التطوير ضرورى لإنهاء مشاكل السكة الحديد سكك حديد مصر كانت هي الوسيلة الآمنة في مصر لسفر المواطنين بطول وعرض البلاد للغني والفقير في الليل وفي النهار وبسعر يلائم الجميع لكنها تعرضت خلال عقود طويلة إلي إهمال شديد أدي إلي تدهور الخدمة وفقدان الأمان وبعد أن كان السفر بالقطار متعة للركاب أصبح رحلة عذاب ومجازفة محفوفة بالمخاطر، السكة الحديد أصبحت أزمة يعاني منها كل المتعاملين معها بل والعاملين فيها والمسئولين عنها وخيوط الأزمة متشابكة تحتاج لمعجزة لحلها، فيما يعلق هؤلاء جميعا آمالهم علي الرئيس الجديد المشير عبدالفتاح السيسي لإنهاء هذه المشكلات التي طالت أقدم السكك الحديدية في العالم وهي الأولي في أفريقيا والشرق والثانية بعد إنجلترا. يقول الدكتور عبدالله بدوي أستاذ هندسة السكك الحديدية بجامعة قنا، هيئة السكة الحديد تعتبر ثروة استراتيجية بالنسبة لمصر لكنها ثروة مهدرة ووصل حد الإهمال إلي أنها أصبحت سببا مباشرا في قتل الشعب المصري كما أنه إذا أحسن استغلال موارد السكة الحديد ستكون مصدرا لزيادة الدخل القومي فضلا عن حل مشاكل النقل في مصر. يضيف بدوي: أن الهيئة لاتهتم بعمال السكة الحديد الذين يصل عددهم إلي حوالي 80 ألف عامل لايتم تطويرهم بأي برامج أو ورش عمل للتدريب علي الإمكانيات الحدثية في القطارات، ويدعو ذوي الخبرات في السكك الحديدية وكل من له رؤية لتطوير الهيئة ووضع خطة للقضاء علي الفساد المستشري في السكة الحديد، وتخصيص مبالغ مالية عاجلة تقدر ب 100 مليون جنيه للصيانة وتوفير عناصر الأمان وعمل صيانة دورية للقطارات وتشكيل هيئة لمعايير السلامة من خارج الهيئة، كما اقترح علي رئيس الحكومة المقبلة تحويل السكك الحديدية إلي هيئة استثمارية كبيرة تضخ الأموال في خزينة الدولة. في حين يؤكد د. أحمد فرج أستاذ هندسة السكك الحديدية بجامعة القاهرة أن أهم مشكلات الهيئة هي الإدارة الفاسدة فضلا عن عدم وجود كفاءات داخل الهيئة تستطع التغلب علي المشكلات الإدارية حيث يتم تعيينهم بناء علي الثقة من جانب الحكومة وليس الخبرة مما جعل الهيئة تفتقد الكوادر الإدارية التي تستطيع مسايرة التقدم والعمل بعقلية وفكر جديد. ويطالب أحمد فرج بتشغيل أكبر عدد من القطارات واستيراد عربات إضافية وتشغيل جميع الجرارات التي تمتلكها الهيئة وذلك للحد من تكدس الركاب الذي لا يليق بدولة بحجم مصر، داعيًا إلي الأخذ بتجربة المملكة المتحدة وإيطاليا لحل مشاكل السكك الحديد التي كانت تشبه إلي حد كبير مشاكل الهيئة في مصر. ويشير المهندس هاني حجاب رئيس هيئة السكة الحديد الأسبق إلي أن الهيئة تحتاج إلي خطة جادة ويوجد العديد من الخطط وورش العمل من أساتذة الهندسة علي مستوي الجامعات المصرية المتخصصين في مجال السكك الحديدية، مضيفا أنه إذا توافرت الإرادة السياسية المتمثلة في الحكومة لإصلاح منظومة السكك الحديدية، ستحل المشكلة تدريجيا خلال مدة من ستة أشهر إلي 5 سنوات كحد أقصي لتحل المشكلة نهائيا كما أن الخطوة الثانية متمثلة في تطهيرها من عناصر الفساد والمحسوبية واستبدالهم بقيادات ذات كفاءات. ويدعو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلي توفير دعم مالي علي وجه السرعة يقدر ب 200 مليون جنيه علي الأقل وبعدها ستكون الهيئة مؤسسة استثمارية تضخ أموالا طائلة للدولة فضلا عن الحفاظ علي أرواح المواطنين التي تهدر عن طريق الحوادث المتكررة للقطارات. ويضيف حجاب: يجب وضع خطة لتطوير نظم الإشارات علي المزلقانات التي أصبحت مشكلة كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة حيث شهدت العديد من الحوادث التي سالت فيها دماء المصريين علي قضبان السكة الحديد فضلا عن استيراد ما يقارب من 200 عربة جديدة وتأهيل جميع الجرارات المعطلة وكذلك تطوير المناشي وزيادة عدد القطارات خاصة بالمحافظات. ويري أشرف يوسف المهندس بالسكك الحديدية، أن الهيئة تدار بشكل عشوائي دون وجود خطة واضحة وفقدان سياسة الثواب والعقاب موضحا أن تخبط السياسات وعدم استقرار الهيكل التنظيمي الذي يتأثر بالسلب برحيل مسئول أو تغييره أهم مشاكل الهيئة، ويدعو جميع الخبراء في مجال السكك الحديدية إلي الجلوس معا للاتفاق علي آلية وخطط محددة بالأرقام ومرتبطة بمدد زمنية معينة لحل مشكلات الهيئة التي تعاني الكثير من الإهمال منذ عشرات السنين، مشيرًا إلي أن الاتفاق علي خطط معينة يحقق العمل المؤسسي الذي لا يتأثر بقدوم الشخص أو رحيله ولكن الجميع يعمل وفق منهج محدد يخدم في النهاية الصالح العام وينهي مشاكل القطاع الحيوي. ويطالب يوسف بتوفير حوافز مالية للجادين في العمل داخل الهيئة وعدم مساواة الجميع في حافز الإثابة كما يحدث الآن لتشجيع العمال علي الإنتاج والابتكار.