقيت متأخر كهذا فلم نحتط لأمر كهذا أو نضع له تصوّرا مسبقا إذا ماحدث، ولم نكن نعرف في البداية ان من أمسك بقفا المحارب هي الحيزبون حتي نعتته بأولاد الشوارع وأنها هتجيب أجله وأجل اللي جابوه إذا مادفعش الإيجار المتأخر. وقع المحارب مغشيا عليه وأصبت بالرعب والهلع وأصيبت المرأة هي الأخري بنفس الرعب وأطلقت صرخة كانت أشبه بصافرة إنذار جمعت حولنا ناس حارة البركة الذين كانوا يغطون في نومهم العميق ونالت مانالت من شتيمة ودبت الحياة في الطرقة المعتمة وامتدت الأيادي الحانية تتحسس المحارب وأضاءت الحيزبون الطرقة، وشم المحارب أنواعا مختلفة من الروائح لإفاقته. بقدر ما أصابني من رعب بقدر ما أصابني من حزن..المحارب في نظري بطل صغير ونادرا ما أراه يهزم واعتبرت سقوطه اليوم هزيمة ولما بدأ المحارب يستفيق ويحرك شفتيه ويسأل أين هو؟ كان قد تم إدخاله بصعوبة إلي الغرفة التي لاتتسع لكلينا نائمين إلا بصعوبة. وعندما اطمأن الجميع أنه أصبح علي مايرام. غادروا يضربون كفا علي كف. علي قسوة المرأة التي جلست تنتظرنا في ظلام أيامنا. ما إن غادروا حتي أخذ المحارب يضحك ويصفق وأنا مذهول وتصورت أن المحارب أصابه مس من الجنون ولكن المذهل أن المحارب قد افتعل هذا الأمر للهروب من مخالب المرأة المفترية.......... عكاشة فهيم- دمياط محاكاة أراك حبيبتي تحاكين حواء القصيد تدللا!! تتهربين كهروب أوردة البحور من المفاتن!! تتوشحين البرد والكلمات والدر المزركش والقوافي!! حبيبتي ... أيا تسابيح العناد تمهلي!! لملمي حرفي المبعثر بالدروب وبالمدائن احملي لون دمي خضِّبي الأفق، سحيق ملامة وتألما ذا أنني أرسو علي بر يشرِّد سالكيه!! يحرق ظامئيه، ينسي وليد الحرف بر تعلمي حبيبتي ... أملاك عينيك يغني للمجيء.. لعالمي؟! لكنني لا أملك السيف المرصع بالمعارك لا أملك غير الندي وشعاع شمس، والبقية أدمعي!! لا تحلمي.. لا تدخلي مدن التذكر واهجري معالمي وإن شئت الرجوع عديني أن ترجعي للشمس أضرحة الجبين ولتملئي كأس الطلا قمرا أن تنبتي في الصخر أفنان الرياحين فذا عتق وهذا العتق يا الله يرضيني. سعاد مصطفي الغردقة دالية في العشق لمّا تعبِتُ وهدّني الشوقُ .. اتجهتُ لألف بابٍ غير بابِكِ كلُّ بابٍ دونَ وجهي يُوصَدُ ........ لا ما تعبتُ من اختصاصكِ لي ببرد من رصاصك وانتقاصكِ من غنائي ليس لي هزج ارتقاصك ليس لي محض اختلاصك لي الغيابُ المستبدُّ المُزبدُ ............ أنا لي وعيدُكِ لي قديدُكِ لي جفاف الحلقِ لي هذا البوار ولي رصيفك لي خريفك ليس لي شجرٌ ولا شمسيةٌ إن جدّ واشتدّ علي قلبي مصيفك ليس إلا هامشٌ ما هشّ بل ما بشّ لي هو ليسَ يُسعفُ هامشي لا يُسعدُ .......... ولهم نعيمكِ لستُ أحسدهم وقصركِ لست أغبطهم ولا أنا أحسدُ لكنَّ لي منك الكثيرَ :غرامك السّريَّ بي لي دمع عينك في المساء إذا خلوت علي طويلِ تغرُّبي يا مهربي مني إليك إليك وحدك حين أهربُ مهربي ما لي سواك المنتفي حين الليالي عن لياليك النميرة يا أميرة تبعدُ .......... يا أوّلي .. يا منتهايَ ومُقبلي.. لا حول لي لا نور لي إن تعذلي أو تخذلي أو تنزلي بسوي رحاب منازلي ولي ولي وأنا الولي لا أشتكيكِ وأشتهيكِ أموتُ فيكِ وأُولَدُ ............. كلّي حلالكِ . ما حلا لكِ بي افعلي .. ظهري الشريف وهبته الجلّاد عنكِ صددتُ سوطا أن يمسك ِ .. كنتُ قيسك .. فارسا لا تشتريه مغانمٌ أنا إن وردت حياض حربك.. فالمغارم لا المغانم تُورَدُ ............... فلتحرميني.. أو اظلميني.. أو أعدميني ..منذ مينا لم أخنكم .. لا ولم أحنث يميني منذ أشلاء علي الوادي قُطعت ووزّعوا قلبي جمعتُكِ واتبعتُكِ في الرشاد .. وفي الضلالِ ... و ما ودعتكِ كيف يتركُ ؟ كيف يشركُ من لحسنك .. كلّ نجمٍ.. كلّ شمسٍ شطر حسنك يسجُدُ أنا أشهُدُ.. يا أيها اللوّامُ قولوا : نشهدُ .. هي لا سواها الخمر أسكر حين أذكر .. حين أشكرُ مرّها في الحلق شهدُ مرّك العسلُ المصفّي قلتُ : أشهدُ فاشهدوا حسني الإتلاتي - أسوان