داعش ليست مجرد جماعة إرهابية تعمل علي الأرض السورية والعراقية.. بل هو تنظيم ضخم له أدواته وآلياته، يستخدم الإنترنت كسلاح ويستغل الشبكات الاجتماعية بذكاء شديد للدعاية لعملياته الوحشية والترويج لدولة الخلافة الإسلامية المزعومة التي يسعي لتأسيسها.. في وقت حذر عدد من الخبراء في مجال الجماعات الجهادية من إمكانية تمدد نشاط تنظيم «داعش» إلي مصر، ما يهدد بنقل تجربة العنف والفوضي في الهلال الخصيب إلي مصر. والحديث عن جيش داعش الإلكتروني.. كالحديث عن القط والفأر.. فهناك مطاردة في كل لحظة.. بين عدة أجهزة أمنية محلية وإقليمية ودولية.. ومن بلاغات بعض المترددين علي تويتر أو الفيس بوك.. ومن إدارة الفيس بوك ذاتها.. لكل ما يبث عبر الإنترنت عن داعش الإرهابية. حتي أنك تقوم بزيارة موقع.. أو تقرأ تغريدة علي التويتر عن داعش.. ثم تحاول الدخول لإعادة القراءة أو المشاهدة.. فتفاجأ بأن التغريدة قد تم حذفها.. أو أن الصفحة التي نشرت عن داعش.. قد تم إلغاؤها بالكامل. والموضوع أثارنا.. كما أثار مراسل صحيفة الجارديان البريطانية باتريك كنجزلي.. الذي لاحظ أن داعش تستخدم كل وسائل الإعلام الحديثة المتاحة الآن للدعاية والترويج لها حول العالم.. وبالذات في البلدان غير الإسلامية.. وفي ذلك تجد كل الوسائل من الهاتف المحمول وتطبيقاته، وأجهزة الكمبيوتر بأنواعها والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك والتويتر.. بالإضافة للاستعانة بالأفلام الدعائية والروائية للإرهاب .. ولحشد المزيد من المتطوعين حول العالم لصفوف داعش. وظهر الهاشتاج.. الذي يروج لداعش ولخليفة المسلمين.. ولأسماء رجال داعش.. وظهرت تغريدات عديدة لداعش علي تويتر.. الذي يمتلك التنظيم حضورا ملحوظا عليه.. ولكنه لا يملك أي صفحات رسمية له علي الفيس بوك.. الذي تطارده إدارته ليل نهار. والملاحظ.. وحسب متابعتنا.. لكل ماينشر عن داعش أن للتنظيم متطوعين له.. حتي وإن لم يكونوا أعضاء فيه.. يقومون بنشر تغريدات حوله في تويتر.. والدعاية له علي الفيس بوك والانستجرام.. ونشر صور مثل: الرؤوس المقطوعة.. وتجارب مقاتل من داعش.. وتجارب في المناطق المحررة.. وصورة تم ترويجها لرجل يده ملطخة بالدماء.. وعدة تعليقات مشجعة له! ورغم أن تنظيمات مشابهة لداعش كانت لها مواقع مثل القاعدة وبعدة أسماء والنصرة في سوريا علي تويتر.. والقاعدة في اليمن .. وأنصار بيت المقدس.. وجند الله.. إلا أن داعش فاقت كل هؤلاء برسائلها المبتكرة.. وآخرها: الترويج للبيع أون لاين ومن الباب للباب.. وفي بعض المتاجر في تركيا وأندونيسيا وماليزيا.. لكل ما يخص داعش.. من ملابس نسائية للحجاب والكوفية والنقاب وأعلام داعش وتيشرتات.. وهنا برز اسم موقع «زيرا مسلم» وهو موقع أندونيسي.. كان يروّج لداعش.. حتي تم إغلاقه منذ أيام قليلة.. بواسطة إدارة الفيس بوك. والأسعار تتراوح ما بين 9 - 13 دولارا.. وبكل المقاسات وكانت منتشرة بالموقع المذكور الذي ظل يعمل منذ 3 أعوام كاملة.. وحتي بلغ عدد معجبيه ما يفوق التسعة آلاف شخص حول العالم. وحول تلك المواقع.. تجد إعلانات عن رجال داعش.. والمطاعم الإسلامية وتقديم خدمات الموتي والأكفان حسب الشرع.. ومن أشهر الصور المتداولة لرجال داعش.. صورة لرجل جالس علي سجادة.. ومن خلفه عبارة الدولة الإسلامية.. ولا إله إلا الله محمد رسول الله.. وتحت الصورة كتب بالإنجليزية: داعش go Tallent StyLE تماما مثل النجوم والمشاهير. وحذر عدد من الخبراء في مجال الحركات الجهادية من إمكانية تمدد نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" إلي مصر، بعدما كشفت خريطة التنظيم لإعلان الخلافة الداعشية بقيادة أبو بكر البغدادي، ضم سيناء إلي دولة الخلافة المزعومة، وهو ما يهدد بنقل تجربة العنف والفوضي في الهلال الخصيب إلي مصر، خاصة مع نية بعض التنظيمات الإرهابية وقطاع من شباب التيار الجهادي الانضواء تحت مظلة "داعش" الإرهابية. اقتراب خطر "داعش" من مصر له ما يبرره، بعدما نجحت قوات الأمن في سيناء في إلقاء القبض علي عدد من العناصر التابعة لتنظيم داعش، أثناء محاولتهم التسلل من قطاع "غزة" إلي سيناء، نهاية الشهر الماضي، في تسجيل لأول محاولة لتسلل عناصر التنظيم الإرهابي الأشهر في العالم حالياً إلي مصر، وهي المحاولة التي تكشف عن دخول مصر بؤرة اهتمام "داعش" الذي بات يسيطر علي مساحات شاسعة في العراقوسوريا ويهدد بقوة كلا من الأردن ولبنان. وأكد صبرة القاسمي، منسق عام الجبهة الوسطية لمواجهة التكفير والتفجير، ل"آخر ساعة" أن بعض التنظيمات المتشددة في العالم الإسلامي بدأت تعلن مبايعتها لقائد "داعش" الذي أعلن نفسه خليفة علي المسلمين، وهو ما حدث مع عدة تنظيمات صغيرة أشهرها تنظيم "جيش محمد"، وهو ما تكرر مع جيش "النصرة" التابع للقاعدة، مرجحًا أن يعلن تنظيم "أجناد بيت المقدس" مبايعته ل"داعش" قريبا، خاصة في ظل طرح الأخير لخريطة دولة الخلافة المزعومة التي تضم فيما تضم شبه جزيرة سيناء. محذراً من أن لديه معلومات مؤكدة عن نية "داعش" نقل جزء من نشاطها إلي سيناء خلال الفترة المقبلة، عبر تسلل بعض أعضاء التنظيم من قطاع "غزة" إلي شبه الجزيرة المصرية، للقيام بعمليات إرهابية ضد قوات الجيش تمهيداً لإعلان سيناء جزءا من الخلافة الداعشية، إلا أن يقظة قواتنا المسلحة نجحت في إحباط محاولات التسلل تلك. وزعم القيادي الجهادي السابق أن هناك قطاعاً من شباب الجماعات الجهادية في مصر اعتنق أفكار "داعش"، من خلال وقوعه تحت قوة الدعاية المكثفة لداعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإنترنت المختلفة، حيث تم استقطابهم فكرياً وتجري حالياً عملية إعدادهم قبل الإعلان عن نشاطهم علي أرض الواقع، مشيراً إلي احتمالية تمركز تلك العناصر في محافظات الصعيد. من جهته، رجح الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، ألا تنجح محاولات "داعش" لزرع موضع قدم لها في مصر، مضيفاً ل"آخر ساعة": "تنظيم الدولة الإسلامية تأسس علي عدة قواعد فكرية جعلته وثيق الصلة بالظروف المحيطة له في العراقوسوريا، فهناك التنظيمات القبلية تحتفظ بقوتها، والصراع المذهبي بين السنة والشيعة علي أشده، والدولة منهارة، وهي الظروف التي أنتجت ذلك التنظيم وأعطته زخماً، لكنها لا توجد في مصر لذلك تظل إمكانية نجاح داعش في الانتشار محدودة". إلا أن حبيب استدرك قائلاً: "لا يعني ذلك أن داعش لا تطمح إلي التسلل إلي مصر، بل نجحت القوات المسلحة في ضبط بعض العناصر عندما حاولت التسلل إلي سيناء، فضلاً عن أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" يخطب ود داعش منذ فترة، ما ظهر بوضوح في بيان وزع الأسبوع الماضي يتضمن دعوة المواطنين في سيناء لمبايعة دولة الخلافة أي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهي محاولة يائسة من قبل "أنصار بيت المقدس" للتقرب من "داعش"، لإيجاد أرضية جديدة للتنظيم في مواجهة قوات الأمن التي تقترب من القضاء علي التنظيم في سيناء. في المقابل، نفي علي عبدالعال، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، ل"آخر ساعة" إمكانية تمدد "داعش" إلي مصر، في ظل تركيز التنظيم علي تثبيت أقدامه في العراقوسوريا، إلا أنه أضاف: تحول بعض شباب الإخوان والجماعات الإسلامية إلي العنف وارد وبقوة، خاصة في ظل حالة الانسداد السياسي أمامهم، وهو يشير إلي خطورة التعامل الأمني مع جميع القضايا ما قد يدفع بعض هؤلاء الشباب إلي تكوين خلايا تتبع داعش فكرياً.