رئيسة البرازيل ديلما روسيف أشار زعيم جبهة المعارضة بتشجيع المنتخب البرازيلي ويدعي مارك سيلفا إلي أنه يتمني هزيمة البرازيليين حيث إنه إذا فازت البرازيل باللقب فسيتم تناسي كافة أوجه الفساد المحيط بالبطولة ولن تستيقظ البلاد من كبوتها.. وقد كان الاستقبال الباهت الذي تلقاه منتخب السامبا خير دليل علي الموجة السائدة علي الأقل بين عدد غير قليل من البرازيليين حيث يذكر أن المنتخب البرازيلي عند وصوله إلي مطار ريودي جانيرو منذ فترة بدء معسكره الداخلي استعدادا للمونديال واجه مئات المحتجين الذين هتفوا ضد لاعبيه في مفارقة لم تشهدها بلاد السامبا علي مدي تاريخها الكروي.. فلقد تغيرت الأولويات عند البرازيليين ولم تعد كرة القدم مقدسة بالنسبة للفقراء كما كانت من قبل.. بدليل أن هناك رسامين عبروا بلوحاتهم علي الجدران لأطفال يعانون من الجوع ومكتوب عليها «ألا نحتاج لكرة القدم بقدر حاجتنا إلي الطعام». وقد أرادت البرازيل خلال استضافتها لمونديال 2014 ثم الأوليمبياد عام 2016 لازدهار اقتصادها عبر الحدثين الهامين، لا سيما أن الدراسات أكدت أن الناتج المحلي للبلاد سيزيد علي الأقل من خلال كأس العالم بنسبة 1%.. مع توقعات هيئة السياحة البرازيلية بتوافد نحو 600 ألف سائح لحضور المنافسات، وتؤكد الإحصاءات أنهم سينفقون 2.6مليار دولار.. ومع تدفق 3 ملايين برازيلي للمدرجات سينفقون قرابة 6.9مليار دولار.. وبذلك يكون إجمالي الدخل المتوقع من البطولة سيقارب 11مليار دولار.. ووضعت الحكومة البرازيلية خططها علي هذا الأساس، ووضعت ميزانية هي الأعلي في تاريخ الدول التي استضافت كأس العالم بلغت 14مليار دولار.. وذلك من أجل تحسين البنية التحتية وتشييد ملاعب وطرق وتحديث مطارات.. وهذا أدي للجوء الحكومة إلي قرارات غير شعبية لتأمين المبالغ الهائلة التي وضعت لميزانية المونديال، لذلك فإن أول مظاهرة خرجت جاءت احتجاجا علي ارتفاع أسعار تذاكر المواصلات، ثم تطورت الأمور مع البدء بإزالة مبان في بعض الأحياء الفقيرة من أجل بناء خط للسكك الحديدية ومواقف للسيارات قرب الملاعب المستضيفة لكأس العالم ليدفع السكان البسطاء ثمن هذا الحدث الرياضي العالمي بعد إجلائهم من بيوتهم.. وقد أشارت التقارير لمنظمات مدنية أنه تم إجلاء حوالي 400 عائلة من منازلهم بهدف تنفيذ مشروعات لها صلة بكأس العالم.. وفي بعض الأحيان أزيلت أحياء بأكملها مثلما حدث في إحدي ضواحي مدينة سان باولو منذ يونيو 2013 التي خرج وقتها ملايين الأشخاص احتجاجا علي الفساد والإفراط في الإنفاق في التحضير لكأس العالم والألعاب الأوليمبية عام 2016 في مدينة ريودي جانيرو.. واعتبروا أن مبلغ ال14مليار دولار.. الذي رصد لاستضافة المونديال كان يمكن صرفه في مشاريع اجتماعية واقتصادية أخري تفيد حوالي 20مليون برازيلي يعيشون تحت خط الفقر، كما أكد المتظاهرون أن البرازيل لا تعتمد فقط علي كرة القدم حيث إن لديها قضايا أخري مثل نقص الاستثمارات في الصحة والتعليم.. لذلك رفعوا لافتات كتب عليها «لامونديال بلا حقوق» و«البرازيل استيقظي قيمة الأستاذ أو المعلم أرفع من نيمار.. في إشارة إلي نجم المنتخب الذي كلفت صفقة انتقاله إلي نادي برشلونة الأسباني حوالي 70مليون دولار.. هذا الأمر هو ما جعل نيمار الذي يعد النجم الأوحد في تشكيلة المنتخب البرازيلي يؤيد المحتجين حيث قال أنا برازيلي وأحب بلدي وعائلتي وأصدقائي يعيشون في البرازيل لذلك السبب أريد أن تكون البرازيل أكثر عدلا وأمنا وصحة ونزاهة، وأضاف أنه يشعر بالحزن لما يحدث في البرازيل.. ولديه ثقة أيضا أنه ليس من الضروري أن يصل الأمر لحد النزول للشوارع للمطالبة بتحسين خدمات المواصلات والصحة والتعليم والأمن وكلها التزامات يجب أن تقوم بها الحكومة.