7 آفلام تتنافس علي كعكة إيرادات العيد بعد النجاح الشعبي الملحوظ الذي حققة محمد رمضان في السينما، قرر أن ينتزع مساحة من كعكة رمضان، تلك التي يتنافس عليها ويحتكرها من سنوات مجموعة من كبار النجوم، مثل يحيي الفخراني، عادل إمام، يسرا، ليلي علوي، وانضم اليهم مؤخرا، غادة عبد الرازق، وخالد الصاوي، ولكن هؤلاء طلعلهم كام عفريت من الشباب، لم يكن أي منهم علي البال، فرادي، وجماعات حققوا نجاحات ربما تفوق نجاح الكبار وتتخطاهم في كثير من الأحيان! لم يعد اسم محمد رمضان يحتاج إلي كثير من التعريف، فقد حقق في السينما إيرادات، أجبرت شركات الإنتاج علي الاعتراف به، ووضعه بين قائمة نجوم الشباك، قد يكون نجاحه السينمائي، ارتبط بنوعية خاصة من الأفلام تلك التي يمكن أن نطلق عليها أفلام "الترسو" أو أفلام الدرجة التالتة، وهي أفلام برع في تقديمها في الخمسينيات فريد شوقي، ثم ورثها وطورها أحمد زكي قبل أن يتمرد عليها، ويحفر مجري جديدا ومختلفا تماما تندفع خلاله موهبته المتفردة! والحق يقال أن فريد شوقي "وحش الشاشة" اكتسب شهرته من تقديم الشخصيات الشعبية التي تجمع بين القوة البدنية والفتونة، وأخلاق ولاد البلد وشهامتهم"كما ترويها الحكايات"، ولا مانع من وجود راقصة أو مطربة في تلك الأفلام وكام معركة ينتصر فيها البطل بعد أن يضرب كل من ظهر معه في الفيلم! ولكن الحق يقال أن رغم بساطة تكوين هذه الأفلام، إلا إنها بدون أي شك كانت أرحم كثيرا مما وصلت إليه أفلام البلطجية، في زمن مابعد ثورة يناير، وماتبعها من انفلات أمني وأخلاقي علي كل المستويات، المهم في الحكاية أن محمد رمضان الذي تلقي كما هائلا من الهجوم النقدي علي نوعية الأفلام التي يقدمها، استوعب حقيقة أنه لا يمكن أن ينجح بنفس الأدوات، إذا نقلها إلي التليفزيون، فقرر أن يبدأ أولي بطولاته مع دراما رمضان، بتقديم تركيبة إنسانية مختلفه، تثير الإعجاب والتعاطف معاً. تاهت ولقيناها، مارأيك في شخصية شاب صعيدي شهم، يسعي لكسب قوت يومه، ليصرف علي أسرته المكونة من أمه وشقيقته، ولكن هذا الشاب يوقعه حظه العاثر، في جريمة قتل لا ناقة له فيها ولاجمل، ويصبح هو المتهم الأول والوحيد بالقتل، وحتي تتأزم الأمور، فإن القتيلة ابنة، فنانة شهيرة، وقاتلها شاب مهووس ابن واحد من الكبار قوي، يسخر نفوذه لحماية ابنه، وإلقاء التهمة علي كاهل الشاب الصعيدي الغلبان، الذي لايجد من يدافع عنه أو يحميه من بطش وجبروت الكبار، ولكن الله يدفع إليه بضابط شاب يتبني قضيته، وصحفية متحمسة ومؤمنة ببراءته! حدوتة متجربة ومهرووسة ميت مرة، لكن إذا أضفنا لها أو ضفرنا فيها وقائع قضية مشهورة، يتذكر تفاصيلها الناس ، يبقي كدة حدثت الفرقعة! المؤلف حسن الدهشان، والمخرج إبراهيم فخر، قدما لمحمد رمضان تفاصيل أول مسلسل يلعب بطولته ابن حلال، الذي يضم مجموعة لابأس بها من النجوم العتاولة هالة فاخر، وفاء عامر، احمد فؤاد سليم، محمود الجندي، مضافا إليهم مجموعة من الشباب منهم أحمد حاتم، ميرهان حسين، نورهان، سهير الصايغ، محمد سليمان، ريهام سعيد! كل من يتابع مسلسل ابن حلال، لابد أن يكون قد قفز إلي ذهنه الحادثة البشعة التي راحت ضحيتها ابنة المطربة ليلي غفران، وصديقتها، تلك الحادثة التي اتهم فيها عامل بسيط، قيل وقتها إنه قام بجريمته مع سبق الإصرار والترصد بغرض السرقة ولكنها سرعان ما تحولت إلي قتل بعد مقاومة الفتاة المغدورة وصديقتها! المهم أن الشاب المتهم تم الحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم فعلا، من فترة قصيره، قبل عرض المسلسل، وإذا كانت أصابع الاتهام قد أشارت إلي العامل البسيط باعتباره القاتل، فإن أصابع أخري كانت تشير وبقوة إلي ابن شخصية من الكبار قوي، وكانت المطربة ليلي غفران، نفسها قد استبعدت أن يكون العامل هو من قتل ابنتها، وألقت التهمة بوضوح علي ابن رئيس وزراء سابق، ولكنها توقفت عن مهاجمته أو الإصرار علي أقوالها، وماكان يقال همساً، بين الناس وبعضها، قاله المسلسل بصوت مسموع، وبوضوح وبدون مورابة، أن الجريمة قد فعلها ابن الكبير، وربما لهذا السبب شعر أصحاب المسلسل بالقلق، وقام المؤلف مع المخرج وشركة الإنتاج بوضع لافتة مع بداية التترات تؤكد أن الأحداث التي يتناولها مسلسل ابن حلال، لاعلاقة لها بالواقع.. الخ من الديباجة المعروفة، التي تلجأ إليها الأعمال الفنية، لتخلي مسئوليتها أو لتتجنب أي مشاكل مع اصحاب القضية الأصلية، والغريب أن يظهر من يقول إن تناول الدراما التليفزيونية أو السينمائية، لتفاصيل قضايا أو حوادث هو عمل غير أخلاقي! وهؤلاء للأسف الشديد لايعلمون أن أحداث الواقع أحد أهم مصادر الإبداع لدي كتاب الرواية الأدبية، أو كتاب السيناريو"سينما وتليفزيون"، وأقرب الأمثلة للذهن حادثة ريا وسكينة التي تحولت إلي فيلم سينمائي في الخمسينيات، ثم مسلسل تليفزيوني تم تقديمه من سبع سنوات تقريبا، ورواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ التي استلهم بعض تفاصيلها من حادثة محمود أمين سليمان الذي شغل الرأي العام لعدة أشهر في عام 1961 وصفته الصحافة بالسفاح ولكن تعاطف معة رجل الشارع! وغيرها من قصص الواقع التي تحولت إلي أفلام أو مسلسلات ناجحة بعد أن أضاف إليها المبدع لمساته أو رؤيته الفنية وقدرا من خياله! إذن كل ماحدث بالفعل قابل لأن يتحول إلي أعمال إبداعية، ومن حق المبدع وقتها أن يضيف وجهة نظره الخاصة التي قد تتفق أو تختلف مع ماحدث في الواقع، هي قضية محسومة إذن، ولكن العداء الشديد الناتج عن سوء الفهم لايزال يلاحق المسلسل كما يلاحق غيره من الأعمال الفنية، وآخر اتهام أو أزمة تواجه ابن حلال وتهدده بتوقف العرض "مسألة مضحكة وخاصة واننا في نهاية الشهر الكريم يعني المسلسل ناقصة 5 حلقات" حيث قام أحد الاخوة العرب باتهام المسلسل بالإساءة إلي دولة عربية شقيقه، لان الممثل الكويتي عبدالإمام عبد الله يلعب دور رجل خليجي ثري، يتزوج من فتاة صغيرة ويسيء التصرف معها مما يعرضها لأزمة صحيه!! وهل هذا مبرر لإنزعاج الدول أن يكون أحد من رعاياها، يسيء التصرف مع زوجته عامدا متعمدا أو عن جهل ؟؟ واضح طبعا أن البعض يسعي لإثارة الزوابع والمشاكل للأعمال الفنية لينال قدرا من الشهرة من هذا الضجيج! المهم في الحكاية أن محمد رمضان قد نجح في إعادة تقديم نفسه لجمهور أكثر كثافة من جمهور السينما، وشخصية حبيشة الشاب الصعيدي قد نالت تعاطف الناس، بل إن نجاح ابن حلال قد سحب اهتمام الجمهور تماما من متابعة مسلسلات أخري لم تحظ باي اهتمام جماهيري ولانقدي وكأنها لم تكن مثل البرنس لأحمد عز ومسلسل تامر حسني ودكتور أمراض نساء الذي يستمر فيه مصطفي شعبان علي أداء دور زير النساء للعام الرابع علي التوالي، قدمت كل من هالة فاخر وسهرالصايغ وفاء عامر، سارة سلامة، أحمد حاتم، وميرهان حسين وريهام سعيد ومحمد سليمان أداءاً لافتاً في ابن حلال، غير أن دور كل من محمود الجندي ووفاء سالم كان في حاجة إلي إعادة نظر، بينما قدم محسن منصور دوره بطريقة تقليدية عفي عليها الزمن، أما أحمد فؤاد سليم فهو يسحب من قيمة موهبته من فرط استهلاكه لها، وهو يكرر الخطأ المهني الذي ارتكبه من قبل حسن حسني، وأحمد خليل، فالإفراط الشديد في المشاركة في الأعمال الفنية، يصيب الجمهور بدرجة من التشبع والملل، يؤدي بالحتم إلي هبوط أسهم الفنان وضياع مكانته، ولكن أحدا لايتعظ أو يتعلم من تجارب الآخرين!