أيام معدودة ويبدأ الشهر الفضيل أعاده الله علي المسلمين والأمة الإسلامية بخير من ينجح منا في استغلال شهر الخير فقد فاز فوزا كبيرا ومن يقف مع نفسه يحاسبها علي عام فائت ويهديها لما هو أفضل في العام القادم بإذنه تعالي فقد فاز فوزا عظيما لأن الحاضر والمستقبل لابد أن يكون مختلفا عن الأمس وما حدث في عام مضي قد يصبح غير ملائم للغد علينا أن نهتم بالحاضر وقدرتنا علي العيش فيه والنظر والتطلع للأمام بعيدا عن القلق والملل بأن نطردهما من حياتنا وهما يقضيان علي أشياء جميلة ورائعة بحياتنا حين نسمح للمشاكل الماضية وهموم الماضي أن تأخذ منا سعادتنا بما يحيل الإنسان إلي الإحباط والكبت والقلق والملل بسيطرة فكرة الأرق التي تنبع من الداخل بأن الراحة في عدم فعل أي شيء ونتفرغ للاسترخاء فهذا مفيد وصحي لفترة قصيرة يحتاجها الجسد والعقل راحة من الروتين اليومي المحموم والمهلك ليعود الذهن والبدن أقوي وأكثر تركيزا وإنتاجا وإبداعا وتحقيقا للذات بالإحساس بأن القادم هو الأفضل حتي تصبح الحياة سلاما وأمانا وطمأنينة لأن اللحظة الحاضرة هي فقط التي نملكها ونستطيع الحكم فيها أمّا ما سيكون في الغد فهذا لا نملكه والتفكير فيه هو المسبب لكل أنواع القلق والخوف والهم الذي تخشاه مستقبلا بأن يخشي الإنسان علي أولاده يريد أن يكون لديهم المال الوفير قبل أن يشيخ أو يموت وقال «جون لينون» ننشغل بالتخطيط لأشياء أخري ينشغل أطفالنا بالنمو ويبتعد عنا من نحبهم فيخطفهم الموت وتتحول أجسامنا إلي الشيخوخة وتذهب أحلامنا أدراج الرياح باختصار إننا نعقد الحياة.. نتيجة لانشغال العقول بكل الأمور الشخصية والحياتية المتعلقة بماذا نفعل ونحضر ونهيئ مما يعكس الخوف والقلق الداخلي الذي يجب ألا نسمح له بالاستمرار بالمقاومة وإحلال مشاعر السلام محل القلق بالتدريب والتركيز علي الحاضر فقد نكتشف بعد عام أو أكثر أن كثيرا من الأشياء التي قمنا بها أو صنعناها بسبب اعتقاد أنها ليست أكثر من تفاصيل غير هامة قد استهلكت الطاقة البدنية والذهنية في الشعور والإحساس بالغضب وهي في حقيقة الأمر لا تساوي شحن الإيمان التي يمدنا بها شهر رمضان علينا أن نتمسك بها ونوجهها لما هو خير لنا ولمن حولنا وكل عام والإسلام بخير.