, علي نفسه لقب "صاحب سعادة الشعب المصري"، غاب عن الدنيا شهورا عديدة فاقداً للوعي، راقداً في فراش المرض، لكنه عاد إلي الحياة بضحكته الشهيرة المليئة بالحب والتفاؤل، قهر المرض وتعافي وتغلب علي كل الأوجاع.. كان أول سؤال علي لسانه ماذا حدث في مصر؟، وسريعاً ما اكتشف بنفسه كل الأحداث، بعد أن فاق من غيبوبته بمعجزة إلهية مثلما عادت مصر كلها بثورة وقوة من السماء. إنه سمير زاهر أشهر شخصية كروية إدارية طوال ال 30 سنة الماضية.. ٭ أين أنت الآن؟ - الحمد لله موجود.. وأتابع جيدا كل الأحداث الرياضية والسياسية بتركيز أكثر من قبل.. وربما يكون العدد الهائل من الميديا الإعلامية السبب الرئيسي في ذلك.. ولكن أقارن في نفس الوقت كل ما يقال وكل ما يكتب.. وبالفعل الميديا أخطر سلاح في القرن الجديد. ٭ لم تتحدث عن رحلة المرض والعلاج كثيرا؟ - المرض ابتلاء من عند الله.. والشفاء نعمة من الله سبحانه وتعالي وخلال هذه الرحلة التي استمرت مايقرب من سنة شاهدت خلالها معجزات احتفظ بها لنفسي وربما أقرب الأقربين مني لايعلمونها ولم أتحدث فيها والحمد لله أراد رب العالمين أن يكون في العمر بقية.. وتعلمت درسا جديدا أن حب الناس وتقديرهم لاثمن له علي الإطلاق. ٭ تخطيت سن السبعين بقليل هل لديك القدرة علي قيادة منظومة كرة القدم في مصر من جديد؟ - أمتلك قدرات.. وأمتلك علاقات دولية وأفريقية وعربية من خلال مشواري الطويل في إدارة كرة القدم في مصر وهذا كله سخرته لخدمة اللعبة طوال السنوات الماضية وحتي قرار الابتعاد عن اتحاد الكرة الذي جاء بعد مذبحة ستاد بورسعيد، ولم أبتعد عن اللعبة بما يزيد عن نصف القرن وقبلها كنت أمارسها كلاعب. ٭ هذا يعني دخولك الانتخابات المقبلة؟ - لست مدمنا للعبة الانتخابات، ولكن أري أن الساحة خالية تماما مع احترامي لكل الشخصيات.. وأنا تعلمت ألا أعمل وحدي ولكن هناك عناصر لاغني عنها. ٭ ولكنك قلت من قبل إنك لست مستعدا للمغامرة بتاريخك مع الكرة المصرية.. فماذا تقصد؟! - قلت هذا الكلام.. بالرغم من أنني بالفعل مغامر ولكن كل شيء بحسابات جيدة. يعني من غير الممكن الآن أن أعد أو أقول أو أخطط للوصول لكأس العالم وأنا ليس عندي بطولة دوري منتظمة أو ملاعب جاهزة.. ولايمكن أن أقول إننا سوف نفوز بكأس الأمم الأفريقية.. ومعظم اللاعبين الصاعدين الواعدين لم يلعبوا أمام الجماهير منذ ثلاث سنوات.. ومن غير الممكن أن أقوم بتسويق المسابقة ولا أضمن استمرارها.. يعني لابد من الاستقرار. ٭ وما رأيك في أداء الاتحاد الحالي؟ - المجلس الحالي مظلوم كل الظروف ضده ولاتوجد ملاعب جاهزة ولاتوجد جماهير ولا استقرار أو نظام في البث والتسويق ورئيس الاتحاد في ناحية ووزير الداخلية في ناحية أخري، والدولة والحكومة أزاحت كرة القدم إلي الخلف كثيرا رغم أن الكرة هي المتنفس الحقيقي للشعب المصري.. بالإضافة إلي كونها تجارة وصناعة وسلعة جيدة للغاية من الممكن أن نستغلها جيدا اقتصاديا وسياسيا أيضا وكم من الأزمات الدولية تم حلها عن طريق مباريات الكرة التي تذيب الجليد وتحطم الفواصل بين الناس. ٭ وماذا عن اللجوء للقضاء في بعض المشاكل؟ - لا أجندة علي الإطلاق.. وكم من الأمثلة السابقة بين الناس تم حلها بمجالس ضمت الكثير من أصحاب الرأي والرؤي ولم نلجأ للمحاكم، لأن الرياضة مكانها الملاعب والساحات وليس المحاكم وقاعات التحقيق. ٭ وماذا تحمل مجددا للكرة المصرية؟ - أنا جاي أشتغل مش جاي اتخانق مع أحد وأثناء تواجدي كرئيس للاتحاد وصلنا إلي المركز التاسع عالميا في تصنيف الفيفا وفتحت كل الملفات وخطونا خطوات إيجابية في البث الفضائي والتسويق وحقوق الرعاية وعقد صفقات للملابس. كل هذه الأمور وغيرها من اختراعي ومن جهدي وقدراتي لدرجة أننا لم نكن نحصل علي مليم من الدولة بل كانت هناك ودائع مالية كثيرة باسم اتحاد الكرة ولا أعلم عنها شيئا الآن. ٭ كيف.. وهل تملك عصا سحرية؟ - إطلاقا.. مثلا عدم الحضور الجماهيري أستطيع حله بقرار «واحد» وسهل للغاية.. يعني مثلا النادي الأهلي يلعب أمام الإسماعيلي بالقاهرة.. يعني المباراة خاصة بفريق الآن.. علي الفور أقوم ببيع التذاكر لجماهير الأهلي فقط.. وأسمح لهم فقط بدخول المباراة دون رقابة ودون حراسة وأمن لأن الجماهير تعرف بعضها البعض.. ومن هنا أكون أرسلت رسالة للعالم كله أننا نعيش في أمن وأمان وأن المباريات تقام بالجماهير واستفيد من إيراد المباراة وكذا التسويق الخارجي لأن بطولة الدوري وقيمتها يحدد بعدد وقيمة الجماهير التي تحضر المباريات.. لأن الدوري الآن بلا روح والذين يتفاوضون علي بيعه.. يتفاوضون علي بيع جثة هامدة. ٭ هناك عروض ضخمة لشراء بطولة الدوري.. ما تعليقك؟ - أنا تاجر وأعرف قيمة الشيء الذي أمامي والدوري المصري في الظروف الطبيعية أغلي سلعة في مصر ومنذ سنوات طويلة مضت تم الاتفاق علي بيع الدوري بالحروف الأولي مع الشيخ صالح كامل صاحب القنوات الشهيرة A.R.T السابقة ووصلنا معه منذ أكثر من 10 سنوات إلي مبلغ 500 مليون جنيه لثلاث سنوات ولكنه كان يريد حرمان الشعب المصري من مشاهدة المباريات إلا علي قنواته الخاصة وقلنا لأ.. وألف لأ!! ولكن الآن عندي الخارج والحلول لمثل هذه المواقف. ٭ من وراء مذبحة بورسعيد التي تمت في آخر أيام عهدك باتحاد كرة القدم؟ - إهمال كل الأطراف المشرفة علي المباراة سواء الأمن وقتها أوالمباحث أو النادي المصري. ٭ أنت تبرئ نفسك واتحادك وكان من الممكن تأجيل أو إلغاء المباراة بقرار من الاتحاد قبل وقوع الكارثة؟ - مهمة الاتحاد تختلف فنحن نعين المراقبين والحكام ونطمئن علي جوانب النظام والتنظيم وتحدثنا وقتها مع الجهات الأمنية ولو عسكري في الداخلية قال لاتحاد الكرة أجلوا المباراة كنا أجلناها ولكنهم قالوا كله تمام. ٭ لكنك صاحب خبرة طويلة وعميقة وقبل هذه المباراة كادت تحدث كارثة في المحلة؟ فماذا تقول؟ - الأمن في المحلة كان له دور إيجابي ومنع كارثة.. ولكن الوضع اختلف في بورسعيد فالفوضي واليافطة التي تم تعليقها في أول المباراة كان لها أثر سيئ. ٭ يعني الجريمة مدبرة؟ - موت 72 شخصا ليس بالسهل والتحقيقات قالت كلمتها وسوف تكشف المزيد ومازلت أتهم الإهمال. ٭ قيل إن اتحاد الكرة طلب من الحكم إنهاء المباراة بعد الشوط الأول؟ - اتحاد الكرة لم يتدخل في هذا الشأن.. ولو حدث وألغي الحكم المباراة لزادت الكارثة من التكدس الجماهيري في المدرجات. ٭ وكيف يتم حل أزمة الأهلي والمصري؟ مفيش حاجة صعبة هذه المباراة سواء في الدور الأول أو الثاني تقام بدون جماهير وتحت رقابة عالية من اتحاد الكرة ولجانه المختلفة والخطأ يساويه شطب اللاعب أو الإداري أو المدرب لأنه لا مجال لأي أخطاء جديدة وتقام في ملاعب بعيدة وتحت حراسة مشدة حتي تذوب هذه المشاكل. ٭ وماذا عن أقوال وكتابات شوبير عنك واتهاماته ضدك؟ - شوبير بيقول إنه سوف يفتح الملف الأسود الخاص بي وأنا جاهز له ولغيره إلي آخر مدي وعايز أشوف هو قدم إيه للكرة المصرية وأنا قدمت إيه علي مستوي الإدارة.. وأنا لا أريد الرد علي مهاتراته وكلامه إلا بالطرق القانونية لأنني لو تكلمت وأفصحت بما لدي عن شوبير فسوف تكون العواقب ضده وخيمة ومخزية، وللعلم شوبير سافر مع حسن شحاتة والمنتخب إلي جنوب أفريقيا كرئيس للبعثة وانهزمنا في مباراة تحصيل حاصل في تصفيات كأس العالم، وعاد هائجا وغاضبا علي المدير الفني وأثر علي إقالته واستبعاده إلا أننا كمجلس تمسكنا بحسن شحاتة وبعدها فاز بثلاث بطولات للأمم الأفريقية. يعني فنيا لا يستطيع تقدير الأمور جيدا، ولنا ولكم أن تسألوا عن ثمن مساندته لبعض الشخصيات في الانتخابات في الأهلي والزمالك واستغلاله لموقعه كإعلامي لمؤازرة أشخاص علي حساب آخرين وأنا تحدثت في هذا الأمر مع المسئولين عن القنوات التي يعمل بها أو الصحف التي يكتب فيها، وهو يلعب بالنار وسوف تحرقه. ٭ هل بدأت حرب شرسة بينك وبينه لرغبته في خوض انتخابات الجبلاية؟ - أنا علي استعداد لمؤازرته لو خلع بدلة الإعلام وترك مواقعه الإعلامية وتفرغ لخدمة الكرة من خلال موقعه كرئيس أو بخصوص اتحاد الكرة، ولكن طول ما هو بيشتغل في الإعلام ويستخدمه لمصالحه فلن أتركه وسوف أفضح كل ألاعبيه. ٭ وماذا عن موقف هاني أبوريدة؟ - أنا وحرب الدهشوري ساندنا هاني أبوريدة ليتخطي المحلية إلي المواقع الدولية والأفريقية الأمامية وهاني يقضي أكثر من نصف شهور السنة خارج مصر كمسئول من الكاف والفيفا.. فكيف سوف يخدم الكرة المصرية وهي التي تحتاج من يحنو عليها لتتخطي كل العقبات ولابد من التواجد الدائم في مصر، ولو "خلع" أبوريدة البدلة الدولية والأفريقية فسوف أسانده، أما لو أصر ونافسني فتلك هي الخيانة. ٭ وإلي أي مدي وصلت العلاقة الآن بينكما؟! - هاني صديق العمر كما يقولون.. ولكن للضرورة أحكام، وأري أن الظروف غيرته كثيرا.. وإن كنت لا أتمني مواجهته وعلينا الانتظار حتي تتكشف النوايا. ٭ هاني كان مؤهلا لقيادة الاتحاد في الفترة الحالية والقانون أبعده؟ - أعلم ذلك بدليل نجاح كل رجاله ومجموعته التي اتفق عليها من قبل وعندما علم بموقفه غير القانوني فضل الدفع بجمال علام ليقوم بدوره لحين عودته.. ولكن المسألة مش سهلة وليست بالبساطة.. وكما قلت من يريد العمل التطوعي عليه أن يتفرغ له خاصة منصب رئيس الاتحاد والذي يعادل من وجهة نظري منصب رئيس الوزراء المسئول عن إدارة الدولة لأن اتحاد الكرة هو بالفعل حكومة ودولة تسعي لإرضاء وإسعاد أكثر من 80% من الشعب المصري يتابعون لعبة كرة القدم ويشتاقون إليها، بل أعتبر أن رئاسة الجبلاية أهم وأقوي من رئاسة الوزراء. ٭ وما مقترحاتك لحل أزمة البث الفضائي؟ - أزمة البث ناتجة عن الطمع لأن هناك شبكة دولية تدير هذه المنظومة ومعي الأسماء بالكامل والمصالح، والتصالح بين المتنافسين من أجل حصد المال فقط دون مراعاة مصالح الآخرين وهذه الشبكة تعمل 24ساعة في اليوم ويصرفون فلوس لانعلم من أين يأتون بها ولذلك أحذر اتحاد الكرة والأندية التي انفرط عقدها الآن في أزمة البث الذي تحول إلي عزف منفرد وعلي الدولة أن تتدخل وتتحكم بدلا من أن نشاهد مباريات الدوري علي محطات إسرائيل وقطر، وحدهما وهذه هي الكارثة القادمة. ٭ لا يمكن إنهاء الحوار معك دون معرفة رأيك فيما يتعرض له قطر الآن من اتهامات وفضائح بسبب تنظيم المونديال بعد القادم؟ - قبل الإجابة عن هذا التساؤل لابد أن نقف جيدا علي استعدادات الدول المتنافسة والذنب ليس ذنب قطر ولكن ذنب الاتحاد الدولي واللجنة التنفيذية التي اتخذت القرار فهؤلاء مرتشون وحصلوا علي أموال من قطر وحققوا مكاسب. ٭ تعلم أن هاني أبوريدة كان أحد أعضاء هذه اللجنة.. فماذا تقول؟ - هاني أبوريدة تلقي تعليمات من الرئيس الأسبق حسني مبارك بمنح صوته لقطر وهذا الكلام لابد أن يخرج هاني أبوريدة ويقوله ويعلنه ليدافع عن نفسه.
